سؤال وجواب

تعريف-العقيدة-الأشعرية


نشأة العقيدة الأشعرية

نشأتِ العقيدةُ الأشعريَّةُ على يد أبو الحَسن الأشعري، وتَوَصَلَ إلى ذَلِكَ بَعدَ مرورهِ بثلاثةِ مَرَاحِل، الأولى هي تَزعُّمِهُ لِمذهَبِ المُعتزِلَةِ لِمُدَةِ أَربعينَ سَنَةٍ، وَاعتَزَلَ النّاسَ بعدها لِمُدةِ خَمسَةَ عَشَرَ يومًا، ثَارَ بَعدَها على مَذهَبِهم، وَتبرأَ مِنهُم، ووَضَعَ لِنفسِهِ مِنهاجًا جديدًا، يقومُ على تأويلِ النصوصِ الشرعيَّةِ، بما يتوافقُ مع تفكير الإنسانِ، وألّفَ الكثيرَ مِنَ الكُتبِ التي تُدافِعُ عن السُنَّةِ وَتشرَحُ العقيدة، وتوفيَّ سنة 324 للهجرة.[١]

تعريف العقيدة الأشعرية

أمّا تعريف العقيدة الأشعرية، فهي مذهبٌ عقديٌ أُصوليٌ جديدٌ يختَلِفُ عن نهجِ السَلَفِ[٢]، وتُنسَبُ ألى الإمام أبي الحسن الأشعري، وتسلُكُ نهجَ أهل الكلام، في تقريرهم العقائد، وردهم على المُخالفين.[٣] وبعدما تُوفيَّ أبو الحسن الأشعري، قامَ أئمةُ المذهب، بوضع أصولٍ وأركانٍ للمذهب، فالأشاعرةُ كانوا قد تَوَقَفوا عِنْدَ المرحَلَةِ الثانيَةِ من تأسيسِ العقيدةِ الأشعريةِ، وهي مَنهجِ عبد الله بن كلاب، فبعدَ وفاةِ الأشعريِّ بدأ أئمةُ المذهب بالاجتهادِ، فَتَعدَدتْ مَناهِجُهم، وَتَطور مَذهَبُهم، وَلَعلَّ السببَ في ذلك هو عدمُ وضوحِ هذا المنهج بدايةً، وعدمِ بيانِ طَريقةِ التعامُلِ مع النصوصِ الشَرعيَّةِ، فتارةً يوافقوا أهل السلف، وتارةً يستخدمون علم الكلام، لإقامةِ الحُجةِ على المعتزلةِ، ومن التطوراتِ التي طرأت على عقيدتهم، والتي تدخلُ في تعريف العقيدة الأشعرية هي ما يأتي:[١]

  • الاعتماد على المعتزلة، وأهلِ الكلام.
  • التصاقُهم بالتصوف، ودخولِهم به.
  • جَعل الفلسفة من ضمنِ مذهبهم.

أبرز معتقدات العقيدة الأشعرية

بعد تعريف العقيدة الأشعرية، ينبغي بيانُ نهجِها، فتعتمدُ العقيدةُ الأشعريةُ على عدةٍ من الأفكارِ والمبادئِ، التي اشتهروا بها، وأصبح المذهب يعتمدُ عليها، ومما ينبغي التنويهُ إليهِ إلى أنَّ هذهِ المُعتقداتِ هي أفكارُ المُتأخرينَ من أصحابِ المذهب الأشعري، وهي ما يأتي:[٣]

  • يُقَدِمونَ العقلَ على ما جَاءَ في النُصوصِ الشَرعيَّةِ، فَهم يَفترِضونَ وُجودَ التعارُضِ بَينَ أدلةِ العَقلِ، وأدلةِ النقلِ، فَيُقدِمونَ إحداهما على الآخرِ، واختاروا تقديمَ العقلِ، وأعطوهُ حقَ الحُكمِ على الأدلةِ الشرعيَّةِ، لافتراضهم أنَّ العقلَ يَشهَدُ للشرعِ بالتصديقِ، فلو قُدِمَ النقل عليهِ، يكونُ هذا التقديم طَعنًا في صِدقِ العقْلِ، مما يُسبب نقصًا في الشَرعِ، وهذا افتراضٌ موهومٌ زَعَّمَوه وعَمِلوا بهِ.
  • ينفونَ ما يتعلقَ باللهِ من الصفاتِ الاختياريةِ، التي تتعلقُ بذاتِهِ الإلهيةِ، كإعطاءِ الله صفةَ النُزولِ والاستواءِ، والكلامِ والرِضا، والغَضبِ، فقاموا بنفي كُل هذِهِ الصفاتِ، ويرونَ أنَّهُ يلزم من تعلُقِ هذهِ الصفاتِ بهِ، القول بأنَّ الله تعالى قد يتغير، وهذا لا يكونُ إلا للمخلوق.
  • يُثبتون لله سبعَ صفاتٍ، وما تبقى غيرها من الصفات يقومون بتأويلها، والصفات التي يثبتونها، هي العلمُ، والحياةُ، والقدرةُ، والإرادَةُ، والسمعُ والبَصرُ والكلامُ النفسيِّ، وما غير ذلك من الصفات يقومونَ بتأويلها، وذلكَ كتأويلهم لصفةِ الرَحمةِ، بإرادةِ الثوابِ، وغيرها من الصفاتِ التي قَاموا بِتأويلاها بِطَريقَتِهم وَنهجِهم.
  • حَصَروا الإيمانَ باللهِ تعالى في التَصديقِ القَلبيِ، فبحسبِ ظَنِّهم، أنَّ من صدقَ بقلبِهِ، حتى ولو لم يظهر ذلك على جوارحِهِ، من العباداتِ ولم ينطق بالشهادةِ، فهو يَستَحقُ صِفَةَ الإيمانِ، وَينجَو يَومَ القيامةِ.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "الأشاعرة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.
  2. "براءةُ الأشاعرةِ من مَذهَبِ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ"، dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "الأشاعرة تعريفهم وعقائدهم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2020. بتصرّف.