العقيقة-للأنثى-وشروطها
العقيقة ومشروعيتها
قبل الحديث عن العقيقة للأنثى وشروطها، لا بُدّ من بيان معنى العقيقة ومشروعيتها، فالعقيقة: هي الذبيحة التي تذبح شكراً لله -تعالى- على ما وهب من نعمة المولود، وحكم العقيقة سنة مؤكدة، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا يُحِبُّ اللهُ العُقوقَ، ومَن وُلِدَ له وَلَدٌ، فأَحَبَّ أن يَنْسُكَ عنه فَلْيَنْسُكْ، عن الغلامِ شاتانِ مُكَافَأَتانِ، وعن الجاريةِ شاةٌ"،[١] والعقيقة كما جاء في الحديث عن الذكر شاتان وعن الأنثى شاة، وإذا لم يستطع المسلم أنّ يعق سوى بشاة واحدة عن الذكر؛ أجزأه ذلك وحصل بهذه الشاة المقصود، لكن إذا كان باستطاعه أنّ يعق بشاتان فذلك أفضل.[٢]
العقيقة للأنثى وشروطها
العقيقة للأنثى وشروطها لا تختلف بشيء عن العقيقة للذكر باستثناء أنّ الذكر يُسن أنّ يعق عنه بشاتان والأنثى بشاة، وشروط العقيقة للأنثى أو الذكر هي نفسها شروط الأضحية في عيد الأضحى، فيشترط أنّ تكون العقيقة من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم، والأولى أنّ تكون من الضأن، كما يشترط في العقيقة بلوغ السن المعتبر شرعاً، ومقداره خمس سنوات للإبل، وسنتان للبقر، وسنة للمعز، وستة أشهر للضأن، كما يشترط خلو العقيقة من العيوب المانعة من الإجزاء، وتلك العيوب هي: العوارء الواضح عورها، وكذلك العمياء، والعجفاء التي ذهب مخ عظمها، والعرجاء الواضح عرجها، وكذلك مقطوعة أو مكسورة الرجل أو اليد، والمريضة الواضح مرضها؛ كالتي أصابها الحمى أو الجرب أو أصابها سبب من أسباب الموت: كالمنخنقة، والنطيحة، والمتردية، والموقوذة، وما ماتت أثناء ولادتها، وما أكل السبع، كما أنّ من العيوب المانعة من الاجزاء في العقيقة البتراء من الضأن، وهي التي قطعت أكثر إليتها أو كلها.[٣]
فوائد العقيقة
بعد الحديث عن العقيقة للأنثى وشروطها، يجب الحديث عن فوائد العقيقة والحكمة من مشروعيتها، ففي البداية الأولاد نعمة من نعم الله تعالى، وهم كذلك زينة الحياة الدنيا، فقد قال سبحانه: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}،[٤] فالعقيقة تذبح لشكر الله -تعالى- على هذه النعمة، وفي شكر الله -تعالى- تدوم وتزداد النعم، فقد قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}،[٥] وفي العقيقة اقتداء بسنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، حيث قال: "أنَّ النبيَّ عقَّ عن الحسنِ والحُسينِ كبشًا كبشًا"،[٦] كما أنّ من فوائد العقيقة إطعام الطعام، وإطعام الطعام من أفضل العبادات في الإسلام، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، حيث قال: "أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ"،[٧] وكذلك من فوائد العقيقة إدخال الفرح والسرور على نفوس الأهل والأقارب، وبالتالي فرصة لحصول المولود على دعائهم بالبركة والخير، وإصلاح وتوطيد العلاقات فيما بينهم.[٨]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 7630، حديث صحيح.
- ↑ "أحكام العقيقة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما حكم العقيقة وما هي شروطها؟ "، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 46.
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 7.
- ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1167، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 12، حديث صحيح.
- ↑ "قطوف في منافع العقيقة"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2019. بتصرّف.