سؤال وجواب

قصة-الحجر-الأسود


الحجر الأسود

هو حجر له قداسة كبيرة في عقيدة الإسلام، يوجد في الجهة الخارجية من الركن الجنوبي الشرقي للكعبة؛ وهي قبلة المسلمين في صلاتهم ومقصدهم في موسم الحج؛ ويبدأ الحجيج نسك النّبي إبراهيم للكعبة؛ لتكون أول بيت مبارك في الأرض، يُجمع فيه الناس لعبادة الله، وقد أمر الله نبيه إبراهيم ببناءها، ودلّه على مكانها، ثم شرع إبراهيم وولده إسماعيل بالبناء، وأوحى له الله بمكان الحجر الأسود، فوضعه في ركنها الشمالي الشرقي، وقد اختلفت الروايات التي تحدثت عن قصة الحجر الأسود، وطريقة نزوله من السماء، وتتفق جميعها على صحة نزوله من الجنة.[٣]

وقد أدرك الناس منذ القدم قيمة هذا الحجر؛ لكونه من ياقوت الجنة ما جعله في عيونهم حجرًا نفيسًا نادرًا ذا قيمة وقداسة لا تُقدّر بثمن، وصار مع الوقت محطّ أطماع الكثيرين، ولذلك فإن قصة الحجر الأسود لا تخلو من الأحداث الفريدة والغريبة، ومن أبرزها تسجيل عدّة محاولات للسرقة، أولها محاولة عمرو بن حارث بن مضاض الجرهمي الذي أراد دفن الحجر في زمزم، لكن محاولته باءت بالفشل عندما شاهدته امرأة من بني خزاعة، فأخبرت قومها، فأعادو الحجر إلى مكانه، ومن أبرز أحداث قصة الحجر الأسود أيضًا قبل ولادة النبي عليه الصلاة والسلام تجرؤ التبّع على مهاجمة الكعبة؛ يريد أخذ الحجر إلى اليمن، وحينها لم يلق إلا الصّدّ من قبل خويلد أبو خديجة أم المؤمنين رضى الله عنه، وقد آزره جماعة من قريش.[٤]

ومما يُذكر في أحداث قصّة الحجر الأسود عملية ترميم الكعبة وإعادة البناء التي قامت بها قريش زمن النبي بعدما أصابها على طول السنين من الوهن والتداعي، وكان ذلك قبل بعثة النبي بنحو خمس سنوات، فشاركهم النبي في نقل أحجارها، وفي أثناء عملية البناء وقع خلاف كبير بين سادة قريش في أمر من يرفع الحجر الأسود، كاد يؤدّي لنشوب اقتتال بينهم، فرضي النّاس بالاحتكام إلى أول شخص يدخل الحرم، فدخل عليهم محمد، فشرحوا له الأمر، فنادى برداء، ووضع الحجر عليه، واقترح عليهم أن يأخذ رئيس كلّ قوم منهم بطرف الرداء؛ ليشارك الجميع في الرفع، فهدأت نفوسهم، وقبلوا بالحل الذي حقن الدماء، ثم تعاونوا على رفع الحجر، وقام -عليه الصلاة والسلام- بتثبيته في مكانه.[٥]

وفي عام 64 هـ رُميت الكعبة بالمنجنيق من قبل قائد جيش يزيد وهو الحصين بن النمير في فترة الحرب بين الأمويين وبين عبد الله بن الزبير؛ الذي ربط الحجر الأسود بالفضة بعد تلك الحادثة؛ لحفظه من أيّ مكروه، ثم تعرضت الكعبة للحريق مرة أخرى عام 73هـ، إلى أن جاء الخليفة العباسي عمر بن الخطاب -رضى الله عنه- الحجر قال: "إنِّي أعْلَمُ أنَّكَ حَجَرٌ، لا تَضُرُّ ولَا تَنْفَعُ، ولَوْلَا أنِّي رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُكَ ما قَبَّلْتُكَ[٨] وإنما قال عمر ذلك لأن النّاس كانوا حديثي عهد بالوثنية، فخاف أن يظنّ الناس بالحجر الأسود مظنّةً فيها شركٌ، كأن يعتقد بعضهم أنّه ييسر أمرًا أو يبارك الشخص الذي يقبّله، ومنه فإن التبّرك بالحجر الأسود، والظن بأن تقبيله يحمل الخير أمرٌ غير جائز، وعلى من يقبله أن ينوي التمثّل بسنّة النبي عليه الصلاة والسلام لا أكثر.[٩]

المراجع[+]

  1. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 9239، حديث صحيح.
  2. "الحجر الأسود"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  3. "الحجر الأسود"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث "الحجر الأسود تاريخ وأحـكام"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
  5. "الحجر الأسود"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-12-2019. بتصرّف.
  6. رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 6/183، إسناده صحيح.
  7. "استلام الحجر الأسود والركن اليماني من السنة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
  8. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 159، حديث صحيح.
  9. "حكم التمسح بحيطان الكعبة وكسوتها وغير ذلك"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.