سؤال وجواب

أنواع-الحج-في-الإسلام


أركان الإسلام الخمسة

لقد بنى الله -سبحانه وتعالى- دين الإسلام الحنيف على خمسة أركان رئيسة، وهي أركان واجبة على كلِّ إنسان مسلم، وجب عليه أن يؤمن بها أولًا تمام الإيمان وأن يطبقها ثانيًا تطبيقًا عمليًا وفق ما أمر الكتاب واقتضتِ السُّنَّة النَّبويَّة الشريفة، وقد ورى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"[١]، وهذا المقال سيتحدَّث عن أحد أركان الإسلام وهو الحج، وسيكون المقال مخصصًا للحديث عن أنواع الحج في الإسلام.

الحج لغة واصطلاحًا

الحج في اللغة هو قصد الشيء المقدس الذي نال مرتبة من العظمة والتقديس عند البشر والقدوم إليه، أمَّا شرعًا فهو أن يقصد الإنسان المسلم بيت الله الحرام في مكة المكرمة في وقت محدد من السنة الهجرية من أجل أداء مناسك محددة، والحج ركن أساسي من الأركان الخمسة التي بُني عليها دين الإسلام، وهو عبادة من العبادات التي وضعها الله -سبحانه وتعالى- للمسلمين، ويكون الحج بعدد من الأعمال والشعائر التي يقوم بها الحاج، تبدأ بالإحرام والتلبية ثمَّ الوقوف بعرفة والطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمرات وطواف الوداع، مع ضرورة أداء هذه العبادات على الوجه الذي فُرضت به، ويكون الحج في شهر ذي الحجة من كلِّ عام، حيث يسافر ملايين من الحجاج من كلِّ بقاع الأرض نحو مكة المكرمة لأداء شعائر هذه العبادة العظيمة، والله تعالى أعلم.[٢]

حكم الحج في الإسلام

قبل الحديث عن أنواع الحج في الإسلام، جدير بالذكر إنَّ الحج في حكمه هو ركن من أركان الإسلام الخمسة التي قام عليها هذا الدين، وهو سرٌّ من أسرار العبودية وطريق من طرق العبادة، وهو فرض على كلِّ مسلم قادر مستطيع، قال تعالى في سورة آل عمران: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[٣]، وقد أجمع أهل العلم على أنَّ من ترك الحج وهو قادر على أداء هذه الفريضة فهو كافر، وفي هذا تأكيد على أهمية هذه العبادة.[٢]

وقد أثبتتِ السنة النبوية في بعض ما جاء فيها من أحاديث على أهمية هذه العبادة المفروضة على كلِّ مسلم مستطيع، جاء في رواية عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "الإسْلامُ أنْ تَشْهَدَ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وتُقِيمَ الصَّلاةَ وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ وتَصُومَ رَمَضانَ وتَحُجَّ البَيْتَ إنِ اسْتَطَعْتَ إلَيْهِ سَبِيلًا"[٤]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: "أَيُّهَا النَّاسُ قدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الحَجَّ، فَحُجُّوا"[٥]، والله تعالى أعلم.[٦]

أنواع الحج في الإسلام

في الحديث عن أنواع الحج في الإسلام، ينقسم الحج في الدين الإسلامي من حيث النُسك إلى ثلاثة أنواع، والاختلاف بين هذه الأنواع يكون بالنيَّة أولًا وببعض الأعمال ثانيًا، وفيما سيأتي أنواع الحج في الإسلام كما وردت وبيان رأي المذاهب الإسلامية الأربعة في هذه الأنواع:

حج التمتع

والمقصود بحج التمتع هو أن ينوي الحاج أداء العُمرة قبل أن يدخل في الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة، فيحرم للعمرة من ميقاته ويقول: "لبيك اللهم عمرة" ويسافر إلى مكة المكرمة ثمَّ عند وصوله يؤدي مناسك العمرة من طواف وسعي كاملة، ثمَّ يتحلَّلُ من الإحرام بتقصير الشعر، فيحلُّ له كلُّ شيء حتَّى النساء، ثمَّ يبقى في مكة المكرمة حتَّى دخول شهر ذي الحجة تحديدًا اليوم الثامن هذا الشهر، فيحرم للحج ويؤدي مناسك الحج كاملة، من وقوف بعرفة وطواف وسعي وغير ذلك، وبهذا يكون قد أدى مناسك العمرة وأتبعها بمناسك الحج كاملة، وهذا الحج هو أفضل أنواع الحج في الإسلام عند أتباع المذهب الحنبلي، والله تعالى أعلم.[٧]

حج القِران

أمَّا حج القِران هو أحد أنواع الحج في الإسلام، وهو أن ينوي الحاج عند الإحرام أداء مناسك الحج والعمرة معًا، فيقول عند الإحرام: "لبيك اللهم حجًا وعمرة"، ثمّ يتوجه نحو مكة المكرمة، ويطوف بالبيت طواف القدوم ويبقى في إحرامه حتَّى مناسك الحج، فيؤدي مناسك الحج كاملة من وقوف بعرفة وسعي وطواف ورمي للجمرات، ثمَّ يؤدي مناسك العمرة أيضًا، وهنا تجب الإشارة إلى أنَّه ليس من الواجب على الحاج في هذه الحالة أن يطوف ويسعى للعمرة أيضًا، فطواف الحج وسعيه يجزئ طواف العمرة وسعيها في هذه الحالة، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- لعائشة -رضي الله عنها- في الحديث: "طَوافُكِ بالبَيتِ وبينَ الصَّفا والمرْوَةِ يَكْفيكِ لحجَّتِكِ وعُمرَتِكِ"[٨]، وحج القِران هو أفضل أنواع الحج في الإسلام عن أتباع مذهب أبي حنيفة، والله أعلم.[٧]

حج الإفراد

والنوع الأخير من أنواع الحج في الإسلام هو حج الإفراد، وهو أن نوي الحج عند إحرامه أداء مناسك الحج، فيقول: "لبيك بحج"، ويتجه نحو مكة المكرمة ويطوف عند وصوله طواف القدوم، ويبقى في إحرامه حتى وقت مناسك الحج، فيؤدي كلَّ مناسك الحج من وقوف بعرفة وطواف وسعي ومبيت بمزدلفة، ثمَّ بعد انهائه مناسك الحج تحلَّل وخرج من مكة وأحرم ودخل مكة وأدى مناسك العمرة كاملة إذا شاء، ويعدُّ حج الإفراد أفضل أنواع الحج في الإسلام عند أتباع المذهب الشافعي والمالكي، والله تعالى أعلم.[٧]

مواقيت الحج في الإسلام

إن مواقيت الحج في الإسلام تختلف بين مواقيت زمانية ومواقيت مكانية؛ فالزمانية هي الوقت المحدد لأداء مناسك الحج، أما المكانية فهي الأماكن التي حددها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم- لمن شاء أن يحرم لأداء مناسك الحج أو العمرة، وهذه المواقيت هي:[٩]

  • ذا الحليفة: وهي منطقة آبار علي أيضًا، وهذا الميقات هو أبعد المواقيت عن مكة، وهو ميقات أهل المدينة المنورة.
  • الجحفة: وهي مكان ميقات أهل الشام ومصر والمغرب العربي،.
  • قرن المنازل: وهو ميقات السيل الكبير، وهو ميقات أهل نجد ودول الخليج العربي ومن وراءهم من الدول.
  • يلملم: وهو ميقات الحجاج القادمين من جهة اليمن، وهو اسم جبل.
  • ذات عرق: وهو ميقات القادمين من العراق، وما وراء العراق، وقد حدده الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  2. ^ أ ب "تعريف الحج وحكمه"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية: 97.
  4. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1337، صحيح.
  6. "وأذن في الناس بالحج"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت "الحج في الإسلام"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.
  8. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1897، صحيح.
  9. "حج"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-07-2019. بتصرّف.