سؤال وجواب

حقوق-الأبناء-على-الآباء


نعمة الأبناء

يُولد المرء وفي نفسه رغباتٌ زرعها الله لتُعينه على إكمال حياته بأبهى الصور وأفضلها، فجعل في نفسه غريزة الاحتياج إلى زوجٍ يسكن إليه، ومن ثم غريزة الاحتياج إلى ولدٍ يكون قرةً لعينه، وبلسمًا لقلبه، حيث قال -جل في علاه- في سورة الكهف: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا}،[١] فهم نورٌ لحياة الآباء حيث يطمحون لتنشئتهم تنشئةً صالحةً وتربيتهم تربيةً فاضلة، وجاء الإسلام ليضع خطوطًا دقيقةً لحقوق كلِّ امرئٍ على هذه الأرض، فلا يطغى أحدٌ على الآخر، لا الوالد على ولده، ولا المولود على والده، لأنَّ من أهم أسس التعامل العدل والرحمة، وسيختصُّ هذا المقال بالحديث عن حقوق الأبناء على الآباء، وبيان الطريقة الأنسب للتعامل بينهما.[٢]

حقوق الأبناء على الآباء

لقد ضبط الله هذه الأرض بالقوانين حتى لا تسود فيها شريعة الغاب، ولا يكون على الآخر حكمٌ إلّا فيما يخصُّ مخالفة كتاب الله وسنة رسوله الكريم، فجعل أساس الشريعة الإسلامية قيامها على العدل الذي يتحقق من خلال تحديد الحقوق والواجبات لكلِّ فردٍ من أفراد المجتمع، حتَّى الأبناء فإنَّ لهم حقوق على آبائهم، وتتمثل هذه الحقوق في العديد من الأمور التي لا بدَّ للوالد أن يُحققها لابنه، وفيما يأتي تفصيلٌ لحقوق الأبناء على الآباء:[٣]

  • لا بدَّ عند اختيار المرء لزوجه أن يتخيَّرها تقيَّةً صالحةً، لا أن يكون همُّه فيها هو الحسب والنسب والمال والجمال؛ لأنَّها في النهاية ستكون أمًّا لأطفالٍ ولن ينفعها جمالها حينئذ.
  • تسمية الولد بالاسم الطَّيب الحسن الذي لا يكون في معناه غلظةً أو سوءًا يؤدي إلى سخرية النَّاس منه، ولا يخفى على أيّ امرئٍ بأنَّه لكلِّ إنسانٍ من اسمه نصيب، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبُّ من الأسماء ما وافق معناها الطيب من المعاني.
  • حقّ التربية الحسنة الطيبة؛ فلا يجوز للأب أن يترك ابنه دون رعايةٍ، لأنَّه هو المسؤول عنه أمام الله، وقد قال في ذلك سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: "كلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعِيَّتِه و الرجلُ راعٍ عن أهلِه ومسؤولٌ عنهم وامرأةُ الرجلِ راعيةٌ على بيتِ زوجِها وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على مالِ سيِّدِه وهو مسؤولٌ عنه ألا كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ".[٤]

حقوق الآباء على الأبناء

عند توضيح حقوق الأبناء على الآباء لا بدّ من مراعاة حقوق الآباء على الأبناء، حتى لا يقع الخلط فيُحسب الابن أنَّه لأحدهما فقط حقٌّ على الآخر، فالأب هو السبب الأول لإيجاد الابن على هذه الأرض، وهو الراعي الوحيد له حتى يشتدَّ عوده وتقوى عزيمته، لذلك فإنَّ حقَّ الوالدين على ابنهما أن يبرَّهما ويحسن إليهما؛ لأنَّهما باب من أبواب الجنة على الأرض، وقد قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ"،[٥] فالأم التي حملت وتعبت وربَّت والأب الذي كدح في سبيل تأمين لقمة العيش، لا بدَّ أن يُراعيا في كبرهما، لذلك فإنَّ على الأبناء أن يبروا آباءهم وأن يصبرو عليهم، والله عنده خير الجزاء والثواب.[٦]

المراجع[+]

  1. سورة الكهف، آية: 46.
  2. "أمانة الأولاد (خطبة)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  3. "حقوق الأبناء "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  4. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبي لبابة بن عبد المنذر، الصفحة أو الرقم: 5/210، رجاله رجال الصحيح .
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم: 2551، حديث صحيح.
  6. "حقوق الوالدين على الأبناء "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.