نبذة-عن-قصة-دعاء-الكروان
طه حسين
الأديب طه حسين من أشهر وأهمّ أدباء العرب في العصر الحديث، أُطلِقَ عليه لقب عميد الأدب العربي، ولد طه حسين في صعيد مصرفي عام 1889م، فَقَدَ بصره وعمره ست سنوات، حفظ القرآن الكريم قبل أن ينتقل إلى الأزهر لمتابعة دراسته، وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده ما دفعه للتمرّد على طرق شيوخ الأزهر وطرد بسبب ذلك، درس الحضارة الإسلامية والحضارة المصرية القديمة والفلسفة والجغرافيا والفلك والأدب والتاريخ واللغات السامية، سافر بعدها لمتابعة دراسته في فرنسا ونال دكتوراه في علم الاجتماع ودبلوم في في اللغة اللاتينية، توفي في عام 1973م، من أهم مؤلفاته: كتاب في الشعر الجاهلي، المعذبون في الأرض وغيرها، وسيدور هذا المقال حول قصة دعاء الكروان.[١]
نبذة عن قصة دعاء الكروان
رواية دعاء الكروان من أشهر روايات عميد الأدب العربي طه حسين، نُشرَت الرواية في عام 1942م، حاول فيها طه حسين أن ينتقد المجتمع المتزمّت المحافظ في تلك الفترة، والتي كانت فيه المرأة مهضومة الحقوق وتعد عورةً يجب أن يتمَّ حجبها عن العالم، وتناول فيها أيضًا الانتقاص والظلم الذي لحق بالمرأة وحقوقها، تبدأ قصة دعاء الكروان بالحديث حول الأم زهرة التي تركها زوجها مع ابنتيها هنادي وآمنة ساعيًا خلف شهواته وأهوائه، ويقتل بسبب فساده ويتسبب فضيحة كبيرة فتضطر الأسرة لمغادرة القرية، فصارت تتقاذفهنَّ أكفّ الضياع والفقر والبؤس، فدارت أحداث الرواية حول هذه الأسرة الصغيرة المعذبة.[٢]
تغادر الأم مع ابنتيها دون وجهة محددة، لينتهي بهنَّ المطاف في المدينة، ويظهر الكاتب الفارق بين المدينة والقرية من عدة نواحي، وبسبب الفقر الشديد تعمل الفتاتان خادمتان في بيوت الناس، فتعمل هنادي في بيت ناظر الري وهو شابّ مهندس، فيقوم بخداعها ويوهمها بأنه يحبها حتى تسلمه جسدها وتقع فريسةً بين يديه، فتخبر الأم أخاها بما حدث وهي تعلم أنه سيقتل ابنتها ليغسل العار بالدم، فيقوم الخال بفعلته ويقتل هنادي في مكان بعيد على أنغام الكروان الحزين، بعد تلك الحادثة تتمرد آمنة على عادات مجتمعها، وتقرِّر الانتقام لأختها، حيثُ كانت تعمل عند عائلة المأمور وهي عندهم كأحد أفرد الأسرة وتصبح صديقة لخديجة ابنة المأمور، وعندما يتقدم المهندس لخطبة خديجة تقوم أمنة بإخبار العائلة عمَّا بدر منه لتدمِّر هذا الزواج قبل أن يبدأ.[٢]
بعد ذلك تذهب آمنة للعمل عند المهندس نفسه لتثأر لأختها، لكنّها تقع في حبه أيضًا ويحبها هو ويقرر أن يتزوجها، وهذا ما رفضته العائلة والقرية بأكملها، وعند ذلك ينطلق الخال مرةً أخرى لغسل العار، لكنَّ طه حسين يختم الرواية بانهيار آمنة أمام ضياعها وحيرتها وانسحابها من دوامة الرعب والحيرة هذه ليترك نهاية قصة دعاء الكروان معلقة إلى الأبد.[٢]
اقتباسات من قصة دعاء الكروان
بعد الحديث عن قصة دعاء الكروان يجدر بالذكر التماس أجواء الرواية والاقتراب منها أكثر، والتحليق في سماء طه حسين وهو ينتقد المجتمع في عصرٍ أطبق الخناق على المرأة وجعلها حبيسة المنزل، وفيما يأتي بعض الاقتباسات من الرواية:[٣]
- فإذا ابتسم الصبح وأشرق الضحى واستيقظت الحياة ذابت كل المروعات.
- ولكن المرأة لا تُغْلَب إلا إذا أحبت، ولا تُقْهَر إلا إذا أرادت، ولا تُذعِن إلا إذا رغبت في الإذعان.
- ما أسهل المكر حين تتهيأ له النفس! وما أيسر الكيد حين يطمئن إليهِ الضمير.
- يا لها من قوة هائلة تسيطر على النفوس فتمحوها حظها من الشخصية والإرادة محوًا، هذه القوة التي يسمونها الحياء ورعاية العرف وما له من حرمات.
- هذا الحب الذي اختصمنا فيه وقتًا طويلًا وسكتنا عنه وقتًا طويلًا، و لكنَّه لم يسكت عنا فما أظنه قد أمهلك يومًا كما أنه لم يمهلني ساعة، أم ينبغي أن تنتهي هذه الحياة الغامضة إلى ما يجب لها من الصراحة والوضوح؟.
المراجع[+]
- ↑ "طه حسين"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "دعاء الكروان (فيلم)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "دعاء الكروان"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-12-2019.