سؤال وجواب

الفرق-بين-الصفة-والحال


النحو في اللغة العربية

علم النّحو هو علم الإعراب، وكلمة "النّحو" تُطلق في اللّغة العربيّة على عدّة معانٍ، منها: الجِهَةُ والقصد، لقول أبي الأسود الدّؤلي عندما ألّف أوّل كتاب في النّحو: "انحوا هذا النّحو"؛ أي: اقصدوه، فسُمِّي لذلك نحوًا، وبناء على ذلك أطلقت كلمة "النّحو" في اصطلاح العلماء على علم قواعد اللّغة العربيّة، التي يُعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربيّة في حال تركيبها في الجملة، إعرابًا وبناء، وما يتبع ذلك، وقد أسّس هذا العلم، ووضعه أبو الأسود الدّؤلي بطلبٍ من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عندما كثر اللّحن في القرآن الكريم، بسبب امتزاج العرب بالأعاجم خلال الفتوحات الإسلاميّة، وسيتمّ التّركيز في هذا المقال حول الفرق بين الصفة والحال.[١]

الصفة

قبل الحديث عن الفرق بين الصفة والحال، لا بُدّ من التّعريف بكلّ من الصّفة والحال، فالصّفة واحد من التّوابع الأربعة، وهي: الصّفة والمعطوف والتّوكيد والبدل، فالصّفة أو النّعت يأتي ليبيّن صفة اسم قبله، يسمّى الموصوف، وإن كان الصّفة مفردًا، أي ليس بجملة أو شبه جملة، يتبع موصوفه في الإعراب، رفعًا ونصيًا وجرًّا، وفي التّعريف والتّنكير، وفي الإفراد والتّثنية والجمع، مثل قوله تعالى: {فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ}،[٢] فـ"جارية" صفة "عين"، وقوله تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}،[٣] فـ"الواحد والقهّار" صفتان لِـ "الله" وإن كان الصّفة جملة أو شبه جملة فالموصوف نكرة لا غير، مثل قوله تعالى: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ}،[٤] جملة "ينادي" في محلّ نصب صفة للموصوف النّكرة "مناديًا".[٥]

الحال

بعد المرور في رِحاب الصّفة أو النّعت، لا بدّ أيضًا من المرور في رحاب الحال للتّعرّف عليه، وسيكون ذلك قبل الانتقال إلى معرفة الفرق بين الصفة والحال، فالحال اسم نكرة فضلة منصوب دائمًا، فيه معنى الصّفة، يذكر ليبيّن هيئة اسم معرفة قبله، يسمّى صاحب الحال، والحال يصلح أن يكون جوابًا لِـ "كيف"، وهو يطابق صاحبه في الإفراد والتّثنية والجمع، والتّأنيث والتّذكير، مثل قوله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}،[٦] فـ "خاشعًا، متصدّعًا" حال أولى وثانية، وصاحب الحال "هاء" الضّمير في رأيته، ويُعرب صاحب الحال بحسب موقعه في الجملة، وقد ذكر النّحاة بأنّ العامل في الحال هو علامات الإعراب في الجمل الثّلاث، بينما الحال اسم منصوب دائمًا، مسبوق باسم يسمّى صاحب الحال، يعرب بحسب موقعه في الجملة، نحو: "جاء الرّجلُ ماشيًا"، و"رأيت الرّجلَ ماشيًا"، فـ"ماشيًا" حال منصوب، وصاحب الحال الرّجلُ: فاعل مرفوع، والرّجلَ: حرف جرّ، الله: اسم مجرور باللّام، وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة، والجار والمجرور متعلّقان بخبر محذوف.

  • الواحد، القهّار: صفة أولى وصفة ثانية، مجرورة وعلامة جرّها الكسرة الظاهرة.
  • قال الله تعالى: {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}،[٦] الشّاهد في الآية الكريمة، ورود الحالين "خاشعًا، متصدّعًا" لصاحب الحال "هاء" الضميرفي رأيته.

    • لرأيتهُ: اللّام: واقعة في جواب "لو" الشّرطيّة، رأيتَ: فعل ماضٍ مبنيّ على السّكون لاتّصاله بالتّاء المتحرّكة، والتّاء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ رفع فاعل، والهاء: ضمير متّصل مبنيّ على الضّمّ في محلّ نصب مفعول به.
    • خاشعًا، متصدّعًا: حال أولى وحال ثانية منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة.

    قال الشاعر:

    إِنَّ في أَضلاعِنا أفئِدَةً *** تَعشَقُ المَجدَ وَتَأبى أَن تُضاما[٩]

    الشّاهد في البيت السّابق مجيء جملة الصّفة أو النّعت بعد موصوفها الاسم النّكرة "أفئدة".

    • أفئدةً: اسم إنّ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة.
    • تعشقُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة الظّاهرة، وجملة "تعشقُ" في محلّ نصب صفة لأفئدة.

    قال الشاعر:

    وَلقدْ مررْتُ على اللّئيمِ يسبُّني *** فمضيْتُ ثُمَّت قُلْتُ لا يعْنينِي[١٠]

    الشّاهد في البيت السّابق مجيء جملة "يسبّني" حال، وصاحب الحال "اللّئيم".

    • اللّئيم: اسم مجرور بعلى وعلامة جرّه الكسرة، والجار والمجرور متعلّقان بـ "مررت".
    • يسبّني: يسبّ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضّمّة، والنّون: للوقاية، والياء: ضمير متّصل مبنيّ في محلّ نصب مفعولًا به.

    المراجع[+]

    1. "النحو العربي نشأته ومدارسه وقضاياه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
    2. سورة الغاشية، آية: 12.
    3. ^ أ ب سورة غافر، آية: 16.
    4. سورة آل عمران، آية: 193.
    5. "النعت"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
    6. ^ أ ب سورة الحشر، آية: 21.
    7. "حال (نحو)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
    8. "الفرق بين الصفة والحال"، www.ahlalhdeeth.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
    9. "طمع ألقى عن الغرب اللثاما"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019.
    10. "لو كنت في ريمان لست ببارح"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019.