أجمل-ما-قال-الشافعي
الإمام الشافعي
الإمام الشافعي هو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعيّ المطَّلِبيّ القرشيّ المولود سنة 150 للهجرة أي ما يوافق عام 767م، وهو أحد الإئمة الأربعة في عقيدة المذاهب الأربعة، ولد الشافعي في مدينة غزة وعاش في مكة المكرمة، وكان سريع الحفظ حتَّى أنَّه حفظ القرآن الكريم كاملًا وهو ابن سبع سنين، وكان يفتي الناس في مكة ولم يبلغ العشرين عامًا، ثمَّ هاجر الشافعي إلى اللغة العربية وعلم القرآن الكريم وكان فقيهًا في معاني القرآن وأسراره، وقد قال بعض تلامذته: "كان الشافعي إذا أخذ في التفسير كأنه شاهد التنزيل"، وكان للشافعي أيضًا علم بعلم الحديث، فبعد أن أتمَّ حفظ القرآن الكريم، حفظ الشافعي الموطَّأ، وخبر مقاصده وعرف الناسخ والمنسوخ فيه، فكان من أعلم الناس بالصحيح والسقيم، وكان يقول: "من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويتْ حجته، ومن نظر في الفقه نبل قدره، ومن نظر في اللغة رقَّ طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه".[٢]
وقد سافر الشافعي في الأمصار طولًا وعرضًا بحثًا عن العلم، فمن مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ثمَّ إلى اليمن ثمَّ إلى بغداد يوم الجمعة، فانصرفنا، فرأينا هلال شعبان، سنة أربع ومائتين"، وفيما يأتي أجمل ما قال الشافعي.[٢]
أجمل ما قال الشافعي
في الحديث عن أجمل ما قال الشافعي، يمكن القول إنَّ الإمام الشافعي شاعر من شعراء العرب الذين برعوا في شعر الحكمة، فله ديوان من الشعر الذي ذاع صيته وانتشر بين الناس حتَّى أصبحتْ أبيات شعره مَضرب أمثال وحكم بين الناس، ومن أجمل ما قال الشافعي من شعر في حياته:
- من أجمل ما قال الشافعي:[١]
إليك إلـهَ الخلـق أرفــع رغبتي
- وإن كنتُ يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسـا قلبي وضـاقت مذاهبي
- جعلت الرجـا مني لعفوك سُلَّمــا
تعاظمنـي ذنبـي فلمـَّا قرنتــه
- بعفوك ربي كان عـفوُك أعظمـَـا
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزلْ
- تـجـود وتعـفو منةً وتكرُّما
فلولاك لـم يصمِـد لإبلـيسَ عابدٌ
- فكيف وقد أغوى صفيَّك آدما
فلله دَرُّ العـــارفِ الـنـدبِ إنه
- تفيض لفرط الوجد أجفانُه دمـا
يقيـم إذا مـا الليلُ مدَّ ظلامَــه
- على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحًا إذا ما كـان في ذكـر ربه
- وفيما سِواه في الورى كان أعجما
ويذكر أيامًا مضـت من شبابـه
- وما كان فيها بالجهـالة أجرمـــا
فصار قرينَ الهم طولَ نهـــاره
- أخا السُّهْد والنجوى إذا الليلُ أظلمـا
يقول: حبيبي أنـت سؤلي وبغيتي
- كفى بك للراجـيـن سؤلًا ومغنمـا
ألـستَ الذي غذيتني وهــديتني
- ولا زلت منَّـانـًا عليّ ومُنعـما
عسى من لـه الإحسانُ يغفر زلتي
- ويستر أوزاري ومـا قـد تقدمـا
تعاظمني ذنبـي فأقبلت خاشعًا
- ولولا الرِّضـا ما كنتَ يارب منعمـا
فإن تعفُ عني تعفُ عـن متمردٍ
- ظلوم غشــوم لا يـزايـل مأتما
فإن تنتـقـم مني فلست بآيـسٍ
- ولو أدخلوا نفسي بجــرمٍ جهنما
فجرمي عظيمٌ من قديم وحــادث
- وعفوُك يأتي العبدَ أعلى وأجسمــا
حوالَيَّ فضلُ الله من كل جانـبٍ
- ونورٌ من الرحمن يفترش السمــا
وفي القلب إشراقُ المحب بوصلهِ
- إذا قارب البـشرى وجاز إلى الحمى
حوالَيَّ إينــاسٌ من الله وحـدَهُ
- يطالعني في ظلـمـة القبر أنجُمـا
أصون ودادي أن يدنِّسَـه الهوى
- وأحفظ عـهدَ الـحب أن يتثلَّمــا
ففي يقظتي شوقٌ وفي غفوتي مُنى
- تلاحـق خـطوي نـشوةً وترنُّما
ومن يعتصم بالله يسلمْ من الورى
- ومن يرجُهُ هـيهات أن يتندمـــا
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٢]
دعِ الأيامَ تفعلُ مـا تشـــاءُ
- وطِبْ نفساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجزعْ لحــادثة الليـالي
- فما لحوادث الدنيـا بقــاءُ
وكن رجلاً على الأهوال جلدًا
- وشيمتُك السماحةُ والوفـاءُ
وإن كثرت عيوبُك في البرايـا
- وسَرَّك أن يكون لها غطـاءُ
تستَّر بالسخــاء فكلُّ عيـبٍ
- يغطيه كما قيل السخـاءُ
ولا تُرِ للأعــداء قــطُّ ذلًا
- فإن شماتة الأعــدا بـلاءُ
ولا ترجُ السماحةَ من بخيـلٍ
- فما في النار للظمآن مــاءُ
ورزقُك ليس يُنقصه التــأني
- وليس يَزيد في الرزق العناءُ
ولا حزنٌ يدوم ولا ســرورٌ
- ولا بؤسٌ عليك ولا رخـاءُ
إذا ما كنتَ ذا قلبٍ قنــوعٍ
- فأنت ومالكُ الدنيا ســواءُ
ومن نزلتْ بساحته المنايــا
- فلا أرضٌ تقيه ولا سمــاءُ
وأرضُ الله واسعــةٌ ولكن
- إذا نزل القضا ضاق الفضاءُ
دع الأيام تغدرُ كلَّ حيــنٍ
- فما يُغني عن الموت الـدواءُ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٢]
إذا شئتَ أن تحيا سليمًا من الأذى
- ودينك موفورٌ وعرضكُ صينُ
لسانُك لا تذكرْ به عورةَ امرئٍ
- فكلُّك عوراتٌ وللناس ألسنُ
وعينُك إن أبدت إليك مَعايبًا
- فصُنْها وقلْ يا عينُ للناس أعينُ
وعاشر بمعروفٍ وسامح من اعتدى
- ودافعْ ولكنْ بالتي هي أحسنُ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٣]
أَرَى حُمُرًا تَرعَى وَتُعلَفُ ما تَهوى
- وَأُسدًا جِياعًا تَظمَأُ الدَّهرَ لا تُروى
وَأَشرافَ قَومٍ لا يَنالونَ قوتَهُم
- وَقَومًا لِئامًا تَأكُلُ المَنَّ وَالسَلوى
قَضاءٌ لِدَيّانِ الخَلائِقِ سابِقٌ
- وَلَيسَ عَلى مُرِّ القَضا أَحَدٌ يَقوى
فَمَن عَرَفَ الدَهرَ الخَؤونَ وَصَرفَهُ
- تَصَبَّرَ لِلبَلوى وَلَم يُظهِرِ الشَكوى
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٤]
خبت نار نفسي باشتعال مفارقي
- وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها
أيا بومةً قد عششتْ فوق هامتي
- على الرغم منِّي حين طار غُرابُها
رأيتِ خراب العُمرِ مني فَزُرْتني
- ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعمُ عيشًا بعدما حل عارضي
- طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟
وعِزةُ عمرِ المرء قبل مشيبهِ
- وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها
إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّ شعرُهُ
- تنغَّصَ من أيامِهِ مستَطَبابُها
فدعْ عنك سوءات الأمور فإنها
- حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
وأدِ زكاة الجاه واعلم بأنها
- كمثل زكاة المال تم نِصابُها
وأحسن إلى الأحرار تملكْ رقابهم
- فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في مَنكِب الأرض فاخرًا
- فعما قليل يحتويك تُرابها
ومن يذق الدنيا فإني طَعمْتُها
- وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
فلم أرها إلا غُرورًا وباطلًا
- كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
وما هي إلا جِيفةٌ مستحيلةٌ
- عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
فإن تجتنبها كنت سِلما لأهلها
- وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعر دارها
- مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىً حجابها
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٥]
بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ
- سوى من غدا والبخلُ ملءُ إهابه
فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِ القَنَاعَة ِ صَارِمًا
- قطعتُ رجائي منهم بذبابهِ
فلا ذا يراني واقفًا في طريقهِ
- وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِدًا عِنْدَ بَابِهِ
غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاس كلهم
- وليس الغنى إلا عن الشيء لا بِهِ
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَ الظُّلْمَ مَذْهبًا
- وَلَجَّ عُتُوًّا فِي قبيحِ اكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِي فَإنَّها
- ستبدي له مالم يكن في حسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِمًا مُتَمَرِّدًا
- يَرَى النَّجْمَ تِيهًا تحْتَ ظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ في غَفَلاتِهِ
- أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِ بِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌ يُرْتَجَى
- وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِي كتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كان فاعلًا
- وصبَّ عليهِ الله سوطَ عذابهِ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٦]
ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ
- مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضًا عمَّن تفارقهُ
- وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ
- إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترستْ
- والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً
- لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَىً في أَمَاكِنِهِ
- والعودُ في أرضه نوعٌ من الحطَبِ
فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ
- وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٧]
يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ
- يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِ العُمْرُ بِالنَّفَسِ
احفظ لشبيكَ من عيبٍ يدنسهُ
- إنَّ البياض قليلُ الحملِ للدنسِ
كحاملٍ لثياب النَّاسِ يغسلها
- وثوبهُ غارقٌ في الرَّجسِ والنَّجسِ
تَبْغي النَّجَاة َ وَلَمْ تَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا
- إنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَبَسِ
ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوب على
- مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْ بَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يومَ القيامةِ لا مالٌ ولا ولدٌ
- وضمَّةُ القبرِ تنسي ليلة العُرسِ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٨]
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفا
- فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ
- وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ
- وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
- فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ
- ويلقاهُ من بعدِ المودَّةِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشًا قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
- وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا
- صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[٩]
صنِ النفسَ واحملها على مايزينها
- تَعِشْ سَالِمًا والقولُ فيكَ جَمِيلُ
ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّ تَجمُّلًا
- نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
وإن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلى غدٍ
- عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِ عَنْكَ تَزولُ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍ متلونٍ
- إذَا الرِّيحُ مالَتْ، مَالَ حيْثُ تَميلُ
ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَ تَعُدّهُمْ
- وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِ قلِيلُ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٠]
وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلةٌ
- وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا
وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لا يَهابُنِي
- ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليا
فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي
- وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا
كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَاتَه
- وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّ تَغَانِيَا
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١١]
أَصْبَحْتُ مُطَّرَحًا في مَعشَرٍ جهِلُوا
- حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُوا الرَّأْسَ بِالذَّنَبِ
والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ، وَبَيْنَهُم
- في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفي الآدَابِ وَالْحَسَبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريز يشركُهُ
- في لَوْنِهِ الصُّفْرُ، والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ
والعودُ لو لمْ تطبْ منه روائحهُ
- لم يفرق الناسُ بين العود والحطبِ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٢]
ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ
- إن سيلَ كيفَ معادهُ ومعاجه
أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولم أنل
- ريَّا لديهِ وقد طغت أمواجهُ
وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَ فَتَضَايَقَتْ
- عمَّا أريدُ شعابهُ وفجاجه
ولتخبرنَّ خصاصتي بتملُّقي
- والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجُهُ
عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِ وَدُرُّهُ
- وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَم وَتَاجُهُ
تربي على روضِ الرُّبا أزهارهُ
- وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدى دِيبَاجُهُ
وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُ أسْوَدُ سالخٌ
- وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُ وَمُجَاجُهُ
وَعَدَاوَةٌ الشّعَرَاءِ دَاءٌ مُعْضِلٌ
- وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَى الْكَرِيمِ عِلاَجُهُ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٣]
أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي
- وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ
- ويحفظني حيًّا وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ
- لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ
- على كثرةِ الإخوان أهلُ ثقاتي
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٤]
قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم:
- إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفٌ
- وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ
- والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٥]
إن كنتَ تغدو في النُّنوبِ جليدا
- وتخافُ في يومِ المعادِ وعيدا
فَلَقَدْ أَتَاكَ مِنَ الْمُهَيْمِنِ عَفْوُهُ
- وأفاضَ من نعمٍ عليكَ مزيدا
لاَ تَيْأَسَنْ مِنْ لطفِ رَبِّكَ في الْحَشَا
- في بطنِ أمكَ مضة ً ووايدا
لو شاءَ أن تصلى جهنم خالدًا
- ما كانَ أنهمَ قلبكَ التوحيدا
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٦]
أرى راحةً للحقِّ عند قضائهِ
- ويثقلُ يومًا إن تركتُ على عمدِ
وحسبُكَ حظّاً أَنْ تُرَى غيرَ كاذبٍ
- وقولكَ لم أعلم وذاك من الجهدِ
ومن يقضِ حقَّ الجارِ بعدَ ابنِ عَمه
- وصاحبهِ الأدنى على القربِ والبعدِ
يعشْ سَيِّدًا يستعذبُ الناسُ ذكرَهُ
- وإن نابهُ حقٌّ أتوهُ على قصدِ
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٧]
أمطري لؤلؤًا جبالَ سرنديـ
- ـبَ وَفِيضي آبارَ تكرورَ تِبْرَا
أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُ أعْدَمُ قُوتًا
- وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُ قَبْرَا
همتي همَّةُ الملوكِ ونفسي
- نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّةَ كُفْرَا
وإذا ما قنعتُ بالقوتِ عمري
- فَلِمَاذَا أزورُ زَيْدًا وَعَمْرَا
- ومن أجمل ما قال الشافعي:[١٨]
قلبي برحمتكَ اللهمَّ ذو أنسِ
- في السِّرِّ والجهرِ والإصباحِ والغلسِ
وما تقَّلبتُ من نومي وفي سنتي
- إلا وذكركَ بين النَّفس والنَّفسِ
لقد مننتَ على قلبي بمعرفةٍ
- بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِ وَالْقَدْسِ
وقد أتيتُ ذنوبًا أنت تعلمها
- وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَا بِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِ الصَّالِحِينَ وَلا
- تجعل عليَّ إذا في الدِّين من لبسِ
- ومن شعر الشافعي:[١٩]
ورب ظلوم قد كفيتُ بحربهِ
- فَأَوْقَعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّ وُقُوعِ
فما كان لي الإسلام إلا تعبدا
- وَأدْعِيَةً لا تُتَّقَى بِدُرُوعِ
وَحَسْبُكَ أنْ يَنْجُو الظَّلُومُ وَخَلْفَهُ
- سِهَامُ دُعَاءٍ مِنْ قِسِيِّ رُكُوعِ
مُرَيِّشَةً بالْهُدْبِ مِنْ كُلِّ سَاهِرٍ
- ومنهلة أطرافها بدموعِ
- ومن شعر الشافعي:[٢٠]
سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي
- مِنْ وَصْلِ غَانِيةٍ وَطيبِ عِنَاقِ
وصريرُ أقلامي على صفحائها
- أحلى منَ الدَّكاءِ والعشاقِ
وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاة لِدُفِّهَا
- نقري لألقي الرَّملَ عن أوراقي
وتمايلي طربًا لحلِّ عويصةٍ
- في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْ مُدَامَةِ سَاقِ
وأبيتُ سهرانَ الدُّجا ونبيتهُ
- نَوْمًا وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَ لِحَاقِي؟
- ومن شعر الشافعي:[٢١]
تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالمًا
- وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَ علْمَ عِنْدَهُ
- صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِ الْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَ عَالِمًا
- كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِ المحَافِلُ
- ومن شعر الشافعي:[٢٢]
بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي
- ومن طلب العلا سهر الليالي
ومن رام العلا من غير كدٍّ
- أضاع العمر في طلب المحال
تروم العز ثم تنام ليلًا
- يغوص البحر من طلب اللآلي
المراجع[+]
- ^ أ ب "محمد بن إدريس الشافعي"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "محمد بن إدريس الشافعي"، www.wikipedia.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020.
- ↑ "خبتْ نارُ نفسي بِاشْتِعالِ مَفَارِقي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-01-2020.
- ↑ "بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْ أَرَ فِيهمُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "يا واعظَ الناس عمَّا أنتَ فاعلهُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "إذا المرءُ لا يرعاكَ إلا تكلُّفاً"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "صنِ النفسَ واحملها على مايزينها"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً في مَعشَرٍ جهِلُوا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَ أهلهُ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "إن كنتَ تغدو في النُّنوبِ جليدا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "أرى راحة ً للحقِّ عند قضائهِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "أمطري لؤلؤاًجبالَ سرنديـب"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "قلبي برحمتكَ اللهمَّ نو أنسِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "ورب ظلوم كفيت بحربه"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِ أَلَذُّ لي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "تعلم فليسَ المرءُ يولدُ عالماً"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
- ↑ "بقدرِ الكدِّ تكتسبُ المعالي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 31-01-2020.
