تعريف-السيرة-النبوية
محتويات
النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم
وُلِد المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- بمكّة المكرّمة في دار عمّه أبي طالب، وهو هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشيّ الهاشميّ، وأمّه آمنة القرشيّة، عاشَ -صلّى الله عليه وسلّم- يتيمًا في كنف عمّه أبي طالب، وعاش ثلاثة وستين عامًا، قضى منها الأربعين قبل أن ينزل عليه أمين الوحي جبريل -عليه السّلام- ويسلّمه الأمانة العظيمة التي أنارت أرجاء الدّنيا للعالمين، وقد جعل الله -عزّ وجلّ- لرسوله شأنًا عظيمًا بين خلقه وميّزه عن بقيّتهم، كما جعل للصّلاة عليه أجرًا عظيمًا، وهو ما رُوي في الحديث الصّحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا".[١][٢]
تعريف السيرة النبوية
تعريف السّيرة النبويّة في كتب اللغة هي السّنّة والطريقة والأحوال التي يحذو بها الإنسان في حياتها، قال تعالى في الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- منذ أوّل يومٍ له في هذه الدّنيا وحتّى وفاته عليه الصّلاة والسّلام، ونقلها أئمّة الإسلام وعلماء الأمّة، وهي تشمل حياته بكّافّة أركانها وأشكالها والتغيّرات الجسديّة والنفسيّة والعلاقات الاجتماعيّة التي مرّ بها وما كان قبل البعثة وما حدث بعدها وصفاته وأخلاقه وسمّوه ومعجزاته ونحو ذلك من جميع الأمور التي رافقته في حياته الشّريفة.[٤]
أهمية السيرة النبوية
تعريف السيرة النبوية يقتضي وجوبًا بيان أهميّتها ومكانتها العظيمة في الإسلام وفضلها على أمّة الإسلام حتّى هذا الزّمان، فهي الأساس المتين الذي أُقيمت عليه قواعد الدّين الإسلاميّ القويم، وشكّلت النموذج الأمثل لإمتثال التّعاليم السّماويّة التي جاء بها الدّين الإسلاميّ، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في سيرته نموذجًا متكاملًا في حُسن سلوكه وطيب تعامله وبذله للتضحيات الكبيرة في سبيل إعلاء راية لا إله إلا الله، فقدّمت سيرته العطرة التطبيق الواقعيّ والمفصّل بالشرح النّظريّ والعمليّ لنصوص السماء التي جاء بها أمين الوحي جبريل عليه السّلام.[٥]
فقد أراد الله -سبحانه- أن يقدّم لهذه الأمّة دينهم الإسلام متمثّلًا بسيرة رسول الله محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فكانت دراستها بمثابة الوجوب على كلّ مسلمٍ يستظلُّ بنور الهداية والرشاد، فدراستها تعدّ مهمّةً مُفيدة للإنسان المُسلم ولغيره عند نشر التعاليم والعبر المُستفادة من كُتب السيرة، كما أنّ دراسة الأحكام الشرعيّة وفهمها في ظلّ الإستدلال بالسيرة يُحقّق فوائد عديدة من خلال تبيان الحكم أو المسألة الشرعيّة وطرح الأمثلة الحيّة من حياة رسول الله، الأمر الذي يجعلها في الأولويّات في حياة كلّ مسلمٍ بعد القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة.[٥]
علاقة السيرة النبوية بالقرآن والسنة
تُعدّ السيرة النبويّة موطن الأمثلة العمليّة لأوامر الله -سبحانه- ممّا جاء في القرآن والسنّة، وفهم تعريف السيرة النبوية ودراستها بالشكّل السليم يساعد المرء على فهم دينه بشكلٍ أكبر، فذلك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالكتاب والسنّة:[٦]
- السّيرة والقرآن: ارتبطت السّيرة النبويّة بالقرآن الكريم نظرًا إلى أنّه نزل على صاحب السّيرة؛ نبيّ الله محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، فقدّم النبيّ تفسيرًا للآيات التي نزلت عليه من القرآن الكريم، من خلال أحاديثه وتفسيره النّظري وتطبيقه في حياته اليوميّة، وقد يصعب على المفسّرين فهم معاني القرآن لو أنّها لم ترتبط بالسّيرة النبويّة.
- السّيرة والسّنّة: لا تقتضي السّيرة في ارتباطها بفهم تعاليم القرآن الكريم فقط، بل تخطّى ذلك لفهم الأحاديث النبويّة التي تستوجب الفهم العمليّ، كما كانت سبيلًا للصّحابة في استنباط الأحكام الشرعيّة، فقد ترد بعض الأمور التي قد تستوجب التفسير العمليّ كما رُوي عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا يَشْرَبَنَّ أحَدٌ مِنكُم قائِمًا، فمَن نَسِيَ فَلْيَسْتَقِئْ"،[٧] فما كان من الصّحابة إلّا أن يُلزموا بذلك الأمر، ثمّ جاء في الأحاديث الصّحيحة: "سَقَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ مِن زَمْزَمَ فَشَرِبَ قَائِمًا"،[٨] وهو من باب بيان الإستحباب والمكروه وليس الحرام.
المراجع[+]
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 384، حديث صحيح.
- ↑ "بطاقة تعريفية برسول الله صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة طه، آية: 21.
- ↑ "السيرة النبوية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "السيرة النبوية ومكانتها في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "علاقة السيرة النبوية بالقرآن والسنة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 27-12-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2026، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2027، حديث صحيح.