سؤال وجواب

صلح-الحديبية-وفتح-مكة


صلح الحديبية

إنَّ السياسة والدين هما الفيصل الرئيس لحكم أي دولةٍ وخاصَّةً تلك التي تتمتع بنظام إسلامي وهذا ما ساد في العصر الإسلامي في ظلِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكان هو الحاكم لتلك الدولة التي تُنشَّأ على الحكم الإلهي ولا بدَّ من صلحٍ وسياسةٍ وهدنة حتى تستطيع القيام بالشكل الصحيح وصلح الحديبية كانت نتيجة العمرة التي عزم عليها النبي مع المهاجرين والأنصار فرفضت قريش إدخالهم إلى مكة معتمرين وكانت تقتضي السياسة في ذلك الوقت ألا يُخاطر النبي بدماء المسلمين وقَبِل بالصلح مع قريش في شروطٍ عدة ولكن الذي عُمّر قلبه بالجهل والظلام لن يعرف حرمة العهود، ولذلك لا بدَّ من الحديث عن صلح الحديبية وفتح مكة.[١]

نقض صلح الحديبية

إنّ المرء الذي أدمن الخيانة سيصعب عليه الوفاء، والقلب الذي اعتاد الظلام لن يفلح النور في التسلل إلى قلبه ونفسه، ولن تستطيع الجاهلية أن تساير الحضارة، لذلك فإنَّ قريش لن تستطيع الوفاء فيما اتفقت عليه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانت بداية الشعلة من قبيلة بني بكر التي دخلت في حزب قريش في الصلح عندما نقضت عهدها مع قبيلة بني خزاعة الداخلة في حزب النبي -عليه الصلاة والسلام- فما كان من قريش إلّا أن تجاهلت عهدها ومضت في سبيل مساعدة قبيلة بني بكر، والإغارة على قبيلة بني خزاعة متجاهلةً كل العهود والمواثيق والأيمان المُغلّظة، ولكن ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا جاء رجل من بني خزاعة يُسمّى بعمرو بن سالم الخزاعي مستغيثًا بالنبي لينصره عليهم، ولكن قريش في هذه الأثناء فطنت إلى ما آخت فيه فبعثت بأبي سفيان ليُجدد العهد ولكنَّه لم يُفلح، فلا يُلدغ المرء من جُحرٍ مرَّتين، ومن اعتاد الخيانة لن يُفلح في الوفاء وكان لا بدَّ من إجراء تجهيزات جدية لإعادة الأمور إلى نصابها وفي ذلك رابطٌ وثيقٌ بين صلح الحديبية وفتح مكة وفيما يأتي تفصيلٌ لذلك.[٢]

صلح الحديبية وفتح مكة

إنَّ السبب الأول لنقض صلح الحديبية بين المسلمين والمشركين هو عدم احترام قريش لوعودها ومواثيقها، فما كان من النبي -عليه الصلاة والسلام- إلّا بالفعل الذي يفعله القائد الحكيم الشُّجاع فتجهَّز للحرب وأمر جميع المُسلمين بذلك، من دون أن يُخبرهم عن مقصده، وحرص كل الحرص مستعينًا بالله على التكتم عن الخبر حتى أخبرهم بوجهته إلى مكة، وبدأ تجهيز الجيش الذي بهر أبي سفيان ليُبادر بالقول "لا طاقة لقريش بذلك"، فيُسلم من صباحه، فيعلم النبي أنّ أبا سفيان رجلٌ يحب المباهاة ليأمر المسلمين بالمناداة: "من دخل دارَ أبي سفيانَ فهو آمنٌ"،[٣] فيطوف في مكة سبعًا مطهِّرها من رجس المشكرين مُحطِّمًا الأصنام مُعلنًا التَّوحيد في بلدٍ لم يستطع دخولها منذ سنين، وفي ذلك تفصيلٌ لصلح الحديبية وفتح مكة.[٤]

المراجع[+]

  1. "صلح الحديبية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  2. "من الذي نقض صلح الحديبية؟! "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.
  3. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 6/167، حديث رجاله رجال الصحيح.
  4. "كيف تم فتح مكة المكرمة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 08-01-2020. بتصرّف.