تعريف-علم-العروض-لغة-واصطلاحاً
محتويات
الشعر العربي
لقد حظي الشعر العربي بمكانة كبيرة في التاريخ العربي، وهو الشعرالذي كتب باللغة العربية منذ بداياته في العصر الجاهلي مرورًا بجميع العصور التي تبعته، ولكن شرطه أن يكون موزونًا ومقفًّى، فوجود الوزن الشعري شرط لا يمكن تجاهله في جميع أنواع الشعر، سواء كان الشعر قديمًا أم حديثّا، بما فيه القصيدة النثريّة، أما القافية فوجودها لازم في معظم أنواع الشعر، لكن الشعر الحديث أصبح يقلل من دور القافية في الشعر، فقام باستعمال الشعر المرسل، أي الشعر دون تقفية خارجية، وحاول بتعويضها بنوع من التقفية الداخليّة، وذلك في جميع الفترات التي قيل فيها الشعر العربي، وفي هذا المقال سيدور الحديث عن تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا.[١]
تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا
يعتمد الشعر العربي على علم يُسمى عَروض الشعر، وذلك في بناء الإيقاع، وفي تحليله ودراسته، وهذا العلم قام بتأسيسه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وذلك انطلاقًا من نصوص شعريّة عربية مستندًا على بعض الأصول الإيقاعية العربية والأجنبية[٢]، وعلم العروض هو ميزان الشعر، وهو علم وضع لمعرفة أوزان شعر العرب، وبه يعرف الشعر الصحيح من الشعر المكسور، وفي الحديث حول تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا تأتي كلمة العروض في اللغة بمعنى الطريق في عرض الجبل، أو الناحية، ويقال أيضًا أنّها تأتي بمعنى فحوى الكلام؛ فعروض الكلام فحواه، أمّا في الاصطلاح فإنّ علم العروض هو العلم الذي يعرف به الأوزان وما يطرأ عليها من تغييرات، وما يتعلق بها من أحكام، وسمّي بهذا الاسم لأنه يقوم بعرض الشعر، فيعرف من خلاله الشعر الصحيح من السقيم والمعتل من السليم، والمستقيم من المنكسر من أشعار العرب، إضافة إلى أنّ أهميّة هذا العلم تكمن في معرفة أساليب الشعر من حيث صحّة الوزن وفساده، وبذلك تمّ التطرّق والحديث عن تعريف علم الحديث لغة واصطلاحًا.[٣]
وبعد الحديث حول تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا، لا بدّ عند التعمّق هذا العلم من دراسة الزحافات والعلل؛ لأنّ دراستها يعدّ من أساسًا من أساسيات علم العروض، والزحّاف هو أيّ تغيير يدخل في العروض والضرب والحشو، ويتمّ من خلال حذف الساكن أو تسكين المتحرّك، ويمكن تقسيمه إلى نوعين وهما: البسيط ويتمّ من خلاله تغيير واحد فقط، ويشمل: الإضمار، والخبن، والوقص، والطيّ، والعصب، والعقل، والقبض، والكف، أمّا النوع الثاني فهو الزحّاف المركب، ويحدث عندما تصيب التفعيلة أكثر من تغيير واحد، ويشمل: الخبل، والخزل، والشكل، والنقص.[٤]
أمّا العلل، فتندرج كذلك تحت عنوان تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا، وتأتي على نوعين، إمّا علل الزيادة أو علل النقص؛ فعلل الزيادة تكون بزيادة حرف أو حرفين في آخر التفعيلة، وهي ثلاث علل: الترفيل، والتذييل، والتسبيغ، أمّا النوع الاني من العلل، فهو علل النقص، وتكون بنقصان حرف أو أكثر في العروض والضروب، مثل: الحذف، والقطع، والبتر، والقصر، والقطف، والحذذ، والصلم، والكشف، والوقف.[٤]
نشأة علم العروض ومؤسسه
ويرجع الفضل في نشأة علم العروض الذي سبق الحديث عنه في هذا المقال تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي أحد أئمة اللغة والأدب في القرن الثاني للهجرة؛ فقد كان إمامًا في علم النحو، وهو الذي استنبط علم العروض، وأخرجه لنا في خمسة عشر بحرًا، ثمّ قام الأخفش بزيادة بحر آخر وسمّاه الخبب.[٥] ومن خلال هذا المقال تعريف علم العروض لغة واصطلاحًا لا بدّ من التعريف بالعالم الفراهيدي.
وهو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري، وأصله عربيًا من أزْد عُمان، يعدّ لغويًّا ومنشئًا لعلم العروض لغوي ومعجمي ومنشئ علم العروض، إضافة إلى اهتمامه بتعريف علم العروض لغة واصطلاحًا، وقد وهبه الله ذكاءً خارقًا وفطنة كانت مضربًا لأهل عصره، إلى جانب تقواه وزهده وورعه والهمّة الهالية التي تميّز بها، وقد برع بعلم اللغة والنحو والعروض والموسيقى، وممّا لا شكّ فيه أنّ هذه الأمور جميعها فتحت له بابًا لابتكار علم العروض، من خلال اطلاعه الواسع على شعر العرب ولإحاطته بإيقاعاته، حيث اهتدى إلى أوزان الشعر وبحورها وقوافيها، وقد أسدى بمجهوده هذا في ابتكار علم العروض خدمة عظيمة وجليلة الأخطل:[٧]
أَبلِغ بَني عَوفٍ بِأَنَّ جَنابَهُم
- عَلى كُلِّ آلاءِ الزَمانِ مَريعُ
حِبالُ بَني عَوفٍ حِبالٌ مَنيعَةٌ
- حِبالُ العِدى مِن دونِهِنَّ مَنيعُ
- أبيات على البحر الكامل: يقول عنترة بن شداد:[٨]
هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ
- أَم هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُّمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
- وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
- أبيات على البحر المديد: يقول البارودي:[٩]
دَعْ حَبِيبَ الْقَلْبِ يَا سَقَمُ
- فَبِنَفْسِي لا بِهِ الأَلَمُ
كَيْفَ حَلَّ السُّقْمُ فِي بَدَنٍ
- خُلِقَتْ مِنْ حُسْنِهِ النِّعَمُ
- أبيات على البحر البسيط: يقول ابن عجلان النهدي:[١٠]
إني لَعَمركَ مَا أخشَى إِذَا ذُكِرَت
- مِنِّي الخَلاَئِقُ في مُستَكرِهِ الزَّمَنِ
أن لاَ أكَوُنَ إِذَا مَا أزمَةٌ أزَمَت
- مُرَبَّباً ذَا قَرِيضٍ أملَسَ البَدَن
- أبيات على البحر الوافر: يقول ابن الأطنابة:[١١]
أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي
- فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ
فأنَّكم وما تُزجُونَ نحوي
- مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَري
- أبيات شعرية على البحر السريع: يقول ابن الدهان:[١٢]
كَم بَينَ أَجفانِك مِن صارِم
- يسُلُّه اللَحظُ عَلى الهائِمِ
يا ظالِماً حَكَّمتُه فاِعتَدى
- إليكَ أَشكو مِنكَ يا ظالِمي
- أبيات شعرية على البحر الخفيف: يقول ابن الرعلاء:[١٣]
رُبَّما ضَربَةٍ بسيفٍ صَقِيلٍ
- دُونَ بُصرَى وَطَعْنَةٍ نَجلاءِ
وغَمُوسٍ تَضِلُّ فيها يَدُ الآ
- سِى ويَعيَى طبِيبُها بالدَواءِ
لَم يَقضِ مِن حاجَةِ الصِبا أَرَبا
- وَقَد شَآكَ الشَبابُ إِذ ذَهَبا
وَعاوَدَ القَلبَ بَعدَ صِحَّتِهِ
- سُقمٌ فَلاقى مِنَ الهَوى تَعَبا
المراجع[+]
- ↑ "مفهوم الشعر العربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "عروض الشعر العربي"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "علم العروض"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب د. أحمد كشك (1995)، الزحاف والعلة رؤية في التجريد والأصوات والإيقاع، القاهرة: مكتبة النهضة المصريّة، صفحة 20-50. بتصرّف.
- ↑ د. عبد العزيز عتيق (1987)، علم العروض والقافية، بيروت: دار النهضة العربية، صفحة 7. بتصرّف.
- ↑ "الخليل بن أحمد الفراهيدي"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "أبلغ بني عوف بأن جنابهم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "هل غادر الشعراء من متردم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "دع حبيب القلب يا سقم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "إني لعمرك ما أخشى إِذا ذكرت"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "ألا من مبلغ الأحلاف عني"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "كم بين أجفانك من صارم"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "ربما ضربة بسيف صقيل"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.
- ↑ "لم يقض من حاجة الصبا أربا"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 07-10-2019.