شروط-الحداد-على-الزوج

الحداد في الإسلام

قبل البدء في الحديث عن شروط الحداد في الإسلام، لا بدَّ أن يُوضَح معنى الحداد، فالحداد هو امتناع المرأة المتوفى عنها زوجها عن الزِّينة حزنًا؛ كالطِّيب والحلي وكل ما يندرج تحت مسمى الزِّينة، ويكون هذا الحداد خلال وقتٍ محدد، ولا حداد على الرَّجل إنّما الحداد يخصُّ المرأة، فهي تحدُّ على غير زوجها ثلاثة أيامٍ وهذا جائز، أمّا على الزوج فالحداد يلزم مدةً زمنيةً حددها الشَّرع وبشروطٍ محددةٍ، ومن شروط الحداد على الزوج ما سيدرجه المقال فيما يأتي.^[١]

شروط الحداد على الزواج

في الحديث عن شروط الحداد على الزوج يُلاحظ القارئ، أنّ الإسلام لم يرد امتهان المرأة بهذا، بل إنَّه رفع عنها قدرًا كبيرًا من الذُّل والإهانة التي كانت تلحق بها في الجاهلية بعد وفاة زوجها، فالحداد إذًا لم يكن عادةً مستحدثةً في الإسلام، وفي حديث أم المؤمنين أم سلمة المشهور قالت: "جاءتِ امرأةٌ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم فقالت يا رسولَ اللَّهِ إنَّ ابنتي توفي عنْها زوجُها وقدِ اشتَكت عينَها أفنَكحلُها فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم: لاَ مرَّتينِ أو ثلاثًا كلُّ ذلِكَ يقولُ لاَ. ثمَّ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّه عليه وسلم إنَّما هيَ أربعةُ أشْهرٍ وعشرٌ وقد كانت إحداكُنَّ في الجاهليَّةِ ترمي بالبعْرةِ على رأسِ الحولِ"،^[٢] وقد قال ابن القيم: "هذا من كمال الشريعة الإسلامية" - يقصد الحداد - ومن شروط الحداد على الزوج ما يأتي:^[٣]

• تمتنع المرأة في الحداد عن جميع أنواع العطور والطيب، إلّا في حال الطُّهر من الحيض فيحلُّ لها أن تتتبَّع أثر الدم بشيءٍ من الطيب؛ لإزالة الرَّائحة الكريهة، ويدخل في هذا جميع أنواع الدهون المعصورة كماء الورد والقرنفل.
• تجنب الثياب الملوّنة والمعصفرة الجميلة إلى غيرها من الثِّياب.
• يجب أن تقيم المرأة في فترة الحداد ببيت زوجها، ولا يجوز أن تنتقل منه وتذهب لسكنٍ أخر، إلّا إذا حدث معها طارئ كأن كان البيت عارية.
• ومن شروط الحداد على الزَّوج ألَّا تكتحل الزّوجة المتوفى عنها زوجها، ولا تتزين؛ بألّا تلبس الفضّة والذهب من القلائد والأساور وغيرهما، ولا يحلُّ لها أن تتخضب وتضع الحنَّاء على كفيها، وكل هذا قد ورد في حديث نسيبة بنت كعب، فقد قالت: "لا تُحِدُّ امْرَأَةٌ علَى مَيِّتٍ فَوْقَ ثَلاثٍ، إلَّا علَى زَوْجٍ، أرْبَعَةَ أشْهُرٍ وعَشْرًا، ولا تَلْبَسُ ثَوْبًا مَصْبُوغًا، إلَّا ثَوْبَ عَصْبٍ، ولا تَكْتَحِلُ، ولا تَمَسُّ طِيبًا، إلَّا إذا طَهُرَتْ، نُبْذَةً مِن قُسْطٍ، أوْ أظْفارٍ".^[٤]

الحكمة من العدة

بعد الحديث عن شروط الحداد على الزَّوج، تبيَّن أنَّ للعدة والحداد حكمٌ كثيرة، منها تبرئة رحم الزوجة كي لا يختلط الماء في الرّحم ويؤدي إلى اختلاط الأنساب، وقد عمل الإسلام على حفظ مكانة الميت في قلب زوجته، كما أنّه احترامًا لذكراه، وحفاظًا على العشرة بينهما، وأيضًا كي يصون المرأة ويحفظها من نظرات الرجال للزواج من حين وفاة زوجها عنها.^[٥]

فيديو عن ضوابط الحداد على الزوج

وبين يدي المقال فيديو يوضح شروط الحداد على الزوج وضوابطه الصحيحة، بالإضافة للحكمة من هذه العدّة التي أوجبها الله، وفيه شرحٌ تامٌ ووافٍ لما اصطلح عليه العامّة من لبس الأسود في الحداد، وأنَّ هذا مما يخضع للعرف والعادة.

المراجع[+]

1. ↑ "الحداد"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-05. بتصرّف.
2. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن حميد بن نافع، الصفحة أو الرقم: 2299، صحيح.
3. ↑ "الإحداد على الزوج"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-05. بتصرّف.
4. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم عطية نسيبة بنت كعب، الصفحة أو الرقم: 938، صحيح.
5. ↑ "العدة وبيان الحكمة منها"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2020-01-05. بتصرّف.