أعراض-صديد-البول

عناصر البول

يتكوّن البول عن طريق تصفية الكلى للسوائل والفضلات الزائدة الموجودة في الدم، وقد وجدت دراسة استغرقت سبع سنوات لإكمالها أن البول يتكون من أكثر من ثلاثة آلاف مركّب يتم صناعة اثنين وسبعين منها عن طريق البكتيريا في حين أن ألف وأربعمئة وخمسين مركبًا أخر يتم صنعها من قبل الجسم نفسه، ويأتي ما مقداره ألفين ومئتين مركبًا تقريبًا من النظام الغذائي أو الأدوية أو مستحضرات التجميل والبيئة المحيطة بالشخص، كما يشير الباحث في علم الأحياء ديفيد ويشارت إلى أن البول عبارة عن مادة بيولوجية معقدة بشكلٍ لا يمكن تصديقه، ويستعرض المقال أبرز أعراض صديد البول وأسباب الإصابة به وغيرها من المعلومات المهمة.^[١]

صديد البول

يشير صديد البول وهو مادة لزجة في بعض الأحيان إلى وجود التهاب داخل المسالك البولية مع ذلك قد ينجم صديد البول عن أسباب أخرى بخلاف الإصابة بالعدوى، فالتشوّهات المرتبطة والناجمة عن التهابات المسالك البولية المعقدة بالإضافة إلى الالتهاب الناجم عن القيام بالعمليات الجراحية أو نتيجة استخدام القسطرة قد تؤدي إلى أعراض صديد البول دون وجود عدوى في الجهاز البولي، وبالتالي لا يمكن الاعتماد على أعراض صديد البول لتحديد وجود التهاب في المسالك البولية دون القيام بفحص البول أولًا بالإضافة إلى ذلك فإن كلًا من التهاب المسالك البولية المتزامن مع الأعراض والتهاب المسالك الذي لا تتزامن معه أية أعراض، كلاهما يؤديان إلى الإصابة بصديد البول.^[٢]

أعراض صديد البول

تتعدّد أعراض صديد البول والتي تنجم عن عدة أسباب مختلفة، وفي الغالب ما يظهر البول بشكلٍ غائم وغير نقي مصحوبًا مع القيح دون وجود أي أعراض أخرى، كما يرجع سبب تغير لون البول أو ملمسه إلى زيادة عدد خلايا الدم البيضاء فيه، وفي حال وجود التهاب في المسالك البولية فإن بعض الأعراض قد تترافق مع صديد البول ومنها ما يأتي:^[٣]

• زيادة معدل التبول.
• الشعور بحرقة عند التبول.
• ظهور دم في البول.
• ظهور رائحة كريهة للبول.
• الشعور بألم في منطقة الحوض.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.

كما قد تظهر بعض الأعراض الأخرى إلى جانب أعراض صديد البول نتيجة وجود حالة أخرى كامنة للإصابة ومن هذه الأعراض ما يأتي:

• ارتفاع درجة الحرارة.
• الشعور بألم في البطن.
• ظهور صرف أو تفريغ غير طبيعي.
• حدوث ضيق في التنفس.
• الإصابة بالغثيان أو الاستفراغ.

أسباب صديد البول

تختلف أعراض صديد البول نتيجة اختلاف الأسباب المؤدية للإصابة فعلى سبيل المثال يعتبر التهاب المسالك البولية من أبرز الأسباب المؤدية لصديد البول والذي يترافق مع ارتفاع في درجة الحرارة وزيادة التبول وغيرها من الأعراض، في حين قد تؤدي الأسباب الأخرى إلى أعراض ترتبط بشكل رئيس مع السبب، ومن أبرز أسباب صديد البول ما يأتي:^[٣]

• الإصابة بصديد البول المتزامن مع ظهور أعراض التهاب المسالك دون وجود بكتيريا في البول.
• الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا كالكلاميديا والسيلان والهربس التناسلي وفيروس الورم الحليمي البشري بالإضافة إلى الزهري وداء المشعرات وفيروس نقص المناعة المكتسبة.
• الإصابة بالالتهابات الفيروسية كفيروس الأدينو وفيروس الورم الحليمي البشري.
• الإصابة بالتهاب المثانة الخلالي.
• الإصابة بمتلازمة المثانة المؤلمة.
• حدوث التهابات في الحوض.
• حدوث التهابات داخل البطن.
• الإصابة بالالتهاب الرئوية.
• الإصابة بتعفن الدم.
• الإصابة بالتهاب المثانة الإشعاعي.
• وجود جسم غريب في المسالك البولية.
• استخدام الشبكة عبر المهبل.
• الإصابة بالناسور البولي.
• الإصابة بأمراض الكلى.
• حدوث رفض بعد زرع الكلى.
• الإصابة بمرض السل.
• الإصابة بمرض تكيس الكلى.
• الإصابة بحصى الكلى.
• الإصابة بالالتهابات الفطرية.
• أمراض المناعة الذاتية كمرض كاواساكي.

كما قد يؤدي الاستخدام طويل الأمد لبعض العقاقير إلى ظهور أعراض صديد البول، ومن أبرزها ما يأتي:

• استخدام المضادات الحيوية مع البنسلين.
• الأسبرين.
• مدرات البول.
• دواء الأولسالازين.
• دواء النتروفورانيشن.
• أدوية الالتهاب غير الستيرويدية.
• الأدوية المثبطات لمضخة البروتون.

عوامل خطر الاصابة بصديد البول

تزداد نسبة ظهور أعراض صديد البول لدى النساء مقارنةً مع الرجال، كما أن هذه الحالة تعتبر أكثر شيوعًا لدى كبار السن بالإضافة إلى أن صديد البول الناجم عن التهاب المسالك البولية يعتبر أكثر شيوعًا عند النساء الأكبر سنًا نتيجة ارتباط الإصابة بانخفاض مستويات الإستروجين، ويعد انقطاع الطمث من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة عند النساء نتيجة زيادة خطر الإصابة بالتهابات المسالك البولية في سن اليأس، كما قد يزيد ممارسة النشاط الجنسي من خطر الإصابة نتيجة ارتباط الكثير من الأمراض المنقولة جنسيًا كالكلاميديا بالإصابة بصديد البول.^[٤]

تشخيص الأمراض المصاحبة لصديد البول

في الغالب لا يعتمد الأطباء على أعراض صديد البول لتحديد أسباب الإصابة بل سيقوم الأطباء بتشخيص الحالة اعتمادًا على تحليل البول، بحيث سيبحث فني المختبر عن وجود البكتيريا والدم وخلايا الدم البيضاء في العينة، وعلى الرغم من وجود خلايا الدم البيضاء في جميع عينات البول إلا أنها لا تحتوي في العادة على البكتيريا أو الدم والتي قد تشير إلى وجود التهاب أو مشاكل أخرى في المسالك البولية، كما يتم تشخيص التهاب المسالك البولية في حال وجود النيتريت أو كريات الدم البيضاء بنسب عالية في البول، وقد يلجأ الطبيب إلى إجراء الفحوصات المختلفة في حال عدم وجود مشاكل في تحليل البول.^[٤]

علاج الأمراض المصاحبة لصديد البول

يعتمد علاج أعراض صديد البول على تحديد السبب وراء الإصابة في البداية، ونظرًا لتعدد الأسباب المؤدية للإصابة والتي يعتبر التهاب المسالك البولية من أبرزها فإن الأطباء يقومون بإجراء العديد من الفحوصات المختلفة للوصول إلى التشخيص الصحيح قبل البدء في العلاج، وفيما يأتي ذكر لبعض الأمراض المسببة لصديد البول وطرق علاجها:

التهاب المسالك البولية

يعتبر التهاب المسالك البولية من أبرز الأسباب المؤدية إلى ظهور أعراض صديد البول، كما تزداد الإصابة بالتهاب المسالك بشكل واضح لدى النساء مقارنةً مع الرجال، وعادةً ما يتم الاعتماد على المضادات الحيوية في المقام الأول لعلاج التهابات المسالك البولية، كما تعتمد فترة العلاج ونوع المضادات الحيوية على نوع البكتيريا الموجودة في البول، ومن أبرز الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المسالك البسيط ما يأتي:^[٥]

• دواء التريميثوبريم مع السلفاميثوكسازول.
• عقار الفوسفوميسين.
• عقار النيتروفورانتوين.
• عقار السيفالكسين.
• عقار السيفترياكسون.

كما لا يتم الاعتماد على مجموعة الفلوروكينولونات في حالة العدوى البسيطة وذلك يرجع إلى أن مخاطر هذه الأدوية تفوق فوائد علاج عدوى المسالك البولية غير المعقدة، ويجدر الذكر إلى أن أعراض الالتهاب قد تزول بعد بضعة أيام من استخدام العلاج مع ذلك يجب استكمال تناول الأدوية لمدة أسبوع أو أكثر، وفي حال معاناة المريض من التهاب المسالك البولية بشكل متكرر فقد يقوم الطبيب ببعض التوصيات المعينة لهذه الحالات ومنها ما يأتي:

• استخدام المضادات الحيوية بجرعات منخفضة لمدة ستة أشهر أو أكثر.
• يمكن تحديد التشخيص من قبل المريض وعلاجه في حال كان المريض على اتصال دائم مع الطبيب دون إجراء الفحوصات.
• تناول جرعة واحدة من المضادات الحيوية بعد الجماع في حال ارتباط الإصابة بالالتهابات بالنشاط الجنسي.
• استخدام علاج الإستروجين المهبلي عند انقطاع الطمث.

الأمراض المنقولة جنسيًا

تعد الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا من أسباب ظهور أعراض صديد البول، ويعتمد علاج هذه الأمراض على نوع العدوى ففي العادة ما يتم علاج الالتهابات الفيروسية كالهربس وفيروس الورم الحليمي البشري وفيروس نقص المناعة البشرية عن طريق استخدام الأدوية المضادة للفيروسات، مع ذلك فإنه من غير الممكن علاج معظم الأمراض المنقولة جنسيًا والمرتبطة بالفيروسات عن طريق استخدام هذه الأدوية التي قد تساعد في علاج الأعراض ومنع تكرار أو تفشي المرض فقط، في حين يتم علاج الالتهابات البكتيرية كالزهري والكلاميديا والسيلان عن طريق المضادات الحيوية والتي تعمل على القضاء التام على البكتيريا المسببة للعدوى وبالتالي التخلص من أعراض صديد البول.^[٦]

مرض كواساكي

يعد مرض كواساكي من أمراض المناعة الذاتية التي تسبب الالتهاب في جدران الشرايين المتوسطة في جميع أنحاء الجسم مما يؤثر على الأعضاء والقلب على وجه التحديد، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا المرض يعتبر من أسباب ظهور أعراض صديد البول، ويشمل علاج مرض كواساكي ما يأتي:^[٧]

• استخدام الغاما الجلوبيولين: إعطاء البروتين المناعي المسمى بغاما جلوبيولين عن طريق الوريد يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمشاكل الشريان التاجي وبالتالي يقلل من الضرر على القلب.
• الأسبرين: يساعد استخدام جرعات عالية من الأسبرين في علاج الالتهابات، كما يساعد الأسبرين في تقليل الألم والتهاب المفاصل وتقليل الحمى.

كما يعتبر استخدام الأسبرين في علاج كاواساكي استثناءً نادرًا للقاعدة التي تمنع إعطاء الأسبرين للأطفال، مع ذلك يجب التوقف عن إعطاء الأسبرين للأطفال المصابين بمرض جدري الماء أو الإنفلونزا إلى حين الشفاء لتقليل خطر الإصابة بمتلازمة راي التي قد تتسبب بالإصابة بتورم في الكبد والمخ وتهديد حياة الطفل.

مضاعفات الأمراض المصاحبة لصديد البول

يؤدي عدم علاج أعراض صديد البول إلى الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالأمراض المسببة للحالة والتي يعتبر أغلبها ناجمًا عن شكل ما من أشكال العدوى التي قد تنتشر في جميع أنحاء الجسم، ويؤدي عدم علاج العدوى إلى الإصابة بتسمم الدم وفشل الأعضاء في الجسم، كما يعتبر تلف الكلى الدائم من المضاعفات الناجمة عن عدم علاج عدوى المسالك البولية في حين أن إهمال علاج أعراض صديد البول قد يهدد الحياة في بعض الحالات الشديدة، كما يؤدي الحصول على تشخيص خاطئ لسبب الإصابة بصديد البول إلى تعقيد العلاج، وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض الحالات قد يؤدي علاج أعراض صديد البول بالمضادات الحيوية إلى جعل الحالة أسوأ لذلك يعتبر تشخيص السبب بشكل دقيق من أهم مفاتيح العلاج.^[٤]

الوقاية من الأمراض المصاحبة لصديد البول

تتعدد الأمراض المؤدية لظهور أعراض صديد البول لذلك فإن مفهوم الوقاية من صديد البول لا يمكن حصره بطرق معينة، مع ذلك يمكن الوقاية من أبرز الأسباب المؤدية للإصابة بصديد البول كالتهاب المسالك البولية والأمراض المنقولة جنسيًا، وفيما يأتي ذكر لطرق الوقاية من أبرز الأمراض المسببة لصديد البول:

الوقاية من التهاب المسالك البولية

يعتبر التهاب المسالك البولية من أبرز أسباب الإصابة بصديد البول، وتتعدد الطرق التي يمكن من خلالها الوقاية من الإصابة بالتهاب المسالك البولية فالحفاظ على النظافة واتباع طرق الوقاية عند ممارسة الجماع وغيرها من الطرق قد تساعد في تجنب خطر الإصابة، وفيما يأتي ذكر لأبرز طرق الوقاية:^[٥]

• شرب كميات كبيرة من السوائل: يساعد شرب الماء في تخفيف تركيز البول ويساعد في زيادة التبول مما يسمح بإزالة البكتيريا من المسالك البولية.
• شرب عصير التوت البري: يمكن أن يساعد شرب عصير التوت البري في الوقاية على الرغم من أن الدراسات ليست قاطعة حول هذا الموضوع.
• المسح من الأمام إلى الخلف بعد قضاء الحاجة: يساعد القيام بهذه الحركة عند التنظيف في منع انتشار البكتيريا من منطقة الشرج إلى المهبل والإحليل.
• التبول بعد وقت قصير من الجماع: يساعد التبول وشرب كوب من الماء بعد الجماع في طرد البكتيريا.
• تجنب المنتجات المهيجة: يجب تجنب استخدام مزيل العرق أو غيرها من المنتجات الكيميائية إلى جانب الدوش والمساحيق في عملية تنظيف منطقة الأعضاء التناسلية لمنع التهيج فيها.
• تغيير طريقة الحماية عند ممارسة الجماع: يؤدي استخدام الأغشية أو الواقي الذكري إلى زيادة معدل نمو البكتيريا لذلك ينصح بتغيير هذه الطرق.

الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا

يمكن الوقاية من الأمراض المنقولة جنسيًا إلى حد كبير من خلال ممارسة الجنس الآمن، كما يساعد تحديد شريك حياة واحد في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا والتي يلاحظ انتشارها لدى الأشخاص الذين يمتلكون عدة علاقات جنسية مع شركاء مختلفين، كما يمكن منع الأمراض التي تنتقل عن طريق سوائل الجسم كفيروس نقص المناعة البشرية والكلاميديا عن طريق استخدام الواقي الذكري أو الأنثوي أثناء ممارسة الجنس، في حين يصعب منع الأمراض التي تنتشر عن طريق تلامس الجلد مع الجلد كالهربس.^[٦]

صديد البول أثناء الحمل

أثناء فترة الحمل قد يظهر تحليل البول الروتيني وجود صديد البول، مع ذلك فإن هذه الحالة تعتبر شائعة أثناء فترة الحمل والتي قد تحدث نتيجة زيادة الإفرازات المهبلية، كما قد يقوم الطبيب بطلب اختبار البول في حال ظهور الصديد للمساعدة في تحديد سبب الإصابة وللتوصية بأفضل علاج، وعلى الرغم من أن زيادة الإفرازات المهبلية قد يؤدي إلى تلوث نتائج تحليل البول إلا أنه من المهم التأكد من عدم إصابة المرأة الحامل بالتهاب المسالك البولية أو نوع آخر من أنواع العدوى، كما أنه في حال تشخيص هذه الحالة بشكل خاطئ أو إذا ما تم تركها دون علاج فقد تتعرض الأم وطفلها للخطر ولمزيد من المضاعفات الصحية، وتؤدي الإصابة بصديد البول الحاد المرتبط بالتهاب المسالك البولية الذي لم يتم علاجه إلى الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الطفل.^[٤]

فيديو عن أعراض صديد البول

في هذا الفيديو يتحدث استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية الدكتورعلي الدغامين عن أعراض صديد البول.^[٨]

المراجع[+]

1. ↑ "What's in Urine? 3,000 Chemicals and Counting", www.livescience.com, Retrieved 27-01-2020. Edited.
2. ↑ "Pyuria", www.sciencedirect.com, Retrieved 27-01-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب} "www.medicalnewstoday.com", www.medicalnewstoday.com, Retrieved What is pyuria?. Edited.
4. ^ ^{أ ب ت ث} "Everything You Should Know About Pyuria", www.healthline.com, Retrieved 27-01-2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب} "Urinary tract infection (UTI)", www.mayoclinic.org, Retrieved 27-01-2020. Edited.
6. ^ ^{أ ب} "An Overview of Sexually Transmitted Diseases (STDs)", www.verywellhealth.com, Retrieved 27-01-2020. Edited.
7. ↑ "Kawasaki disease", www.mayoclinic.org, Retrieved 27-01-2020. Edited.
8. ↑ "أعراض صديد البول", youtube.com, Retrieved 17-02-2020.