أنواع-السعادة
معنى السعادة
إنّ معنى السعادة يختلف باختلاف المنظور الموجّه إليه واعتقادات الإنسان الباحث عن السعادة وتوجهاته، ولكن يمكن التعبير عن السعادة بالمفهوم العام بأنّها: "شعور داخلي يحسّه الإنسان بين جوانبه يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير والبال"، ولكنّ طُرق الوصول إلى السعادة والإحساس بهذا القدْر الكبير من السرور والراحة متنوعة بتنوّع سالكيها، فأهل الإيمان والالتزام الديني يرون أنّ طريق السعادة لا يكتمل دون التحلّي بالأخلاق الحسنة والسلوك القويم؛ في الوقت الذي قد يحصر فيه آخرون السعادة بالحصول على الماديات وامتلاك المال، وسيتحدّث هذا المقال عن أنواع السعادة وأسبابها.[١]
أنواع السعادة
السعادة هي شعور داخلي يصل إليه الإنسان بعد تحقيق متطلباتها وهذا ما يُفسر عدم وجود تصنيفات كثيرة لأنواع السعادة فالمشاعر والأحاسيس لا تُصنّف غالبًا تحت أُطر معيّنة؛ ولكن يمكن أن تُقسم السعادة باعتبار مدّة الشعور بها إلى نوعين، سعادة قصيرة الأمد وسعادة طويلة الأمد، أمّا السعادة قصيرة الأمد فهي السعادة ذات الوقت والمدّة الزمنية القصيرة ويمكن تسميتها بالسعادة المؤقتة، أمّا السعادة طويلة الأمد فتعني استمرار السعادة القصيرة لفترة طويلة من الزمن وتتابُع محفزّات السعادة القصيرة بحيث تُعطي شعورًا وإيحاءً بأبدية هذه السعادة.[٢]
كما يمكن التعبير عن أنواع السعادة من منظور إسلامي بمراحل السعادة التي تُقسم إلى مرحلتين؛ مرحلة السعادة الدنيوية ومرحلة السعادة الأُخروية، فالسعادة الدنيوية هي التي يمكن تحقيقها من خلال الالتزام بالشرائع الإسلامية والانضباط وفق ضوابطه المحدّدة، وقد بيّن الله -عزّ وجلّ- أنّ سبيل الحياة الطيّبة هو الإيمان والعمل الصالح، حيث قال -تعالى- في سورة النحل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}،[٣] أمّا السعادة الأُخروية فهي السعادة الدائمة وهي نتيجة للصلاح والاستقامة في الدنيا.[١]
أسباب السعادة
إنّ أسباب السعادة تختلف باختلاف الوضع والحالة والحقبة الزمنية والمؤثرات الخارجية وهذا مُلاحظ عبر النظر في متطلبات الإنسان قديمًا وحديثًا، حيث إنّ تحقيق السعادة هو الهدف الذي يسعى له البشر، ولكنّ معايير السعادة تشهد تطورًا جديدًا من وقتٍ إلى آخر، فما يُسعد الناس في القرن الماضي ليس هو ما يُسعدهم في القرن الحالي، والسبب في ذلك تطوّر التكنولوجيا ودخولها في جميع مناحي الحياة، ولكنّ هذا لا ينفي وجود بعض الأسباب المُتوافق عليها في كافة الأزمنة والأمكنة، ومن أهم هذه الأسباب وجود المال بشكلٍ كافي وتمتّع الإنسان بالصحة والقوّة، والاتزان النفسي والأخلاقي والحصول على حياة كريمة؛ ورضا الإنسان بوضعه وواقعه هو سبب من أسباب السعادة ومعيّار من معاييرها التي لا يتغيّر عبر الزمن.[٤]
كما أنّ وضع الأهداف ذات القيمة والسعي لتحقيقها هو أحد أهم محفزّات السعادة وأسباب تحصيلها بالإضافة إلى ضرورة وجود عاطفة صادقة في حياة الإنسان وسلوك طيّب مع الآخرين؛ من الجدير بالذكر أنّ إغفال أسباب التعاسة وعدم إعطائها حجمًا يفوق حجمها هو عامل مهم من عوامل التمتّع بالسعادة الغاية المنشودة لدى البشر على مرّ العصور.[٢]
المراجع[+]
- ^ أ ب "مفهوم السعادة في الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "سعادة"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية: 97.
- ↑ "في عصر التعاسة: هل تتغير متطلبات ومعايير السعادة عبر الزمن؟ أم نتغير نحن!"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 20-01-2020. بتصرّف.