سؤال وجواب

نبذة-عن-رواية-في-ممر-الفئران


أدب الرعب

هو نوع من أنواع الأدب، يثير من خلاله الكثير من الأحداث المتلاحقة والمتشابكة مشاعر الخوف والرعب والهلع، ولا يمكن تحديد تاريخ بداية هذا الأدب بدقة، لكن الباحثين يعتقدون أنه جذوره تعود إلى قرون طويلة ماضية، فقد عرف الإنسان مشاعر الخوف منذ وجوده على هذه الأرض، وقد يكون وجود الأساطير القديمة دليل على ذلك، فقد كانت تتضمن قصصًا تثير الرعب والخوف في نفوس القراء، أمّا شكل أدب الرعب في الوقت الحاضر لم يتبلور كما هو إلا مع ظهور روايات الرعب القوطية والتي تتناول قصص في أجواء غاية في الرعب مثل: أضواء الشموع وحوت القلاع والبرق وغيرها، وهذا المقال سيتحدث عن رواية في ممر الفئران لكاتب الرعب أحمد خالد توفيق.[١]

أحمد خالد توفيق

هو الكاتب المصري والأديب الشهير الذي لمع اسمه في سماء أدب الرعب والفنتازيا والخيال العلمي الروائي أحمد خالد توفيق، كان أول وأشهر كاتب يكتب الرعب في العالم العربي، ولدَ توفيق في مدينة طنطا في عام 1962م، درس في كلية الطب وتخرج منها وتابع دراساته فيها ليحصل في عام 1997م على شهادة الدكتوراه، أُطلق عليه لقب العراب بعد النجاح الكبير الذي حققته كتاباته وخصوصًا سلسلة الرعب التي بدأ بإصدارها في عام 1993م، وهي السلسلة التي أطلق عليها سلسلة ما وراء الطبيعة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا في العالم العربي، فبالرغم من عدم شيوع مثل هذا النوع لكنه لاقى قبولًا واسعًا، أصدر بعدها العديد من الروايات والسلسلات الأدبية والقصص كما قام بترجمة عدد من الروايات العالمية الشهيرة.[٢]

ومن أشهر مؤلفاته: سلسلة ما وراء الطبيعة، سلسلة فنتازيا، سلسلة سافاري، موسوعة الظلام، يوتوبيا، الغرفة رقم 207، عقل بلا جسد، في ممر الفئران، شآبيب وغيرها، ويعدُّ أحمد خالد توفيق أديب الشباب الأول وكتاباته هي أدب الشباب، وقد شجعت كتاباته الكثير من الناس على القراءة وخصوصًا الشباب، في عام 2018م وفي شهر نيسان أصيب الكاتب بأزمة قلبية حادة دهمته بشكل مفاجئ فتوفي على إثرها تاركًا خلفه ميراثًا أدبيًّا كبيرًا يشهد على نبوغه وبراعته.[٢]

رواية في ممر الفئران

رواية في ممر الفئران إحدى أشهر روايات الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، صدرت القصة اختلافًا كبيرًا بالشخصيات والحبكة والعمق الموجود فيها وفي نهايتها أيضًا، كما عمل توفيق على تطويرها أكثر، وكما في غيرها من مؤلفاته يسود الجو الكئيب المأساوي في الرواية ضمن عوالم كابوسية، وهي رواية ديستوبية مشوقة في عالم لا يعود فيه النور حق من الحقوق الطبيعية للإنسان، وقد حاول الكاتب أن يشير إلى كثير من القضايا الاجتماعية المهمّة مثل: الفقر والجهل والفساد في هذه الرواية.[٣]

تلخيص رواية في ممر الفئران

تدور أحداث رواية في ممر الفئران للكاتب الشهير أحمد خالد توفيق في عالم الظلام، من خلال قصة بطل الرواية الشرقاوي الذي يدخل في غيبوبة طويلة، ويعجز الأطباء عن إيجاد علاج لحالته، فيكتفي الجميع بانتظار إفاقته من تلك الغيبوبة، وفي ذلك الوقت وبينما الشرقاوي في غيبوبته ينتقل بشكل غرائبي إلى عالم مظلم جدًّا، كان هذا العالم قد تكوَّن بعد سقوط نيزك على كوكب الأرض سبب بحجب أشعة الشمس عنها إلى الأبد، وهذا أدى بدوره إلى اختفاء جميع مصادر الطاقة، وبدأ العالم كله بالتعفن بسبب غرق العالم في الظلام الشديد.[٤]

في ذلك العالم المظلم تظهر شخصية ديكتاتورية تدعى القومندان، يقوم القومندان بفرض عقيدة الظلام على اعتباره مذهبًا جديدًا للبشر عليهم أن يؤمنوا به ويكفروا بغيره، ووفق هذه العقيدة فإنَّ كل من يتم رؤيته يقوم بإنتاج النور مهما كان فإنه يعدم مباشرةً دون محاكمة حتى لو حاول إشعال نار خفيفة، وفي هذا الجو المشحون بالجهل والخرافات والضعف، يظهر الشرقاوي على أنه المخلص والمنقذ وهكذا ينظر الناس إليه رغم تعجبه واندهاشه من هذا الأمر، فينضمُّ لمجموعة من الشباب الذين يتمردون على عقيدة الظلام ويطلقون على أنفسهم جماعة النورانيين، ويطالبون بجعل النور والضوء حقًّا لجميع البشر، فيتعرض للمطاردة من قبل الشرطة.[٤]

وفي مغامرة غير مدروسة الخطوات وغير محسوبة العواقب، يذهب الشرقاوي مع جماعة النورانيين إلى جبال الهيمالايا بحثًا عن قليل من الضوء علَّهم يستطيعون إعادة سطوع الشمس على الأرض أو أن ينتقلوا من عالم الظلام إلى عالم الضوء الذي يصبح فيه النور للجميع دون استثناء، لكنَّ النهاية تكون غير متوقعة، وبعكس النهايات السعيدة، فبعد طول معاناة وبحث من قبل الشرقاوي وزملائه ينقلب الشرقاوي كليًّا على أصدقائه النورانيين وينضم إلى أصحاب عقيدة الظلام ويصبح أحد زعمائهم أيضًا بشكل يعكس مرارة الواقع وتناقضاته.[٤]

اقتباسات من رواية في ممر الفئران

بعد المرور على تلخيص رواية في ممر الفئران لا بدَّ من إدراج بعض الاقتباسات من الرواية، حيثُ خاضت الرواية في مواضيع اجتماعية مهمّة مشيرةً إلى الفقر والفساد والجهل، وإلى التناقضات التي يعيشها المجتمع، وفيما يأتي أهم الاقتباسات من الرواية:[٥]

  • كما هم العامة الجهلة في كل مكان وزمان، يعشقون العبودية ويهوون الخضوع، ويقنعون أنفسهم أنَّهم يكرهون ما يكرهه الحاكم ويحبون ما يحبه، أي أنك لا تطيع الحاكم بل تطيع نفسك أولًا، فإذا حاول أحد أن يوقظهم من غيبوبتهم مزقوه تمزيقًا.
  • كان يجد في الأمل الذي لا يستند إلى منطق أو قدرات نوعًا فاحشًا من الإهانة، محاولة مثيرة للشفقة، ثمة درجة من النبل في القنوط، ثمة بطولة في اليأس بالتاكيد.
  • الثورات لا تقوم ضد الطغاة، بل تقوم ضدَّ البلهاء أولًا، عندما يصير ثلاثة أرباع الشعب ضدك، وقد آمنوا بأنَّ الطغيان أمر إلهي، وأنهم أسعد حالًا تحت سلطة أبوية غاشمة، عندها يصيرون متأهبين لرجمك.
  • البشر لا يقدرون على توزيع الثروات منذ فجر التاريخ، لذا اكتفوا بأن يوزعوا الفقر.
  • تلك الأرواح التي تولد شائخة خامدة لا يقدر شيء على إيقاظها، أرواح المحظوظين الذين لن يشقيهم شقاء العالم ولن تعذبهم أحلام لم تتحقق.
  • أحيانًا نسخر ممَّن يتوقعون منا الأفضل، ثمَّ نكتشف أنهم كانوا على حق، وأننا أفضل مما تصورنا.

المراجع[+]

  1. "أدب الرعب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "من هو أحمد خالد توفيق - Ahmed Khaled Tawfik؟"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  3. "أحمد خالد توفيق"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "في ممر الفئران"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  5. "في ممر الفئران"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.