معلومات-عن-كان-وأخواتها
محتويات
أنواع الجمل في العربية
تُقسَم الجمل في اللغة العربية إلى قسمين: الجمل الاسمية وتتكون من ركنين أساسيين هما: المبتدأ والخبر[١]، والجمل الفعلية وتتكون من ثلاثة أركان أساسية وهي الفعل والفاعل والمفعول به، ويتعرض هذين النوعين من الجمل للتغيير والتبديل في التركيب الأساسي ومحله الإعرابي نظرًا لوجود طارئ في الجملة، ويتبدّى ذلك من خلال ما تقومُ به أدوات الجزم والنصب على الجمل الفعلية، وما تقوم به النواسخ من الأفعال مثل: كان وأخواتها وكاد وأخواتها، والنواسخ من الحروف مثل إن وأخواتها، بحيث تتأثر الجمل بها على المستويين التركيبي النحوي، والدلالي.
تعريف بـ كان وأخواتها
تعدّ كان وأخواتها من الأفعال الناسخة التي تدخل على الجملة الاسميّة فتُحدِث فيها تغييرًا تركيبيًا وآخر دلالي، وهي: "كان، أصبح، أمسى، أضحى، بات، ظل، صار، ليس، ما زال، ما دام، ما برح، ما انفك، ما فتئ"[٢]، ولعلها رغم انتمائها إلى حقل الأفعال إلّا أنها لا ترتق إلى مستوى الأفعال بحقٍ فتظل ناقصة، وذلك يعود لافتقارها للدلالة على الحدوث[٣]، فكان وأخواتها أفعال لا تحمل في فحواها معنى الحدث ولذلك تسمى الفعل المتعدي والتي لا تكتفي بالفاعل المرفوع بعدها ليتم معناها ويكتمل بوجود المفعول المنصوب أيضًا، وأمّا من قال أنها سميت ناقصة لكونها لا تحتاج إلى فاعل، فقد احتج بالنتيجة التي تتخفى الأسباب خلفها، إذ لو أنها دلت على حدوث فإنها ستحتاج فاعلًا وستكون أفعالًا تامة حقًا، ففي قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}[٤]، دل الفعلين كن ويكون على حدوث فاصبحت أفعالًا تامة لازمة تحتاج إلى فاعل مرفوع بعدها، أمّا في قوله تعالى: {وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا}[٥]، قد افتقرت الجملة للدلالة على الحدوث، فكان الفعل كان فعلًا ناقصًا يستعيض باسمه المرفوع عن الفاعل المرفوع، وبخبره المنصوب عن المفعول المنصوب، فتتشبه بذلك بالأفعال التامة وتغتني بذلك عن الفاعل والمفعول.
عمل كان وأخواتها
تعمل كان وأخواتها في الجملة الاسميّة عمل النواسخ فتنسخ المبتدأ وتجعل منه اسمًا لها، وتنسخ الخبر وتجعل منه خبرًا لها، وتتشبه بالأفعال التامة من حيث رفعها للاسم الذي يليها ونصبها لما بعده، ولا يتم معنى الجملة فيها إلا بالخبر، مثل: العملُ شاقٌ، ويكون إعرابها كالآتي:
- العمل: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- شاقٌ: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه تنوين الضم الظاهر على آخره.
فالجملة السابقة تتكون من المبتدأ والخبر المرفوعين، إلا أن كان وأخواتها تُحدث بدخولها على الجملة الاسمية تغييرًا، فتكون على النحو الآتي:
- كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
- العملُ: اسم كان مرفوع وعلامةة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- شاقًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
وذلك في حالة عملت كان وأخواتها عملها كأفعال ناسخة، إذ إنها في بعض الحالات تخرج عن وظيفتها فيبطل عملها وذلك لا يكون إلا في الحالات الآتية:
- أن تَرِد "كان" بمعنى وجد أو حصل أو حدث، مثل: اتق الله حيثما كنت.
- أن تَرِد"أصبح، أمسى، أضحى" بمعنى الزمنية والوقتية المحضة فتدل أصبح على فترة الصباح وأمسى على المساء واضحى على وقت الضحى، في حين أنها تكون ناقصة إذا كانت بمعنى صار، مثل: أصبحنا وأصبح الملك لله. حيث أن أصبح الأولى تامة فهي تدل على الزمان، في حين أن الثانية تعد فعلًا ناقصًا، فهي تدلّ على الصيرورة.
- أن يرد الفعل "دام" مجردًا من ما المصدرية مثل: دام العزُّ للوطن.[٦]
- أن تَرِد الأفعال "زال، برح، فتئ، انفكّ" مجردة من حروف النفي أو النهي، مثل: زال الألم.
- أن يرد الفعلان "دام، ظل" بمعنى بقي، مثل: دامت النعمة ما دام الشكر.
- أن يرد الفعل "صار" بمعنى رجع وَآل، مثل: صار الأمرُ إلى الله.
صور اسم كان وأخواتها وخبرها
يرد اسم كان وأخواتها وخبرها في صور متعددة، تحمل في بنيتها الصور ذاتها التي كانت عليها في الجملة الاسمية قبل دخول كان وأخواتها عليها، فمن صور اسم كان وأخواتها ما يأتي:
- الاسم الظاهر: "وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [٧]"
- الضمير المتصل: لستُ مريضة.
- الضمير المستتر: المواصلات أصبحت أكثر سهولة.
- اسم الإشارة: {لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ}[٨]"
- المصدر المؤول: كان عليك أن تصغي إلي.
أما خبر كان وأخواتها فله صور عديدة أيضًا، وهي ذات الصور التي يرد عليها خبر المبتدأ والحال والنعت أيضًا، وليست تختلف في إعرابها سوى في محلها الإعرابي وهي على النحو الآتي:[١]:
- الخبر المفرد: {فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ}.[٩]"
- الخبر شبه الجملة: ما زال الوفي عند وعده.
- الخبر الجملة الفعلية: {وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}.[١٠]"
- الخبر الجملة الاسمية: صارَ العملُ إنجازُه يسيرٌ.
شواهد كان وأخواتها
أوردت مصادر اللغة العربية من الشعر والنثر شواهد على كان وأخواتها، سواء كانت عاملة ناسخة، أم تامة قد بطل عملها، كما أظهرت هذه الشواهد صورًا لاسمها وخبرها فيما هو مظلّل على النحو الآتي:
- قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ}[١١]"
- قال تعالى: {لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ} [١٢]"
- قال تعالى:{فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}[١٣]"
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أمسَى كالًّا من عملِ يدَيْه أمسَى مَغفورًا له".[١٤]"
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن بات طاهرًا بات في شِعارِه مَلَكٌ فلَمْ يستيقِظْ إلَّا قال المَلَكُ: اللَّهمَّ اغفِرْ لعبدِك فلانٍ فإنَّه بات طاهرًا".[١٥]"
- قال بشار بن برد:[١٦]:
جفا ودّهُ فازورّ أو ملّ صاحبُهُ
- وأزرى به أن لا يزالَ يعاتبُه
إِذَا كان ذَوَّاقًا أخُوكَ منَ الْهَوَى
- مُوَجَّهَة ً في كلِّ أوْب رَكَائبُهْ
المراجع[+]
- ^ أ ب عزام عمر الشجراوي (2003)، النحو التطبيقي (الطبعة الثانية)، الأردن: دار البشير، صفحة 122. بتصرّف.
- ↑ محمد حسين الداودي (2011)، قواعد اللغة العربية للمبتدئين (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار الطلائع، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ داود غطاشة (2000)، النحو العربي التطبيقي (الطبعة الأولى)، الاردن: دار الفكر للطباعة والنشر، صفحة 43. بتصرّف.
- ↑ سورة يس، آية: 82.
- ↑ سورة الفرقان، آية: 54.
- ↑ محمود حسني مغالسة (2007)، النحو الشافي الشامل (الطبعة الأولى)، العبدلي: دار المسيرة، صفحة 254. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 134.
- ↑ سورة الأنبياء، آية: 99.
- ↑ سورة النساء، آية: 176.
- ↑ سورة البقرة، آية: 33.
- ↑ سورة الكهف، آية: 82.
- ↑ سورة النور، آية: 61.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 103.
- ↑ رواه العراقي، في تخريج الإحياء، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 2/114 ، فيه ضعف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1051، أخرجه في صحيحه.
- ↑ "جفا ودهُ فازور أو مل صاحبهُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 13-10-2019.