ما-هي-صبغة-الميلانين
محتويات
صبغة الميلانين
يختلف البشر فيما بينهم بلون الشعر والبشرة والعينين، ويُعزى هذا الاختلاف في اللون لصبغة الميلانين، فعندما تكون الصبغة أكثر عند الإنسان تعطي لونًا داكنًا، أما عندما تكون بكميات أقل كما هو عند أصحاب البشرة البيضاء فتعطي لونًا فاتحًا، وينتج الميلانين في الجسد بواسطة خلايا تدعى الخلايا الصبغية، وللميلانين وظائف تتمثل في حماية الجلد والمحافظة عليه، وتستجيب الخلايا الصبغية بزيادة إنتاج الميلانين عند التعرض لأشعة الشمس،[١] كما وأظهرت نتائج بعض الدراسات أن أصحاب البشرة الداكنة الذين لديهم نسبة أعلى من صبغة الميلانين هم أقل عرضة لسرطان الجلد، وأن الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء أكثر عرضة لخطر الإصابة،[٢] والميلانين كيميائيًا هو الناتج النهائي لعملية التمثيل الغذائي للحمض الأميني تيروزين، ويؤدي عدم وجود الميلانين لحالة مرضية تسمى المهق كما سيرد لاحقًا، وسيتم الحديث في هذا المقال عن وظيفة هذه الصبغة وأنواعها والاعتلالات المتعلقة بها وطرق زيادتها بالتفصيل.[٣]
وظيفة صبغة الميلانين
كما بدأنا الحديث بأن زيادة نسبة صبغة الميلانين مرتبطة بالوقاية من سرطان الجلد، ويفسر ذلك بكونها بمثابة حاجز للوقاية من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، كما أنها تعمل على امتصاص الحرارة من أشعة الشمس، وتتعدى هذه الفائدة الإنسان للحيوان، فهي مهمة جدًا لتكيف الحيوانات ذوات الدم البارد، وتقوم أيضًا صبغة الميلانين بالحد من الأشعة التي تدخل العين وتمتص الضوء المتناثر وبذلك تساهم في زيادة حدة البصر،[٣] ولكن تجدر الإشارة هنا إلى أن الميلانين وحده غير كافي للوقاية من أشعة الشمس والحروق التي قد تسببها، لذا يجب استخدام الواقي الشمسي عند التعرض الطويل لأشعة الشمس. [٤]
أنواع صبغة الميلانين
يمتلك جميع البشر العدد نفسه تقريبًا من الخلايا الصبغية المنتجة لصبغة الميلانين، ولكن هذه الخلايا تفرز الميلانين بكميات متفاوتة، وبناءً على الكمية المنتجة يتكون لون شعر وبشرة وقزحية عين الإنسان، وترتبط كميات إنتاج الخلايا الصبغية بالجينات والصفات الوراثية، فإذا كان الأب والأم مثلًا من أصحاب البشرة الداكنة؛ فعلى الأرجح أن يكون الأبناء من أصحاب البشرة الداكنة، ولصبغة الميلانين عدة أنواع ويعد الآتي توضيحًا لها:[٤]
- الإيوميلانين: ويعطي هذا النوع اللون الأسود والبني في الشعر والجلد والعينين، ويتشكل اللون الأشقر عندما تكون هناك كمية قليلة من الإيوميلانين البني موجودة مع عدم وجود الإيوميلانين الأسود.
- الفيوميلانين: ويلوّن الأجزاء ذات اللون الوردي من الجسم كحلمة الثدي والشفاة، وعند الأشخاص أصحاب الشعر الأحمر تتساوى كمية الإيوملانين والفيوملانين.
- النيوروميلانين: وهو النوع المتحكم في لون الخلايا العصبية، وقد وُجد في الدماغ.
أمراض متعلقة بصبغة الميلانين
كما ورد سابقًا في المقال بأن عدم وجود مادة الميلانين يؤدي لحالة تسمى المهق، ويكون المريض الذي يعاني من هذه الحالة يمتلك شعر أبيض وعيون زرقاء اللون وبشرة شاحبة بيضاء، وينصح المريض المصاب بعدم التعرض لأشعة الشمس ووضع الواقيات لتجنب أشعة الشمس وضررها على الجلد، ويعد هذا المرض ليس له علاج غير اتباع سبل الوقاية لتقليل خطر حدوث المضاعفات، ومن الأمراض المتعلقة أيضًا باضطراب صبغة الميلانين ما يأتي:[٤]
- الكلف: ويكون على شكل بقع بنية على وجه المريض، وقد يكون التعرض للشمس والعلاج بالهرمونات واستخدام حبوب منع الحمل سببًا في الإصابة، وقد يتم العلاج ببعض الكريمات والليزر والتقشير الكيميائي، كما أن لتجنب أشعة الشمس دور في الحد من تفاقم المرض.
- البهاق: وهو نتيجة لفقدان الخلايا الصبغية، بحيث يكون على شكل بقع بيضاء ملساء على الجلد، وقد يتم استخدام الأشعة فوق البنفسجية وكريمات الكورتيكوستيرويد والجراحة كعلاج.
- فقدان لون الجلد: كما في حالات تلف الجلد مثلًا عندما يكون منطفة مصابة بالحرق، وتكون الخلايا الصبغية فقدت بحيث لا تستطيع استبدال الميلانين في المنطقة المصابة، ويمكن إخفاء مثل هذه البقع بالمكياج.
- مرض الشلل الرعاش: حيث ينخفض الميلانين في الدماغ، أما في الحالات الطبيعية فيزيد تركيز الميلانين في الخلايا العصبية مع تقدم العمر.
- فقدان السمع: حيث أظهرت بعض الدراسات وجود صلة وارتباط بين قلة صبغة الميلانين والصمم.
طرق لزيادة صبغة الميلانين في الجسم
هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى إمكانية زيادة صبغة الميلانين في الجسم عن طريق الطعام وتناول العناصر المغذية إلى جانب التعرض لأشعة الشمس، ومن الأمثلة على هذه العناصر المهمة مضادات الأكسدة، ومنها قد يأتي من النبات كالفلافونيدات والبولفيونول، ويساعدة بقوة على زيادة كمية الصبغة، كما أن لتناول الخضروات الورقية الداكنة والشوكولاته الداكنة والتوت الداكن والخضروات الملونة الغنية بمضادات الأكسدة مع مكملات الفيتامين والمعادن دور في رفع مستوى الميلانين، ومن العناصر الغذائية الأخرى المهمة والتي تفيد في هذا الغرض ما يأتي:[٢]
فيتامين A
ويعد مهم جدًا لبشرة صحية ومشرقة، كما أن هناك العديد من الدراسات التي تثبت صلته بإنتاج الميلانين، ويتم الحصول على فيتامين A من الطعام والغذاء، حيث تعد الخضروات من المصادر الغنية به ومثالها الجزر والبازيلاء والسبانخ والبطاطا الحلوة، ويصنف هذا الفيتامين على أنه من مضادات الأكسدة، ويحتوي على مادة الكاروتينات التي تعد ذات شأن في عملية صناعة الميلانين والوقاية من الأشعة فوق البنفسجية، وينصح بتناول مصادر هذا الفيتامين عند الناس عدا الحوامل، فهو قد يسبب الضرر للجنين في حال ارتفعت نسبته عن الحد الطبيعي.
فيتامين C وفيتامين E
وهما أيضًا من مضادات الأكسدة، ومع أنه ليس هناك دراسة تثبت أنهما مهمان لزيادة صبغة الميلانين إلا أن الأدلة تثبت ذلك، ويوجد فيتامين E بوفرة في الحبوب والمكسرات والخضروات والفواكة، أما فيتامين C المهم لصحة الأغشية المخاطية فيتواجد في الحمضيات والتوت والخضروات الورقية، كما أن لبعض أنواع الأعشاب والنباتات كالشاي الأخضر والكركم دور في زيادة الصبغة أيضًا والوقاية من ضرر الأشعة فوق البنفسجية.المراجع[+]
- ↑ "Medical Definition of Melanin", www.medicinenet.com, Retrieved 27-04-2020. Edited.
- ^ أ ب "How to Increase Melanin Naturally", www.healthline.com, Retrieved 27-04-2020. Edited.
- ^ أ ب "Melanin", www.britannica.com, Retrieved 27-04-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "What Is Melanin?", www.webmd.com, Retrieved 27-04-2020. Edited.