سؤال وجواب

أسباب-قلة-الرزق


الرزق

حثَّ الإسلام جموع المسلمين إلى العمل بقصد تحصيل الرزق الحلال، وقد جاء في ذلك الكثير من النصوص، منها ما هو في كتاب الله؛ ومنها ما ورد في أقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وأفعاله، ومن ذلك قول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}،[١] أما من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقوله؛ ما رُوي عنه أنّه قال: "إن قامتِ السَّاعةُ وبيدِ أحدِكم فَسيلةً فاستطاعَ أن لا تقومَ حتَّى يغرِسَها فليغرسْها[٢] وقد اعتمد النبي -صلى الله عليه وسلم- على العمل لتحصيل رزقه كما دلت على ذلك الآثار عن النبي، وتبعه على هذا النهج أصحابه رضوان الله عليهم، وفي هذا المقال سيتم بيان أسباب قلة الرزق، وكيفية زيادة الرزق.[٣]

أسباب قلة الرزق

يتساءل الكثير من الرزق، وأن يكفر العبد نِعم الله عليه ولا يؤدي شكرها، وأن يكون بخيلًا شحيحًا على نفسه وأهل بيته وغيره من الناس.[٤]

ومنها أن يقوم ببعض الأعمال الشركية أو التي فيها معنىً شركي؛ كاعتقاد أنّ النفع والضُر يقدر عليه غير الله، وهجران كتاب الله وعدم قراءته وتدبر آياته كذلك من أسباب ضيق الرزق، والانشغال عما افترضه الله عليه بالحياة الدنيا من خلال الانشغال بطلب الرزق وترك الرجوع إلى الله قبل الأخذ بالأسباب، ومنع زكاة ماله إن كان ممن يجب عليهم الزكاة، وكذلك ارتكابه للذنوب والمعاصي التي تؤدي إلى تضييق الرزق أو قلته، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتَ اللهَ يُعطِي العبدَ مِن الدنيا على معاصيه ما يحبُّ، فإنما هو استدراجٌ، ثم تلا صلى الله عليه وسلم: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}".[٥][٤]

الرزق بيد الله تعالى

ينبغي على المسلم أن يتيقّن أنّ بيد الله وحده وأنّه مهما فعل لأجل تكثير رزقه وسعى لأجل ذلك؛ فلن ينال إلّا ما قدَّره الله له، ومهما أتاه من متاعب الحياة وهمومها ما يمنعه عن تحصيل رزقه، فإنّ ما كتبه الله آتيه رغم جميع ذلك، فقد رُوي عن أبي الدرداء أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ الرزقَ لَيَطْلُبُ العبدَ أكْثَرَ مِمَّا يطلبُه أجلُهُ"،[٦] كما أنَّ الرزق لا يكون بكثرة المال وإنّما بالرضا والقناعة وعدم النظر إلى ما في أيدي الناس من النِّعم، والاعتقاد أنّ الحياة الدنيا إنّما هي دار ابتلاءٍ؛ كما ينبغي لمن ضاق عليه رزقه أن لا ينظر إلى من هم أكثر منه نعيمًا، بل يجب أن ينظر إلى من هم أدنى منه، وينبغي عليه أن يدرك أنّ الرزق ليس في المال فقط، بل في المال والأولاد والصحة وغير ذلك.[٧]

المراجع[+]

  1. سورة الملك، آية: 15.
  2. رواه العيني، في عمدة القاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 12/219، حديثٌ حسن.
  3. "قضية الرزق وكيف نظر الإسلام لها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "موانع استدرار الرزق العشرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرنؤوط، في تخريج المسند، عن عقبة بن عامر، الصفحة أو الرقم: 17311، حديثٌ حسن.
  6. رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم: 4-75، حديث رجاله ثقات.
  7. "من أسباب جلب الرزق والصبر على ضيق الحال"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-2-2020. بتصرّف.