أسباب-حرقان-البول
محتويات
فسيولوجيا التبول
تقوم الكليتان بإنتاج البول عن طريق تصفية الفضلات والماء الزائد من الدم، وهذه الفضلات تُعرف باليوريا، ويحمل الدم الفضلات إلى الكليتين، ويذهب البول من الكليتين إلى أنبوبين صغيرين يُعرفان بالحالبين، ويصبّ هذان الأنبوبان في المثانة، وتقوم المثانة باختزان البول حتّى يتمكّن الشخص من القيام بعملية التبوّل، حيث يكبر حجم المثانة وتحمل شكلًا كرويًا عندما تكون ممتلئة، وتصغر بحجمها عند التبول، وعند الشخص الطبيعي من ناحية الجهاز البولي، يمكن أن تحتفظ المثانة بحوالي 473 ملم من البول لفترة ساعتين إلى خمس ساعات، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أسباب حرقان البول، كما سيتمّ التفصيل بكيفية تشخيص وعلاج هذه المشكلة. [١]
حرقان البول
إنّ حرقان البول هو ما يُعرف طبيًا باسم عسر التبوّل -أو Dysuria-، وقبل الحديث عن أسباب حرقان البول، يمكن تعريفه بأنّه الألم أو الانزعاج الذي يحصل عند التبول، وتوصف غالبًا هذه المشكلة بالشعور الحارق المرافق لعملية التبول، وتُعدّ عدوى المسالك البوليّة أشيع أسباب حرقان البول بشكل عام [٢]، ومن الممكن لمختلف الحالات المرضية التي تصيب المثانة أو الأعضاء المجاورة أن تتسبّب بهذه المشكلة، وهناك الكثير من أسباب حرقان البول القابلة للعلاج، ولذلك يجب على من يعاني من هذه المشكلة التوجّه للطبيب من أجل تشخيصها وإعطاء العلاج المناسب الذي يساعد في التخلّص منها، كما يجب إخبار الطبيب عن مختلف الأعراض المرافقة لهذه المشكلة، وذلك من أجل المساعدة في الوصول إلى التشخيص الصحيح. [٣]
أسباب حرقان البول
من الممكن أن تتنوع أسباب حرقان البول بتنوّع المنطقة المؤدّية إلى الاضطراب أو الحالة المرضيّة في المسالك البوليّة، وبذلك يمكن تمييز العديد من الحالات المرضية فيما يخصّ أمراض الجهاز البولي، ويمكن ترتيب هذه المشاكل والأمراض وتصنيفها ضمن أسباب حرقان البول على الشكل الآتي: [٤]
التهاب المسالك البولية السفلية
يُعد حرقان البول من الأعراض الشائعة لعدوى المثانة، وهذه العدوى تُعدّ شائعةً للغاية عند النساء بأعمار 20 إلى 50 عامًا، وتبدأ عدوى المجاري البولية السفلية غالبًا عندما تدخل البكتيريا الفتحة التي يتم من خلالها عملية التبول، وهي بداية الإحليل، وذلك ضمن الإيلاج الجنسي على سبيل المثال، كما أنّ هذه البكتيريا يمكن أن تصيب الإحليل عند النساء أو الفتيات اللواتي يمسحن المنطقة بعد الانتهاء من استخدام المرحاض باتّجاه من الخلف إلى الأمام، وعندما تدخل البكتيريا الإحليل عند المرأة، فإنّ عليها السير لمسافة قصيرة حتّى الوصول إلى المثانة، أمّا عند الرجال ممّن هم في عمر فوق 50 عامًا، فإنّ التهاب المثانة عادة ما يترافق مع تضخم البروستات أو عدوى البروستات. [٤]
عدوى المجاري البولية العلوية
حيث تحدث العدوى ضمن الكليتين عند انتقال البكتيريا التي أصابت المثانة إلى الكليتين عبر الحالبين، وهذا العدوى تُعرف بالتهاب الحويضة والكلية، أو عدوى المسالك البولية العلويّة، وهذه الحالة تشيع بشكل أكبر عند النساء من الرجال، وهناك بعض الحالات التي ترفع من نسبة حصول هذا المرض، ومن ضمن هذه الحالات ما يأتي: [٤]
- الحمل.
- تضخم البروستات عند الرجال.
- المصابين بداء السكّري.
- عند الأشخاص الذين يعانون من خلل في وظيفة المثانة.
- عند الذين يعانون من تكرار تشكّل الحصيات الكلوية.
- عند الأطفال الذين يعانون من حالة تُعرف بالارتجاع المثاني الحالبي، حيث يعود البول بشكل غير طبيعي إلى الكليتين من المثانة، أو عند الذين يعانون من مشاكل انسدادية ناتجة عن تطوّر غير سليم للجهاز البولي عند الأطفال.
التهاب الإحليل
وهو الحالة الالتهابية التي تصيب الأنبوب الذي يقوم بنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم، ونقل السائل المنوي عند الرجل إلى خارج الجسم، وعادة ما يحدث هذا الالتهاب نتيجة للإصابة البكتيرية، ويختلف التهاب الإحليل عن التهاب المسالك البولية، وعلى الرغم من اشتراك الحالتين بأعراض متشابهة نوعًا ما، إلّا أنّ طرق العلاج يمكن أن تختلف بحسب السبب الذي أدّي إلى حدوث المشكلة، ويحدث التهاب الإحليل في جميع الأعمار، فالرجال والنساء يمكن أن يطوروا هذه الحالة، إلّا أنّ النساء يملكن فرصة أعلى للإصابة بهذا المرض من الرجال، وهذا ينتج عن قصر الإحليل عند النساء مقارنة بالرجال، ممّا يسهّل صعود البكتيريا إلى الإحليل ودخولها، ويحدث التهاب الإحليل عند ما يقارب 4 مليون أمريكي كلّ عام، ويُعدّ التهاب الإحليل غير السيلاني مسؤولًا عن حوالي 80% من الحالات. [٥]
التهاب المهبل
وهو الحالة الالتهابية التي تحصل في المهبل نتيجة لردّة فعل الحساسية للمخرّشات الكيميائية، كقاتلات الحيوانات المنوية وصابون الحمّام وغيرها، أو نتيجة لانخفاض مستويات هرمون الإستروجين بعد الوصول إلى سنّ اليأس، أو نتيجة لوجود جسم غريب كالسدادة القطنية غير المُزالة، كما يمكن أن يحدث نتيجة للعدوى المختلفة، والتي تتضمّن بشكل رئيس ما يأتي: [٤]
- التهاب المهبل البكتيري: وهو الحالة المرضية المرتبطة بالتغيرات التي تحصل في البكتيريا الطبيعية التي تعيش ضمن المهبل.
- داء المبيضّات: أو ما يُعرف أيضًا بالالتهاب الفطري.
- داء المُشعرات: وهو من الأمراض المنتقلة بالجنس والتي تحدث نتيجة للإصابة بعامل ممرض مجهري يُعرف باسم المشعرات المهبلية.
أعراض مصاحبة لحرقان البول
بناء على أسباب حرقان البول، يمكن تصنيف الأعراض المرافقة لهذه الحالة، حيث تتنوّع الأعراض بحسب أسباب حرقان البول بين الالتهابات في المسالك البولية العلوية والسفلية وتلك التي تحصل في الإحليل أو المهبل، وفيما يأتي بعض التفصيل بالأعراض التي تصاحب حرقان البول، والتي يمكن تصنيفها بحسب أسباب حرقان البول على الشكل الآتي: [٤]
أعراض مرافقة لحرقان البول في التهاب الطرق البولية السفلية
وهي الأعراض الموجودة في حالة التهاب المثانة بشكل رئيس، فعند الأطفال الصغار، يمكن أن يُشاهد سلس البول في النهار، بينما لا يُرجّح مشاهدة السلس البولي الليلي كعلامة لعدوى المسالك البولية السفلية، وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تُشاهد الأعراض الآتية: [٦]
- الحاجة الملحّة والقوية للتبول.
- تسريب كميات صغيرة من البول وبشكل متكرّر.
- نزول الدم مع البول، أو ما يُعرف بالبيلة الدموية.
- نزول البول الغائم أو البول ذو الرائحة الواخزة.
- الانزعاج في منطقة الحوض.
- الإحساس بالضغط في منطقة أسفل البطن.
- حمّى منخفضة الدرجة.
أعراض مرافقة لحرقان البول في التهاب الطرق البولية العلوية
من الممكن أن يعاني مرضى التهاب الحويضة والكلية المزمن من غياب الأعراض بشكل كامل أو تظاهرها بشكل خفيف، إلّا أنّ الأعراض بشكل عام تكون قوية وظاهرة، وتتظاهر عادة بعد يومين من الإصابة بالعدوى، وهي تتضمّن بشكل رئيس -بالإضافة إلى حرقان البول أو التبول المؤلم- ما يأتي: [٧]
- حمّى أعلى من 38.9 درجة مئوية.
- ألم في البطن أو الظهر أو الجانب أو الجذع.
- بول غائم.
- نزول قيح أو دم مع البول.
- الإلحاح البولي.
- رائحة البول غير الطبيعية.
أعراض مرافقة لحرقان البول في التهاب الإحليل
من الممكن أن يرافق حرقان البول في حالة التهاب الإحليل خروج مفرزات من الإحليل، واحمرار حول منطقة فتحة الإحليل، بالإضافة إلى تكرار عملية التبول وخروج المفرزات المهبلية، وغالبًا ما لا يتظاهر التهاب الإحليل الذي يحدث نتيجة للإصابة بالأمراض المنتقلة بالجنس بأعراض ظاهرة عند الشركاء الجنسيين. [٤]
أعراض مرافقة لحرقان البول في التهاب المهبل
يرافق الألم أثناء التبول في حالات التهاب المهبل العديد من الأعراض، حيث يمكن أن يتغيّر لون أو رائحة أو كمية الإفرازات التي تخرج من المهبل، كما أنّه يمكن أن تحدث الحكّة في المهبل أو التخريش ضمن المهبل، بالإضافة إلى حدوث الألم أثناء الجماع الجنسي، والنزف الخفيف من المهبل أو التنقيط المهبلي. [٨]
تشخيص الأمراض المصاحبة لحرقان البول
بسبب تنوع أسباب حرقان البول واختلاف علاجاتها، فإنّ للتشخيص أهمّية كبيرة أيضًا في تحديد هذه الأسباب وتقديم العلاج المناسب لها، ولكن يجب التنويه إلى أنّ كثيرًا من الأشخاص يعانون من نوبات عرضية من الانزعاج المؤقت عند بدء عملية التبول، وعادة ما يحدث هذا الأمر نتيجة للتهيّج، وهذا الأمر لا يحتاج إلى علاج، ولكن يجب البحث عن أسباب حرقان البول عندما يطول الإحساس بالألم أثناء التبول، أو عند كونه شديدًا أو عند استمرار حدوثه، وعادة ما يقوم الطبيب بالسؤال عن مختلف الأعراض المرافقة لحرقان البول وعن العادات الجنسية للمريض، كما يقوم بالفحص الجسدي، والذي يمكن أن يتضمّن فحص الحوض عند النساء وفحص البروستات عند الرجال. [٤]
وعند الشك بوجود التهاب مثانة، فإنّه عادة ما يطلب من المريض وضع عينة بول من أجل إجراء فحص البول أو زرع البول، بينما لتشخيص التهاب المهبل أو الإحليل، يمكن أن يقوم الطبيب بإجراء مسحة للمنطقة المتأثرة، وذلك ليتمّ فحصها في المختبر، وعند شكّ الطبيب بوجود عدوى في الكلية، فإنّه يؤخذ من المريض عينة بول، وذلك بالإضافة إلى عينة دم في حال وجود أعراض كالحمّى أو أعراض المرض العامّة، حيث يتمّ تحرّي وجود عدوى الدم، وعند وجود تاريخ لممارسات جنسية غير آمنة مع شركاء جنسيّين مختلفين، يقوم الطبيب بطلب عدّة فحوصات للبحث في الأمراض المنتقلة بالجنس، كالسيلان أو الكلاميديا أو المشعرات المهبلية أو السفلس -أو ما يُعرف بالزهري- أو بالمضادات الحيوية، ويمكن أن تُعطى هذه المضادات فمويًا، ولكن يمكن أن تُعطى المضادات الحيوية وريديًا في حالات التهاب الحويضة والكلية الشديدة المترافقة مع حمّى عالية الدرجة وتقيّء وقشعريرة.
تطور حرقان البول
يمكن القول أنّ نوبة واحدة من التهاب المثانة أو الإحليل أو المهبل أو الكلية عادة ما تزول بشكل كامل بعد العلاج الكافي بالمضادات الحيوية الملائمة، وذلك عند تطبيق العلاج بشكل صحيح، وفي معظم الأحيان، هناك خطورة قليلة جدًّا بحدوث الأذية بعيدة المدى، إلّا أنّه يمكن في بعض الحالات أن تحدث ندب في المجرى التناسلي، بالإضافة إلى المشاكل المتعلّقة بالخصوبة الجنسية، وذلك خصوصًا عند النساء اللواتي أُصبن ببعض الأمراض المنتقلة بالجنس ولم يتمّ تشخيص هذه الأمراض أو علاجها. [٤]
حالات تستدعي مراجعة الطبيب
بعد الحديث عن أسباب حرقان البول وبعض الطرق المستخدمة في علاجها والوقاية منها، يمكن ذكر بعض الحالات التي تستدعي الذهاب للطبيب، حيث يُنصح الأشخاص بالاتصال بالطبيب أو الذهاب لمركز الرعاية الصحية الفورية عند حدوث تبوّل مؤلم أو خروج الدم مع البول وتظاهر أيّ من الأعراض الآتية: [٤]
- حمّى.
- التبوّل المتكرّر أو الحاجة الملحّة للتبول.
- ألم البطن.
- ألم الظهر.
- الافرازات غير الطبيعية من المهبل أو الإحليل.
المراجع[+]
- ↑ "Urine and Urination", medlineplus.gov, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ↑ "Dysuria", www.health.harvard.edu, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ↑ "What can make urination painful?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض "Dysuria", www.drugs.com, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ↑ "Urethritis", www.healthline.com, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ↑ "Cystitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ↑ "Pyelonephritis", www.healthline.com, Retrieved 29-10-2019. Edited.
- ↑ "Vaginitis", www.mayoclinic.org, Retrieved 29-10-2019. Edited.