سؤال وجواب

كيفية-صلاة-المسافر


الصلاة

إنّ الصلاة هي الرُّكن الثاني من أركان الإسلام، فكلُّ العبادات فٌرِضت في الأرض إلّا الصلاة فقد فُرِضت في السماء في ليلة الإسراء والمعراج، إذ إنّها تحمل من الفضل الشيء الكثير ومن الخير العظيم، فبها يتقرَّب العبد إلى ربّه، وهي العمود الذي يقوم عليه دين المؤمن، فإن اهتزَّ ذلك العمود اهتزَّ الدين بأكمله، وقد قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ وعمودُه وذروةُ سَنامِه، رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ"،[١] وقد يُضطر المرء إلى السفر في بعض الأحوال والتنقل في بعض البلدان لعملٍ أو لغيره فيحين موعد الصلاة، فلا بدَّ حينها من أن يكون على علم ٍبرخص الله له، وفيما يأتي تفصيلٌ لكيفية صلاة المسافر.[٢]

رخص المسافر

إنَّ للمسافر أحكامًا خاصَّةً غير تلك التي تكون للمُقيم، فالله رحيمٌ بعباده وحكيمٌ بأمورهم ينصف فيما بينهم؛ فهو العادل -سبحانه- في كلِّ شيء، فالمُسافر يكون على مشقة وإرهاق مهما كان جسمه قويًّا، لذلك فقد أكرمه الله ببعضٍ من الرُّخص في العبادات حتى لا يجتمع عليه شقان، فإنَّ الله لا يجمع على امرئٍ عُسرين، وأوَّل الرُّخص التي لا بدَّ من التَّعرف عليها هي أبي سعيدٍ الخدري أنه قال: "سَافَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إلى مَكَّةَ وَنَحْنُ صِيَامٌ، قالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إنَّكُمْ قدْ دَنَوْتُمْ مِن عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ فَكَانَتْ رُخْصَةً، فَمِنَّا مَن صَامَ، وَمِنَّا مَن أَفْطَرَ، ثُمَّ نَزَلْنَا مَنْزِلًا آخَرَ، فَقالَ: إنَّكُمْ مُصَبِّحُو عَدُوِّكُمْ، وَالْفِطْرُ أَقْوَى لَكُمْ، فأفْطِرُوا وَكَانَتْ عَزْمَةً، فأفْطَرْنَا، ثُمَّ قالَ: لقَدْ رَأَيْتُنَا نَصُومُ، مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بَعْدَ ذلكَ، في السَّفَرِ"،[٣] ولا يُنظر إلى وسيلة السفر في ذلك أبدًا؛ لأنّ رسول الله لم يأتِ عليها ولم يُحددها.

وأمَّا الرُّخصة الثانية فلا بدَّ من التنبيه أنّها تخص الصلاة، حيث يحقُّ في الصلاة من الرُّخص ما كرَّم الله الأمة به، وإنَّ الله يحبُّ أن تُؤتى رخصه كما تُؤتى عزائمه، لذلك فإنَّه لا بدَّ من الحديث عن أحكام المسافر، وكيفية صلاة المُسافر، والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٤]

كيفية صلاة المسافر

للحديث عن كيفية صلاة المسافر لا بدّ من التنبيه على مسألة السفر، ويُقصد بالسفر هو أن يخرج الشخص من البلد التي هو فيها وعن عمرانها وبنيانها ربما إلى المطار أو إلى مكانٍ بعيدٍ آخر، فإنّه بهذه الحالة يحقُّ له القصر في الصلاة وهو بأن يُصلّي الصلاة التي فُرضت رباعيةً فيأتيها بركعتين، فيكون ذلك خاصًّا في الظهر والعصر والعشاء، وذلك إن كان يقوم بالصلاة لوحده، أمَّا إذا صلَّى مع المقيمين في البلد أو وراء إمامٍ فإنّه يصلّي أربع ركعات مثلهم، ولا بدّ في قصر الصلاة أن يُنظر إلى المدة التي سيقيم فيها؛ فإن كانت أربعة أيام فما دون فإنّه يحقُّ له القصر، وأما إن كان سيقيم أكثر من أربعة أيام، فإنّه يُصلّي بدون قصرٍ صلاةً رباعيةً، ولكن في حال أشكل عليه الأمر ولم يجزم المدة بالضبط فإنّه يُصلّي بقصرٍ وحتى لو طالت إقامته أكثر من أربعة أيّام فربما عشرة والله في ذلك هو أعلى وأعلم.[٥]

 

المراجع[+]

  1. رواه ابن القيم، في أعلام الموقعين، عن معاذ بن جبل، الصفحة أو الرقم: 4/259، حديث صحيح.
  2. "مكانة الصلاة في الإسلام "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 06-01-2020. بتصرّف.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم: 1120، حديث صحيح.
  4. "شروط الرخصة في السفر "، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.
  5. "أحكام صلاة المسافر "، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 07-01-2020. بتصرّف.