معلومات-عن-التقزم
محتويات
التقزم
التقزم هو حالة طبية أو جينية تؤدي إلى أن يكون الشخص أقصر بكثير من متوسط الطول الطبيعي للرجل متوسط الحجم، أو المرأة متوسطة الحجم، ويتم تقسيم التقزم إلى نوعين رئيسين هما: التقزم المتناسب والتقزم غير المتناسب، وهناك أسباب عديدة للتقزم منها ما يمكن علاجه بسهولة ومنها ما يصعب علاجه، ويبلغ متوسط ارتفاع الشخص البالغ المُصاب بالتقزم حوالي 121 سنتيمترًا، ولكن غالبًا ما يتم إطلاق مصطلح التقزم على أي شخص بالغ يبلغ طوله 147 سنتيمترًا أو أقصر، ويُفضل إطلاق مُصطلح "قصر القامة" بدلًا من مصطلح "التقزم" مُراعاةً لشعور هؤلاء الأشخاص.[١]
أنواع التقزم
هناك نوعين رئيسين للتقزم، ينقسمان من فكرة مناسبة الطول وأجزاء جسم المصاب مع بعضها البعض، لذلك فإن نوعي هذه الحالة هما: التَقزّم المتناسب والتَقزّم غير المتناسب، ويمكن ذكرهما كالآتي:
التقزم المتناسب
عندما يكون كلٌ من الرأس والجذع والأطراف متناسبة مع بعضها البعض في الحجم، ولكنها أصغر بكثير من تلك الخاصة بالشخص ذي الحجم المتوسط، فإن هذه الحالة تُعرف باسم التَقزّم المتناسب، وهذا النوع من التَقزّم غالبًا ما يكون نتيجةً لنقص الهرمونات، ويمكن علاجه عن طريق حقن الطفل بالهرمونات الناقصة عنده أثناء نموه، ومن ثمَّ فقد يكون من الممكن أن يصل الشخص المولود مُصابًا بالتَقزّم المتناسب إلى الطول المتوسط أو يقترب منه.[١]
التقزم غير المتناسب
هذا النوع أكثر شيوعًا من التَقزّم المتناسب، وكما يوحي الاسم، فإنه يتميز بعدم تناسب أجزاء الجسم مع بعضها البعض؛ فعلى سبيل المثال، هناك حالة وراثية يطلق عليها الوَدانَة التي يمكن أن يكون المُصاب بها له أذرع وأرجل أقصر بكثير من الشخص ذي الحجم المتوسط، ولكن الجذع يشبه جذع شخص طبيعي، وفي بعض الحالات قد يكون رأس شخص يعاني من التَقزّم غير المتناسب أكبر بقليل من رأس شخص طبيعي.[١]
أسباب التقزم
يعتقد الباحثون أن هناك أكثر من 300 حالة مختلفة يمكن أن تُسبب التَقزّم، ومعظم هذه الأسباب وراثية، ولكنها قد ترتبط بأمراض أخرى، وتشمل الأسباب الأكثر شيوعًا ما يأتي:[١]
- الوَدانَة: الوَدانَة هي السبب الأكثر شيوعًا للقزامة، وفيها يكون هناك جين مُتحور مرتبط بالحالة وإصدار آخر غير متأثر من هذا الجين، وعلى الرغم من أنها حالة وراثية إلا أن أربعة من كل خمسة أشخاص مُصابين بالودانة لديهم أبوين متوسطي الحجم.
- متلازمة تيرنر: تؤثر متلازمة تيرنر على الإناث فقط، وفيها يتم وراثة كروموسوم X واحد مع افتقاد كروموسوم X الآخر أو على الأقل جزءًا منه، بدلًا من وراثة الكروموسومين معًا.
- نقص هرمون النمو: غالبًا ما تكون أسباب نقص هرمون النمو ليست واضحة؛ ففي بعض الأحيان قد يكون سبب نقص هرمون النمو مُرتبطًا بطفرة جينية، وفي كثير من الحالات الأخرى لا يتم معرفة سبب نقص هرمون النمو.
- قصور الغدة الدرقية: يمكن أن يؤدي نقص نشاط الغدة الدرقية، إلى العديد من المشكلات الصحية بما في ذلك التَقزّم خاصةً إذا تطورت في سن مبكر؛ ولهذا يجب فحص صحة الغدة الدرقية لحديثي الولادة بشكل روتيني.
- تأخر النمو داخل الرحم: تبدأ هذه الحالة عندما يكون الطفل في رحم الأم، وغالبًا ما تؤدي إلى التَقزّم المتناسب.
مضاعفات التقزم المحتملة
غالبًا ما يُصاحب التقزم مضاعفات صحية تتراوح من مشاكل في الساق والظهر إلى مشاكل في وظائف الرئة والمخ وغيرها، وتشمل المضاعفات الأكثر شيوعًا للتقزم الأمور الآتية:[١]
- تقوس الساقين.
- التهاب المفاصل.
- الحدس التدريجي للظهر.
- انخناق الحبل الشوكي نتيجة وجود قناة ضيقة في العمود الفقري السفلي، مما يؤدي إلى الضغط على الحبل الشوكي.
- ضغط العمود الفقري عند قاعدة الجمجمة.
- استسقاء الرأس.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- تأخر تطور المهارات الحركية للطفل.
- زيادة الوزن التي يمكن أن تزيد من الضغط على العمود الفقري والمفاصل.
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من التقزم المتناسب، فإن التطور السيئ للأعضاء يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة، وبالنسبة للأم الحامل بطفل مُصاب بالتقزم فمن الممكن أن تُصاب بمشاكل في الجهاز التنفسي، وعادةً ما تكون الولادة القيصرية ضرورية في هذه الحالة لأن حجم منطقة الحوض لن يسمح بالولادة الطبيعية.[١]
تشخيص التقزم
عند الولادة، قد يكون شكل المولود الجديد أحيانًا كافيًا لتشخيص التقزم، وعند إجراء اختبارات صحة الطفل الروتينية مثل قياس وزن وطول ومحيط رأس الطفل لمقارنته بالأطفال الطبيعية، فإن نمو الطفل غالبًا ما يكون أقل من الطبيعي أو على أقل مستوى في مخطط النمو، كما يمكن إجراء تشخيص أولي قبل الولادة أثناء وجود الطفل في الرحم باستخدام الموجات فوق الصوتية، وقد تكون الاختبارات الجينية مفيدة في بعض الحالات خاصةً لمعرفة سبب التقزم أو للتمييز بين سبب وسبب آخر محتمل، وقد يساعد اختبار الدم أيضًا في التحقق من مستويات هرمون النمو لتأكيد تشخيص التقزم الناتج عن نقص هرمونات النمو،[١] وفي بعض الأحيان، قد لا يصبح التقزم واضحًا إلا في وقت لاحق من حياة الطفل، وفيما يأتي علامات وأعراض يمكن أن تشير إلى احتمال إصابة الطفل بالتقزم:[٢]
- رأس أكبر من الطبيعي.
- تأخر تطور بعض المهارات الحركية، مثل الجلوس أو المشي.
- مشاكل في التنفس.
- انحناء العمود الفقري.
- تقوس الساقين.
- تصلب المفاصل والتهاب المفاصل.
- آلام أسفل الظهر أو خدر في الساقين.
- ازدحام الأسنان.
علاج التقزم
يمكن أن يُساعد التشخيص والعلاج المبكر في منع أو تقليل بعض المشكلات المرتبطة بالتقزم، كما يمكن علاج الأشخاص الذين يعانون من التقزم المرتبط بنقص هرمون النمو عن طريق حقن الطفل بهرمون النمو، وفي كثير من الحالات يُصاب الأشخاص الذين يُعانون من التقزم بمضاعفات طبية أو عظمية يمكن علاجها على النحو الآتي:[٢]
- إدخال تحويلة لتصريف السوائل الزائدة وتخفيف الضغط على المخ.
- بَضْعُ الرُّغامَى لتحسين التنفس من خلال الشعب الهوائية الصغيرة.
- إجراء عملية جراحية لإزالة اللوزتين أو اللحمية لعلاج مشاكل التنفس المتعلقة باللوزتين الكبيرتين.
- إجراء عمليات جراحية تصحيحية للتشوهات الحادثة مثل الحنك المشقوق أو تقوس الساقين.
- إجراء عملية جراحية لتوسيع القناة الشوكية التي يمر بها الحبل الشوكي لتخفيف الضغط على الحبل الشوكي.
- العلاج الطبيعي لتقوية العضلات وزيادة نطاق الحركة.
- دعامات الظهر لتحسين انحناء العمود الفقري.
- وضع أنابيب تصريف في الأذن الوسطى للمساعدة في منع فقدان السمع بسبب التهابات الأذن المتكررة.
- تقويم الأسنان لعلاج ازدحام الأسنان.
- اتباع الإرشادات الغذائية وممارسة الرياضة للمساعدة في منع السمنة، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل الهيكل العظمي.
حياة الشخص المُصاب بالتقزم
قد يحتاج الأشخاص الذين يعانون من التقزم إلى المساعدة في بعض الحالات الطبية المقترنة بالتقزم، مثل التهاب المفاصل؛ لذلك فإن معظمهم يحتاجون إلى استشارات طبية منتظمة مع فريق من الأطباء، بما في ذلك أخصائيي العظام والغضاريف، ولكن هذا لا يعني أن التقزم يُعتبر إعاقة جسدية؛ فغالبًا ما يعيش الأشخاص الذين يعانون من التقزم حياة طبيعية طويلة وصحية جدًا، ولا تؤثر الحالة على القدرة على الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو تكوين أسرة أو التمتع بأي شيء آخر، ويقول العديد من الأشخاص الذين يعانون من التقزم أن الجزء الأكثر صعوبة في حالتهم هو المشاكل النفسية المترتبة على التمييز بينهم وبين غيرهم في التوظيف، واعتبارهم معاقين من قِبل الأشخاص الآخرين، وكذلك مناداتهم بمصطلحات سلبية مثل "القزم".[٣]
فيديو عن التقزم وأسبابه
في هذا الفيديو يتحدث أخصائي جراحة العظام والمفاصل والمنظار والإصابات الرياضية الدكتور أحمد العموري عن ما هو مرض التقزم وما هي أسبابه.
المراجع[+]
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "What Is Dwarfism?", www.healthline.com, Retrieved 11-07-2019.
- ^ أ ب "Dwarfism", www.webmd.com, Retrieved 11-07-2019.
- ↑ "All you need to know about dwarfism", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-07-2019.