عدد-ركعات-صلاة-الفجر
صلاة الفجر
قبل الحديث عن عدد ركعات صلاة الفجر، يجب بيان أهمية الصلاة، فالصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يُسأل عنه الإنسان يوم القيامة، وهي عمود الدين، فهي من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد إلى الله -تبارك وتعالى- ، وقد حثّ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- على أدائها في أوقاتها دون تأخير، وقد فرض الله -تبارك وتعالى- خمس صلوات في ليلة الإسراء و المعراج على نبي الخلق محمد -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- دون واسطة، وصلاة الفجر هي أول الصلوات التي يبدأ بها المسلم يومه، وسيتم الحديث في هذا المقال عن عدد ركعات صلاة الفجر وفضلها ووقتها وأسمائها.[١]
عدد ركعات صلاة الفجر
إن عدد ركعات صلاة الفجر وغيرها من الصلوات من الأمور التي لا خلاف فيها، فجميع الفقهاء متفقون على عدد ركعات كل صلاة؛ لأن ذلك مما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة، فكل صلاة محددة من حيث عدد ركعاتها وأوقاتها، فصلاة الفجر ركعتين، والظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث ركعات، والعشاء أربع ركعات، وأقرت عدد ركعات صلاة الفجر بركعتين من أجل تطويل القراءة فيهما، وقد كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقرأ فيهما ما لا يقرأ في باقي الصلوات، حيث كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة سورة السجدة في الركعة الأولى، وسورة الإنسان في الركعة الثانية، كما أن لصلاة الفجر سنة راتبة عدد ركعاتها إثنتين تصلى قبل ركعتي الفريضة، وقد كان الرسول -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يحرص على أدائها في جميع الأوقات سواء في الحضر أو السفر.[٢]
وقت صلاة الفجر
بعد بيان عدد ركعات صلاة الفجر وفضلها وأسمائها، يجب بيان متى وقتها، فكل الصلوات لها وقت ابتداء ووقت انتهاء، وذلك محدد من قبل الله -تبارك وتعالى- ، ولا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها، بل أن تأخير الصلوات عن وقتها من الكبائر، وقد حذر الله -تبارك وتعالى- الذين لا يصلون الصلوات في وقتها فقال:{ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [٣]، وصلاة الفجر يبدأ وقتها عند طلوع الفجر الصادق، والفجر الصادق: هو الذي يمتد شمالًا وجنوبًا ويزداد نوره و إضاءته حتى تزول آثار الليل ويستمر إلى طلوع الشمس، ولا يجوز أداء صلاة الفجر قبل ذلك، ومن صلى أي صلاة قبل وقتها فصلاته باطلة وعليه إعادتها، وأما وقت انتهائها فيمتد حتى طلوع الشمس، وعلى المسلم المبادرة في أداء الصلوات الخمس في أوقاتها دون تهاون، وقد عدّ الرسول -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ذلك من أحب و أفضل الأعمال إلى الله تبارك وتعالى.[٤]
أسماء صلاة الفجر
بعد الحديث عن عدد ركعات صلاة الفجر سيتحدث المقال عن أسماء صلاة الفجر، وهذه الأسماء من الأمور المستقرة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فمن أشهر أسمائها صلاة الفجر وقد سميت بذلك؛ لوجوبها عند خروج الفجر الصادق، وقد قال الله -تبارك وتعالى-: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} [٥]، كما أن من أسمائها صلاة الصبح، وقد سميت بذلك؛ لوجوبها في أول النهار، وقد قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: "مَن صلى الصبحَ فهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ من ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّ من يَطْلُبْه من ذِمَّتِهِ بشيءٍ، يُدْرِكْه، ثم يَكُبَّه على وجهِه في نارِ جهنمَ"[٦] ، ومن أسمائها أيضًا البردين وقد سميت بذلك؛ لأن صلاة الفجر تقع في أبرد ما يكون من الليل، وقد قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- :" مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ.[٧][٨]
فضل صلاة الفجر
للصلوات أجرٌ عظيم عند الله -تبارك وتعالى- ، لكن خُصّت صلاة الفجر بمزيد من الأجر والثواب، وقد وردت نصوص كثيرة تحذر من التهاون في أدائها، وعلى الرغم من أن عدد ركعات صلاة الفجر هي الأقل من بين كل الصلوات، فهي دليل على صدق الإيمان، وعلامة ظاهرة على التسليم لإمر الله، ومن يطلع على فضائلها سيحرص على أدائها، وسيهجر النوم والفراش والكسل ليحصل على هذه الفضائل التي ذكرها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، ومن هذه الفضائل:[٩]
- أجر قيام الليل كله: عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: "من صلَّى العشاءَ في جماعةٍ، كان كقيامِ نصفِ االليلِ، ومن صلى العشاءَ والفجرَ في جماعةٍ كان كقيامِ ليلةٍ" .[١٠]
- النور التام يوم القيامة: عن بريدة الأسلمي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- :" بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بًالنور التام يوم القيامة" .[١١]
- البشارة بعدم دخول النار: عن عمارة بن رويبة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: "لن يَلِجَ النارَ مَن صلَّى قبلَ طلوعِ الشمسِ، وقبلَ غروبِها" .[١٢]
- في ذمّة الله وحفظه: عن جندب بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- :" مَن صلى الصبحَ فهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ من ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّ من يَطْلُبْه من ذِمَّتِهِ بشيءٍ، يُدْرِكْه، ثم يَكُبَّه على وجهِه في نارِ جهنمَ" .[٦]
- سبب لدخول الجنة: عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: "مَن صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ".[٧]
- شهادة الملائكة للصلاة: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يَتَعاقَبُونَ فِيكُمْ مَلائِكَةٌ باللَّيْلِ ومَلائِكَةٌ بالنَّهارِ، ويَجْتَمِعُونَ في صَلاةِ العَصْرِ وصَلاةِ الفَجْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ باتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وهو أعْلَمُ بهِمْ: كيفَ تَرَكْتُمْ عِبادِي؟ فيَقولونَ: تَرَكْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ، وأَتَيْناهُمْ وهُمْ يُصَلُّونَ".[١٣]
المراجع[+]
- ↑ "أهمية الصلاة ومكانتها"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الحكمة من جعل صلاة الصبح ركعتين"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الماعون، آية: 4-5.
- ↑ "بيان وقت صلاة الفجر"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية: 78.
- ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 6339، صحيح.
- ^ أ ب رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ابو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم: 574، صحيح.
- ↑ "صلاة الصبح هي صلاة الفجر"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فضل صلاة الفجر"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-11-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترغيب ، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم: 415، صحيح.
- ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم: 561، سكت عنه.
- ↑ رواه الطبراني، في المعجم الأوسط، عن عمارة بن رويبة، الصفحة أو الرقم: 2/230، لم يُرو هذا الحديث عن رقبة إلّا إبراهيم.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 7486، صحيح.