سؤال وجواب

تعريف-الموسيقى


الفنون

الفنون بأنواعها المختلفة، لها تأثيرٌ كبير على الإنسان، إذ تؤثّر على مشاعره وعواطفه بطريقة ما، سواء كانت سلبية أم إيجابية، كما تؤثر على علاقة الأشخاص ببعضهم البعض، والفنون لا تقتصر على نوعٍ واحد فحسب، بل تشمل الكثير من الأنواع مثل: السينما والدراما والغناء والموسيقى، أي أنها شاملة لكلّ ما يمنح الإنسان مشاعر سامِية فيّاضة، ويزيد من مستوى الإحساس في أعماقه، ومن بين أهم الفنون التي طوّرها الإنسان عبر الزمن الموسيقى، التي تُعدّ من أرقى أنواع الفنون؛ بصفتها لغة عالمية يفهمها جميع الناس من كافّة الأجناس والأطياف والثقافات، وفي هذا المقال سيتم بيان تعريف الموسيقى، وتاريخها، ومقاماتها، وحكمها في الإسلام.[١]

تعريف الموسيقى

تعريف مُوسِيقى في معجم المعاني يتمثّل في أنّها: فنّ تأليف الألحان وإيقاعها وتوزيعها والتطريب بضروب المعازف، وجمعها موسيقات، أما علم الموسيقى فهو العلم الذي يبحث في أصول النغم من التنافر والتآلف، وأحوال الأزمنة التي تتخلل بينها لتعليم كيفية تأليف اللحن[٢]، أما تعريف الموسيقى بوصفها فنًا من الفنون فهي فن مألفة السكوت والأصوات عبر فترة زمنية، وفي تعريف الموسيقى فإنّ خصائص الصوت التي تصف الموسيقى هي طبقة الصوت التي تسمل اللحن والتجانس الهارموني والإيقاع والجودة الصوتية لكل جرسٍ من أجراس النغمة، والحيوية والزخرفة والعذوبة، وبحسب علماء تاريخ الموسيقى، فإنّ كلمة الموسيقى هي كلمة يونانية، وكان تعريف الموسيقى يُطلق على الفنون بشكلٍ عام، ثم أصبحت فيما بعد بُطلق على الإيقاعات وأوزانها، وفي تعريف الموسيقى أيضًا أنها فن يبحث عن طبيعة الأنغام من حيث التنافر والإنفاق.[٣]
يختلف تعريف الموسيقى بحسب اختلاف السياق الاجتماعي والحضاري، فهي تُعزف بآلات مختلفة، كما يمكن عزفها باستخدام الآلات العضوية مثل: التصفيق وصوت الإنسان، أو باستخدام الآلات الصناعية مثل: آلات النفخ كالناي والصفارة، والآلات الوترية كالعود والكمان والقيثارة، والآلات الإلكترونية كالأورغ.، وتختلف الأداءات الموسيقية كثيرًا، فأحيانًا تكون منتظمة، وفي أحيانٍ أخرى لا تتقيد بأي أنظمة، ويدخل في تعريف الموسيقى أيضًا الأصوات الصادرة عن قرع الطبوع، وموسيقى الهارمونيكا والبالية التي تُعدّ موسيقى نظرًا للحركات الهادئة التي توحي للناظر بأنها موسيقى صامتة.[٣]

تاريخ الموسيقى

بعد تعريف الموسيقى، لا بدّ من إيراد لمحة على تاريخ الموسيقى بشكلٍ عامّ، والموسيقى العربية بشكلٍ خاص، إذ يمتد تاريخ الموسيقى إلى آلاف السنين، وقد كان الاعتقاد السائد أن أصل الموسيقى يعود للفرس أو الإغريق، لكن علم الآثار أثبت أن تاريخ الموسيقى أبعد من العصر الإغريقي أو الفارسي بكثير، وهذا ما ظهر في المنحوتات التاريخية التي عُثر عليها، وبالنسبة لتاريخ الموسيقى العربية فإنّ تاريخها يعود إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، وكانت الآلات الموسيقية الوترية وآلات النفخ والإيقاع معروفة في ذلك الوقت، وازدهرت الموسيقى كثيرًا في الحضارة الفرعونية والمناطق المجاورة لها، حيث كان في بلاط ملك مصر فرقة موسيقية للعزف في أيّ وقت، وقد تفاعلت الموسيقى في عدّة حضارات نظرّا لتبادل الفنانين والجواري والقيان في ذلك الوقت، اللواتي كنّ يعزفن على الآلات الموسيقية.[٤]
أصبحت الموسيقى تنتقل من بلدٍ إلى آخر عن طريق تفاعل المجتمعات مع بعضها البعض، فالموسيقى المصرية تُعزف في اليونان، والعكس، ومن الآلات الموسيقية التي كانت معروفة عند العرب في العصر الجاهلي: آلات النفخ مثل المزمار بأنواعه، والآلات الإيقاعية مثل: الدف والطبل والصنوج والجلاجل، وقد تأثرت الموسيقى العربية كثيرًا بالموسيقى الفارسية والتركية، وخصوصًا بعد الإسلام، وفي الوقت الحاضر تأثرت الموسيقى العربية بالموسيقى الغربية، وأصبح المزج بين الألحان الشرقية والغربية شائعًا جدًا.[٤]

المقامات الموسيقية

تُعدّ المقامات الموسيقية هي الأساس الذي يعتمد عليه اللحن والنغم الموسيقي بالنسبة للموسيقى العربية، وتتميز هذه المقامات بالطبقات الصويتة أو أدوات العزف، ولا يكون من ضمنها الإيقاع، وتضم الموسيقى العربية ما يقارب ثلاثمئة مقامٍ موسيقيّ، ويعتقد البعض أن عددها مئتان فقط، ويختلف تعريف الموسيقى عن تعريف المقام الموسيقي، فالمقام الموسيقي هو السلم الموسيقي العربي أو الشرقي، وكل مقام له أصل فارسي أو تركي أو أعجمي وغيره، وبعض المقامات تختص بالموسيقى الشرقية، ولكل مقام موسيقي جنسين هما: جنس الأصل وجنس الفرع، كما تتضمّن تسعة أجناس أساسية، وبحتفظ كل مقام موسيقي بطابع خاص به بحسب جنس الفرع وجنس الأصل ودرجة الأصل، أو ما يُعرف "الركوز"، إذ يكون تتابعًا مكونًا من ثماني نغمات بينها سبع مسافات موسيقية.[٥]
يمكن للمسافات الموسيقية الشرقية أن تكون مسافات كاملة أو ثلاثة أرباع المسافة أو نصف المسافة، وهذا تحديدًا ما يُميز الموسيقى الغربية الكلاسيكية، أما المقامات الأساسية فهي: مقامات ترتكز على درجة الدوكاه "ري" D، وتضم مقام بياتي ومقام صبا ومقام حجاز ومقام كرد، ومقامات ترتكز على درجة العجم عشيران "فا" F، وتتضمن مقام عجم، ومقامات ترتكز على درجة الراست "دو" C وتضم: مقام راست ومقام نهاوند ومقام نواأثر، ومقامات ترتكز على درجة السيكاه "مي" E وتتضمن مقام سيكاه، ولكل مقام من هذه المقامات الأصلية غماز.[٥]

حكم الموسيقى في الإسلام

أجمع علماء المسلمين أن حكم الموسيقى حرام، وهذا يشمل سماعها وعزفها في الوقت نفسه، واستندوا بهذا الحكم إلى قول النبي -عليه الصلاة والسلام-: "لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ"[٦]، وفي هذا الحديث الشريف دليل واضح على تحريم المعازف التي تشمل جميع آلات اللهو؛ لما فيها من مفسدة للقلب والعقل، كما أنّها تًلهي عن ذكر الله تعالى، ويقول الله تعالى في محكم التنزيل: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ}[٧]، والمقصود بلهو الحديث هنا الغناء والمعازف والموسيقى بجميع أنواعها، وبحسب مذاهب الأئمة الأربعة فإنّ جميع آلات اللهو حرام.[٨]

المراجع[+]

  1. "تأثير الفن على حياتي: نقلة نوعية من العُزلة والحزن إلى الفلسفة الشخصية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-09-2019. بتصرّف.
  2. "تعريف و معنى موسيقى في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "موسيقى"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "موسيقى "، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "المقامات الموسيقية العربية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو مالك الأشعري، الصفحة أو الرقم: 5590، صحيح.
  7. سورة لقمان، آية: 6.
  8. "حكم الموسيقى والغناء والرقص"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 03-10-2019. بتصرّف.