سؤال وجواب

الذكاء-العاطفي-بين-الزوجين


الذكاء العاطفي

ينقسم الذكاء إلى عدّة أنواع منها الذكاء العقلي والذكاء الموسيقي والذكاء اللغوي والذكاء جسدي ولكن أضيف لها الذكاء العاطفي، وهو مصطلح تداوله الكثيرون في الآونة الأخيرة فأصبح معروفًا ولكن بطريقة ما لم يستطع أفراد المجتمع استغلال قوته والاستفادة منه، فأصبح الفرد يعرف معنى الذكاء العاطفي ولكن لا يطبقه، ولتبسيط مفهوم الذكاء العاطفي يمكن تعريفه بأنّه: القدرة على التحكم في المشاعر والأعصاب عن طريق الوعي بالذات والتحكم بها وتحفيز الذات والتعاطف مع الآخرين وامتلاك المهارات الاجتماعية، ويكون الفرق واضحًا وضوح الشمس بين الشخص الذي يمتلك الذكاء العاطفي ومن لا يمتلكه، وقد ظهرت أهمية الذكاء العاطفي بين الزوجين بعد التأكد من أنه مهم في حل المشكلات الزوجية بشكل جذري.[١]


الأسس العاطفية للزوجين

إنّ الذكاء العاطفي بين الزوجين يعتمد على الأسس العاطفية التي بنيت منذ طفولة الزوجين، فعلى سبيل المثال؛ إنّ طفلة رضيعة عمرها شهران تستيقظ في الثالثة صباحًا باكية فتدخل الأم وتُرضع الطفلة في اطمئنان بين ذراعي أمها لمدة نصف ساعة بينما تنظر الأم لها بعطف وحنان وحب وتعبّر لها عن سعادتها برؤيتها حتى في منتصف الليل، فتستغرق الطفلة في النوم وهي مشبعة بحب أمها لها، وعلى الجهة الأخرى طفل آخر يستسقظ في ساعة مبكرة من الصباح فتتجه إليه الأم وهي مضطربة والتي كانت قد نامت بعد معركة مع زوجها، فترفع الطفل بفظاظة وقد تبكي معه أو تنظر له بنظرات متحجّرة خالية من الحب وهي تستعيد معركتها مع زوجها، فيشعر الطفل بتوترها ويتصلب ويتوقف عن الرضاعة ويستمر في البكاء وتعاقبه الأم بأن تبتعد عنه ولا ترضعه وترجعه لسريره بنفس الفظاظة وتتركه حتى ينام من التعب.[٢]

يتضمن تقرير المركز القومي الإكلنيكي لبرامج الطفل هذه الأمثلة، كنماذج على أنواع التفاعل الذي لو تكرر مرات عديدة فإنّها تثبت مشاعر مختلفة لدى الطفل حتى يكبر، مثل الثقة بنفسه أو الثقة بالآخرين أو على العكس عدم الثقة بنفسه وبالآخرين، فالطفلة الأولى تُلاحظ أنّ الآخرين يهتمون لاحتياجاتها ويلاحظونها ويبدون استعدادًا لمساعدتها، أمّا الطفل الآخر فهو لا يجد من يهتم به ويتعلم أنّ من حوله لا اعتبار لهم، وسيتعلم أنّه سوف يفشل في الحصول على أي اهتمام على الرغم من مجهوداته، وهذه الدروس العاطفية الأساسية التي تغرس لدى الإنسان حجم شعوره بالأمان طوال حياته ومدى اهتمامه واعتماده على الآخرين، وبالتالي فإنّ تعلم الذكاء العاطفي يبدأ من اللحظات الأولى لحياة الإنسان، فإن تزوجت الطفلة التي في المثال الأول بالطفل الذي في المثال الثاني، فإنّ حياتهم ستكون مليئة في المشاكل، ولا سيّما إن تزوج اثنان مِن مَن تربّوا كالمثال الثاني، وتكون هذه هي الأسس العاطفية للزوجين.[٢]

الذكاء العاطفي بين الزوجين

في الآونة الأخيرة أُثبِت أن معايير؛ الثقافة والخبرة و المعرفة والقدرة العقلية لا يمكن أن تفسّر السبب في نجاح شخص وإخفاق آخر في الزواج، فهناك شيء آخر يهمله المجتمع ولا يعي بأهميته، وهو الذكاء العاطفي بين الزوجين، ويمكن تحقيقه من خلال الاستراتيجيات الآتية:[٣]

استراتيجية الوعي بالذات

إنّ الوعي بالذات يعني ببساطة أنّ يدرك كلا الزوجين ذواتهم كما هي، فيجب أن يخصص الزوجان وقتًا لذواتهم بأن يدركوا حقيقة مشاعرهم تجاه الأشياء والمواقف، فعند فهم تلك المشاعر يمكن التعامل معها، فلا يجب أن يتجنب الزوجين ما يزعجهم فقط بل يجب أن يفهموه جيدًا، ومراجعة النفس هي أهم نقطة للوصل للوعي بالذات.

استراتيجية إدارة الذات

وهي قدرة الزوجين على استخدام وعيهم بمشاعرهم من أجل اختيار ما يفعلانه ويقولانه، ولا تعني إدارة الذات بعدم الشعور بالغضب ولكن قد يشعر الزوجان بالغضب ولكن كيف يمكن فهم ذلك الغضب والتعامل معه، فيمكن عند ذلك الحصول على إدارة فعالة للذات.

استراتيجية إدارة العلاقات

يتعرض الزوجين لتعثرات في المحاولة على الحفاظ على العلاقة في المدى البعيد، وعلى الزوجين أن يدركا شيئًا مهمًا وهو أنّ عليهما بذل الجهد لاستمرار علاقتهما، ويكون ذلك الجهد بتعزيز مهارات التواصل بينهما، وأن لا يتخذا القرارات فحسب بل يجب شرحها، ومن المهم أيضًا إظهار الاهتمام، فكل تلك الأمور تعزز الذكاء العاطفي بين الزوجين.

المراجع[+]

  1. ترافيس برادبيري، وجين جريفز (2010)، الكتاب السريع للذكاء العاطفي (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة جرير، صفحة 13،14. بتصرّف.
  2. ^ أ ب دانييل جولمان (1998)، الذكاء العاطفي، الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، صفحة 272،273. بتصرّف.
  3. ترافيس برادبيري، وجين جريفز (2013)، الذكاء العاطفي 2.0 (الطبعة الأولى)، الرياض-السعودية: مكتبة جرير، صفحة 61،97،177،179. بتصرّف.