لماذا-لحم-الإبل-ينقض-الوضوء

نواقض الوضوء
شرعَ الله عزَّ وجلَّ أركان الإسلام وأحكامها وجعل في بعض هذه الأحكام شروطًا لصحتها ومنها الوضوء وجعل لهذا الوضوء نواقضًا تُفسده، فنواقضُ الوضوء هي: مفسداته التي إذا دخلت عليه أفسدته وأوجبت الوضوء، وقد ذكرَ القرآن الكريم والسنة النبوية هذه النواقض جميعها، فنواقضُ الوضوء ثمانية: الخارجُ من السبيلين والمقصود ما خرجَ من القُبل والدُّبر من بولٍ وغائطٍ وريحٍ والمذي والودي، الدم الكثير، زوال العقل كجنون أو إغماء أو نوم عميق وأما النوم الخفيف فلا ينقضه، مسُّ المرأة والمُراد باللمس هو الجماع كما ذكر ابن عباس، مسُّ الفرج، تغسيلُ الميت، الردة، وأكل لحم الإبل؛ فيُعد لحم الإبل ناقضًا للوضوء بخلافِ باقي اللحوم كما جاء في السنة النبوية، فلماذا لحم الإبل ينقض الوضوء؟.[١]
لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء
كما تمَّ البيان أنَّ لحمَ الإبل ينقضُ الوضوء كما جاءَ في السنة النبوية: "أنَّ رجُلًا سألَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَتوضَّأُ مِن لحومِ الغَنَمِ؟ قال: لا، قال: أنَتوضَّأُ مِن لحمِ الإبلِ؟ قال: نَعَمْ."،[٢] وعند البحث في سؤال لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء فالجوابُ هو أنَّ أكثرَ الفقهاء والعُلماء وجدوا أن هذا الحكم تعبدي وأن الحكمة والعلة من جعله من نواقض الوضوء غير معروفة، واجتهدَ بعضُ العلماء في معرفة الحكمة والعلة وقالوا أنّ الإبل خُلقت من الشياطين وأنّ لها نفورًا يُشبه نفورَ الشياطين إذا استُنفرت وأنّ لحومها تُسبِبُ شيئًا من القساوة والشيطنة وبهذا يكون الوضوء مُطفئًا لها، ولكن ليس لما تمّ ذكره دليل واضح يُثبت هذا الكلام والأقرب في السبب أنّه تعبدي والله وحده هو من يعرف الكحمة والسبب من ذلك.[٣]
ويجبُ على المسلم الامتثال لأوامر الله وأن يفعلها حتى ولو لم تكن الحكمة من هذا الفعل معروفة، ويُوجد الكثير من الأمثلةِ على هذه الأحكام كمثل فرض رمضان في شهر واحد فقط وعدد ركعات الصلوات وغيره، فينبغي من المسلم أن يعرفَ أنَّه ليس بالضرورة أن تكون هناك حكمةٌ مذكورةٌ لكلِّ الأفعال ولكن الله وحده يعلم هذا ويعلم الحكمة والعلة منها، والله أعلم.[٣]
آراء العلماء في حكم الوضوء من لحم الإبل
اختلفَ العلماء في مسألة أنّ لحم الإبل ينقض الوضوء أم لا ينقضه وانقسمَ العلماء في هذه المسألة إلى فريقين ولكلِّ فريقٍ منهم أدلته؛ فالفريق الأول قال أنّ أكل لحم الإبل لا يُنقض الوضوء وهو كلام الجمهور، وقال الفريق الآخر أنّه ينقض الوضوء وهو القول القديم عند الشافعية والمشهور من مذهب أحمد بن حنبل وهو مذهب أهل الحديث؛ فاستدلَّ الفريق الثاني بالحديث الذي تمَّ ذكره في تفصيل سؤال لماذا لحم الإبل ينقض الوضوء وأيضًا ما جاءَ عن النبي: "تَوضؤا من لحومِ الإبلِ ولا تَوضؤوا من لحومِ الغنمِ، وصَلُّوا في مرابضِ الغنمِ ولا تُصلُّوا في معاطنِ الإبلِ"،[٤] واستدل الجمهور بعدة أدلة منها: الأثر الذي جاء من النبي وهو: "كان آخر الأمرينِ منْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تركُ الوضوءِ مما غيّرتِ النارُ"[٥] وهذا يعني أنَّ الأمر بالوضوء من لحم الإبل تمَّ نسخه لأنَّ النَّار يمسُه وأيضًا استدلوا بما جاءَ من الأثر عن علي وابن عمر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم أنَّهم أكلوا لحمَ الإبل ثم صلُّوا بلا وضوء.[٦]المراجع[+]
- ↑ "نواقض الوضوء"، www.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-29-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه إسحاق بن راهويه، في تنقيح التحقيق، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم: 1/309، حديث صحيح.
- ^ أ ب "سبب نقض لحم الإبل للوضوء"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 12-29-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن تيمية، في مجموع الفتاوى، عن جابر بن سمرة والبراء بن عازب وأسيد بن الحضير وذو الغرة، الصفحة أو الرقم: 21/11، حديث صحيح من غير وجه.
- ↑ رواه النووي، في شرح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 4/43، إسناده صحيح.
- ↑ "خلاف أهل العلم في الوضوء من لحم الإبل"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-29-2019. بتصرّف.