ماذا-يقال-عند-ذبح-العقيقة
العقيقة
تعدّ العقيقة هي بشرى من اللهِ عزِّ وجلٍّ، و بنعمةٍ منه برزق مولود جديد يكون عون للوالدين على الحياة وهمومها، والولد محببٌ للوالدين، فينبغي شُكر واهبة، والمنعَّم به، قال الله عزِّ وجلٍّ: { وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ}[١] ، وقال تبارك وتعالى:{الِمَالَ وَالْبْنُونَ زَيْنَةَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}[٢]، وقال عز من قائِلٍ:{زَيَّنَ لِلنَّاسِ حُبَّ الشَّهْوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبُنَّيْنِ}[٣]، فتطيِّبُ قلوب الأهل والأقارِب والأصدقاء والفقراء بجمعهم على مائدة الطعام، والتقائهم حوله فتكون المودَّة وَالمحبَّة والألفة والإسلام دين ألفةٍ وَمحبَّةٍ واجتماعٍ، وهنا سنبيّن ماذا يقال عند ذبح العقيقَة [٤]:
مفهوم العقيقة
وقبل الإجابة عن سؤَال ماذا يقال عند ذبح العقيقة يتوجّب بيان مفهوم العقيقة لغةً واصطلاحًا، فالعقيقة لغةً: "جاء في كِتاب التهذيب بمعنًّى، عق يعق العقيقَة أصلها الشَّعر الَّذي يكون على رأس الصبيّ حين يولد، وإنَّما سمّيت الشاة الَّتِي تذبح عنهُ فِي تلك الحال عقيقةً لأنّه يحلق عنهُ ذلك الشعرُ عند الذَّبح"[٥].
العقيقَة اصطِلاحًا: لم يختلف المعنَّى الاصطلاحِي عن المعنى اللغوِي في تعريف العقيقَة فجميع الفقهاء اتفقوا على أنَّ معنَّاه الذبح عن المولود فقالوا: "العقيقة ما يُذبح عن المولود تقربًا لله عزِّ وجلٍّ"، أمّا معَنَّى العقيقة عند المذاهب الأربعة فهي كالآتي:[٦]
وعرفه الحنفيةُ: العقيقة: طعامٌ يُتخذ عند حلق رأس المولود في اليوم السَّابعِ[٧].
وعرّفها المالكية العقيقةَ: "الذبح عن المولودِ يوم سابعه ما يجوز ضحِيَّةٌ من الأزواج الثَّمانيةَ ولا تكونٌ من الوحش ولا من الطَّير" [٨]
وعرّف الشَّافِعِيِّ العقيقة : "اسمٌ لمَّا يذبح في اليوم السَّابع يوم حلق رأسه تسميةً لها باسمٌ ما يقارِنُها".[٩]
وعرَّفها الحنابلة : "الذَّبيحة التي تذبح عن المولود، وقيل: هي الطَّعام الذي يصنع ويدعي إليه من أجل المولود". وبعد ما بين مفهوم العقيقة لابِدٌ من توضيح مشروعيته قبل الإجابة عن سؤالٍ ماذا يقال عند ذبح العقيقة.[١٠]
ماذا يقال عند ذبح العقيقة
كان الصحابة يعقوّن عن أولادهم، وكانت العقيقة أمرًا لازِمًا عندهم، وكان فيها مصالح كثيرة راجعة إلى المصلحة، وهي إشاعة نسب الولد، وفعل ما أَمرَّ الرَّسول به فهي سنَّة مؤكدة يجِب عندهم فعلها، وَهنا كان علينا أنَّ نبيِّن ماذا يقال عند ذبح العقيقة، فعندما يبدأُ بِذبحٍ يستحِبُّ ما يلي:[١١] :
- تسميّة المولود وذلك عند ذبح العقيقة: حيث تجِب التَّسمية عند ذبح العقِيقة كغيرها من الذَّبائح لِأَنَّ التسمية واجبة عند الذبح.
- النية: أي أَنَّ ينوي العقِيقَةُ عن المولود الجديد.
- القول: بسم الله وَاللهُ أكبرِ اللَّهم لك وإليك هذه عقيقةٍ فلان. ودليل هذا هو ما جاء عن الرَّسول: حيث قال رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:" اذبحوا على اسمه، وقولوا: باسم اللهِ اللهم لك وإليك، هذه عقيقَةُ فُلَاَنٍ " ولم يرد غير ذلك عن الرَّسول صلى الله عليه وسلم في ما يُقال عند ذبح العقِيقَة.
المراجع[+]
- ↑ سورة الزمر، آية: 7.
- ↑ سورة الكهف:، آية: 46.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 14.
- ↑ الدكتور مُصطفى الخِنْ، الدكتور مُصطفى البُغا، علي الشّرْبجي (1413 هـ - 1992 م)، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (الطبعة الرابعة)، دمشق: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 57، جزء 3.
- ↑ محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (2001م)، تهذيب اللغة (الطبعة الأولى)، بيروت: إحياء التراث العربي بيروت، صفحة 47، جزء 1.
- ↑ محمد بن فتوح بن عبد الله بن فتوح بن حميد الأزدي الميورقي الحَمِيدي أبو عبد الله بن أبي نصر، (1415 – 1995)، تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم، (الطبعة الأولى)، - القاهرة – مصر: مكتبة السنة، صفحة 456، جزء 1.
- ↑ أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (1428هـ - 2007م)، منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (الطبعة الأولى)، قطر: زارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ، صفحة 477.
- ↑ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (1400هـ/1980م)، الكافي في فقه أهل المدينة (الطبعة الثانية)، مكتبة الرياض الحديثة، الرياض: المملكة العربية السعودية ، صفحة 425.
- ↑ أبو بكر بن محمد الحسيني الحصني، تقي الدين الشافعي (1994)، فاية الأخيار في حل غاية الإختصار ، دمشق: دار الخير ، صفحة 534 .
- ↑ أبو محمد موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة،المغني لابن قدامة (1388هـ - 1968م)، المغني لابن قدامة (الطبعة دون)، مصر: مكتبة القاهرة، صفحة 458، جزء 9.
- ↑ حسام الدين بن موسى محمد بن عفانة (دون)، أحكام العقيقة (الطبعة دون)، القدس: أبو ديس، صفحة 76.