آداب-زيارة-المريض
الابتلاء
قبل الحديث عن آداب زيارة المريض، لا بُدّ من توضيح أنّ الحياة الدنيا ليست مكان للسعادة والراحة الأبدية، فلا سعادة ولا راحة مطلقة إلاّ في دخول الذنوب وتكفير الخطايا، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما يُصِيبُ المُؤْمِنَ مِن وصَبٍ، ولا نَصَبٍ، ولا سَقَمٍ، ولا حَزَنٍ حتَّى الهَمِّ يُهَمُّهُ، إلَّا كُفِّرَ به مِن سَيِّئاتِهِ"،[١] كما أنّ المرض سبب لزيادة الحسنات ورفع الدرجات، فعلى العبد أنّ يصبر ويحتسب في كل مرضٍ وبلاء؛ لكي ينال الأجر والثواب من الله تعالى.[٢]
آداب زيارة المريض
آداب زيارة المريض لا بُدّ من الالتزام بها عند زيارة المريض، فمن آداب زيارة المريض اختيار التوقيت المناسب، فيجب عدم زيارة المريض في وقت نومه أو طعامه، كما يجب عدم التعجل في زيارته، كما أنّ من آداب زيارة المريض الدعاء له بما ورد من أدعية مأثورة عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- من أدعية الشفاء للمريض، ومن الآداب أيضاً أنّ يتم تذكير المريض بأجر الصبر على المرض، وبأنّ كل ما يُصيبه سينال عليه الأجر والثواب من الله -تعالى- إذا صبر واحتسب، كما أنّ من الآداب عدم الإطالة في زيارة المريض؛ لأن ذلك سيسبب له المشقة والحرج.[٣]
فضائل زيارة المريض
زيارة المريض حقّ من حقوق المسلمين على بعضهم البعض، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "حَقُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ سِتٌّ قيلَ: ما هُنَّ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: إذا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عليه، وإذا دَعاكَ فأجِبْهُ، وإذا اسْتَنْصَحَكَ فانْصَحْ له، وإذا عَطَسَ فَحَمِدَ اللَّهَ فَسَمِّتْهُ، وإذا مَرِضَ فَعُدْهُ وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ"،[٤] وفضل زيارة المريض كبيرٌ جداً، فزيارة المريض سبب من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار، فعن ثوبان رضي الله عنه حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن عادَ مَرِيضًا لَمْ يَزَلْ في خُرْفَةِ الجَنَّةِ، قيلَ يا رَسولَ اللهِ، وما خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قالَ: جَناها"،[٥] ومن فضائل زيارة المريض أنّها موجبة لرحمة الله تعالى، فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن عاد مريضًا لم يزَلْ يخوضُ الرَّحمةَ حتَّى يجلِسَ فإذا جلَس ـ غُمِر فيها"،[٦] كما أنّ الملائكة تستغفر لزائر المريض، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن رَجلٍ يعودُ مَريضًا مُمسيًا إلا خرجَ معَه سبعونَ ألفَ ملَكٍ يستغفِرونَ لَه حتَّى يُصبِحَ ومَن أتاهُ مُصبِحًا خرجَ معَه سبعونَ ألفَ ملَك يستغفِرونَ لَه حتَّى يُمسيَ"،[٧] فبعد كل هذه الفضائل على المسلم أنّ يحرص على زيارة المريض عند استطاعته.[٨]
المراجع[+]
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 2573، حديث صحيح.
- ↑ "الحكمة من الابتلاء، وما يشرع فعله عند نزول البلاء"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ "عيادة المريض فضائل وآداب"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2162، حديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 2568، حديث صحيح.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2956، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 8019، حديث صحيح.
- ↑ "عيادة المريض: أحكام وفضائل وآداب"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-1-2020. بتصرّف.