سؤال وجواب

نبذة-عن-مؤنس-الرزاز


الرواية الأردنية

تعدُّ الرواية الأردنية جزءًا من الرواية العربيّة، لذلك لا يمكن الحديث عنها دون التطرق إلى بداية نشوء الرواية العربية في بداية القرن العشرين، فقد كانت بدايات خجولة، ومن أوائل الروايات في تلك الفترة رواية زينب لمحمد حسين هيكل ورواية دعاء الكروان لطه حسين، ويمكن القول إنَّ رواية جلال خالد لمحمود أحمد السيد أول رواية عربية متكاملة، أمَّا في الأردن فقد كانت بدايات الرواية على يد أديب رمضان في رواية جرائم المال في عام 1935م ورواية أبناء الغساسنة للكاتب روكس العزيزي بعدها بعامين، ثمَّ تابعت الرواية الأردنية نضوجها على أيدي عدد من الكتاب الأردنيين مثل: سالم النحاس، تيسير السبول، وبعدهم مؤنس الرزاز الذي سيدور الحديث حوله في هذا المقال.[١]

مؤنس الرزاز

الكاتب مؤنس الرزاز روائي عربي وأردني شهير، يعدُّ من الروائيين العرب البارزين في القرن العشرين، وهو كاتب أردني سوري، فوالده منيف الرزاز سياسي بارز وعضو لامع في حزب البعث العربي الاشتراكي ولدَ في دمشق وهاجر مع أسرته إلى الأردن في عام 1925م، ولا بدَّ من القول إنَّ مؤنس الرزاز كان من الروائيين الذين عملوا على تطوير الرواية العربية في القرن الماضي، فقد كانت قبل ذلك تتسلق سلم النضوج لتصل على أيدي عدد من الكتاب إلى درجة عالية من النضوج والارتقاء، وكان الرزاز إلى جانب كلٍّ من غالب هلسا وتيسير السبول من رواد الرواية العربية في الأردن، وقد بدا الرزاز منذ أول رواية يكتبها وكأنه يستنزف روحه ويطارد الموت في كتاباته، ويشير إلى الكارثة التي يلمح عناصرها في الواقع كما في الأحلام، وبدا ذلك جليًّا في رواية متاهة الأعراب ورواية الذاكرة المستباحة، وقد كان لثقافته الواسعة وإبداعه الكبير أثر كبير في تجربته الأدبية التي أضافت إلى المكتبة العربية عددًا من الروايات المميزة.[٢]

حياة مؤنس الرزاز

وُلدَ الروائي الأردني الرزاز والذي يعدُّ من أهم الروائيين الأردنيين في مدينة السلط في المملكة الأردنية الهاشمية في عام 1951م، درسَ الفلسفة في جامعة بيروت العربية وفي جامعة بغداد، وأكمل دراساته العليا في واشنطن في جامعة جورج تاون، انتقلَ إلى لبنان وسكن في بيروت في عام 1978م وعاش في فترة الحرب الأهلية اللبنانية هناك حتى عام 1982م، حيثُ عمل في عدد من المجلات مثل: مجلة شؤون فلسطينية، كما نشر في صحيفة النهار وصحيفة السفير عددًا من القصص، بعد ذلك انتقل إلى عمَّان وعملَ في مجلة الأفق، انتقل بعدها للعمل في المكتبة العامة لأمانة العاصمة الأردنية، ثمَّ كتب في عمود بشكل يومي في جريدة الدستور وبعدها في جريدة الرأي، في عام 1993م شغل منصب مستشارٍ في وزارة الثقافة، ثمَّ أمينًا عامًّا في الحزب العربي الديمقراطيِّ الأردني، وفي عام 1994م أصبحَ رئسيًا لرابطة الكتاب في الأردن، توفي في الأردن في عام 2002م.[٣]

مؤلفات مؤنس الرزاز

بالرّغم من الشهرة التي حازَ عليها الرزاز كونه أحد روَّاد الرواية في الأردن، إلا أنَّه لم يعش طويلًا فقد توفي في الخمسين من عمره تقريبًا تاركًا عددًا من الروايات التي تشهدُ له بنبوغه في هذا الفنِّ الأدبي رغم قلتها، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أهم روايات الرزاز مع لمحة موجزة عن كلٍّ منها:

  • الشظايا والفسيفساء: في هذه الرواية يتحدث الكاتب عن القضايا والهموم السياسية التي تحيطُ بكلِّ من ينذرُ حياته لحزبٍ ما، لتصبح فيما بعد المبادئ التي يؤمن بها هي شغله الشاغل وهمه الوحيد، ويطرح أفكاره من خلال بطل الرواية الأربعيني المتقاعد الذي يجد نفسه يتصل بفراغ بعد كل الصراعات والمناقشات الحزبية، فلا يسعه إلا أن يهرب معتزلًا بعد ذلك الإحباط في العمل الحزبي.[٤]
  • جمعة الفقاري: تتناول هذه الرواية حياة المواطن جمعة الفقاري، فتحمل في طياتها مشاهد وصور من حياته، وهو شخص غريب الأطوار يفشل في أن يعقد صلحًا مع نفسه ومع العالم من حوله، فكأنما يُعرِض عنه كل شيء في هذه الدنيا أينما اتَّجه، وكأنه يعيش حالة معقدة في دوامة من الأسئلة التي قد لا يجد لها القارئ أجابات في هذه الرواية.[٥]
  • عصابة الوردة الدامية: يخوض الرزاز في هذه الرواية في عالم الساسة وأصحابها، فتدور أحداث الرواية في هذا العالم وتختلط فيها أوراق وتتشابك أسماء وصور وخيالات، ويشيرُ فيها إلى خيانة الأشخاص وخيانة المبادئ،، وكأنه لا يحاول أن يقدم شهادة عن التاريخ العربي المعاصر بقدر ما يحاول أن يشير إلى انهيار ذلك التاريخ من خلال هذه الرواية وغيرها.[٦]
  • متاهة الأعراب في ناطحات السحاب: في رواية متاهة الأعراب يحكي الرزاز مأساة أمة كاملة من خلال مأساة رجل واحد عاش الظلم والتفاهة في حياته، ذلك الرجل الذي صنع حياته وشقَّ طريقَه الصحيح في العلم والإخلاص والإيمان لتحقيق هدفه الكبير وهو خدمة أمته ووطنه، لكنَّه كالعادة يصطدم بأشخاص همهم الوحيد هو الوصول والتسلط ونهب أموال البلد، وهؤلاء هم من يسعون إلى التخلص من ذلك الشخص وأمثاله في النهاية.[٧]

اقتباسات مؤنس الرزاز

في كلام كلِّ أديب وكاتب يوجد الكثير من العبارات المؤثرة التي تحمل في كلماتها هموم أمة وأوجاع شعب، وكثيرًا ما يتغنى الناس بأقوال الأدباء وخاصةً إذا كانت أعمالهم تدور حول قضايا المجتمع وهموم الأمة عمومًا، وكذلك الرزاز فقد تناول مواضيع قومية مشيرًا إلى كارثة ستقع فيها الأمة عاجلًا أو آجلًا، وفيما يأتي أهم أقوال الرزاز:[٨]

  • الخريف مُوحِش متلوّن منافق، متقلب كمزاج عُصابيٍّ.
  • جلستُ أنا والكآبة وحيدَيْن، هي سوداء زنجية، وأنا لا لون لي كمصباح شاحب.
  • نهار أبيضُ طويلٌ طويل، أطولُ من مراد بركات لاعب كرة السلة.
  • اللغة حجاب، والشرح لغز، والتفسير أحجية، والصمت بلاغة.
  • هذه الظلال هنا هي الليل، وتلك الأنقاض هناك هي الماضي، هل نلعب في الليل أم في الماضي؟
  • لولا صوتُه لكان الماضي هشًّا كغبار يتهيأ للتلاشي لحظة ارتطامه بجدران هذا اليوم الأبدي وشرنقته.
  • الحاضر حجر ضخم انحدرَ من سماء حلم مقنع وحطَّ على صدرونا.
  • المستقبل مهرّج سَمِج يحمل سلمًا بالعرض، فلا يدخل بابنا، بابنا ضيِّق.

المراجع[+]

  1. "رواية (أدب)"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  2. "مؤنس الرزاز"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  3. "مؤنس الرزاز"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  4. "الشظايا والفسيفساء"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  5. "جمعة القفاري - يوميات نكرة"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  6. "عصابة الوردة الدامية"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  7. "متاهة الأعراب في ناطحات السراب"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.
  8. "مؤنس الرزاز"، www.abjjad.com، اطّلع عليه بتاريخ 27-11-2019. بتصرّف.