البنسلين-واستخداماته

البنسلين

يعدّ البنسلين أول المضادات الحيوية التي تم استخدامها طبيًّا، وفي فئة البنسلّين مجموعة من المضادات الحيوية، وأحدث اكتشاف البنسلّين تغيّرًا كبيرًا في مسار الطب، وذلك لدور هذه المضادات الحيوية في إنقاذ حياة ملايين الأشخاص، ويمكن استخدامه فمويًّا أو عن طريق الحقن، ويأتي تأثيره المضاد للبكتيريا من تدخله في بناء الجدار الخلوي البكتيري وذلك بالعمل على الببتيدوجليكان الذي له دورٌ هيكليّ رئيسيّ في الخلية البكتيريّة^[١]، ويعود الفضل في اكتشافه إلى العالم ألكسندر فليمنج في عام 1928، الذي لاحظ أنّ الفطريات البنسليوم تأثير مثبّط لنمو البكتيريا، وأطلق على هذه المادة المضادة للبكتيريا اسم البنسلين، وبعد عدّة سنوات بدأ الباحثون في جامعة إكسفورد باستخدام فئران التجارب لدراسة البنسلّين، وطوّرت مجموعة من مشتقات البنسلّين المضادة للبكتيريا وبشكلٍ أقوى من تأثير الدواء الأساسي، وسيتحدّث هذا المقال عن البنسلّين واستخداماته^[٢].

البنسلين واستخداماته

تصنّف الجراثيم اعتمادًا على الاختلاف في هيكل جدار الخلية إلى جراثيم سلبية الغرام وجراثيم إيجابية الغرام، وتعدّ الجراثيم سلبيّة الغرام ذات مقاومة أعلى للمضادات الحيوية، وتعتبر البنسلينات الطبيعية وهي بنسلين G وبنسلين V فعاليتها فقط تكون ضد الجراثيم إيجابية الغرام، والبنسلين V يمتلك مقاومة أعلى للحمض من البنسلين G، وبالتالي إمكانية تناوله بالطريق الفموي، ومن البنسلينات شبه الاصطناعية التي تؤخذ فمويًا الأوكساسيلين، الكاربينيسلين، الأمبيسيلين، وتمتلك مقاومة ضدّ البيتا لاكتاماز، وهي نشيطة ضد الجراثيم إيجابية الغرام وبعض الجراثيم سلبية الغرام، وتيكارسيلين وبيبراسيلين من أنواع البنسلين التي تمتلك فعالية إضافية ضد الجراثيم سلبية الغرام والتي يكون من الصعب القضاء عليها مثل الكليبسيلا والزائفة، وفي ما يلي ذكرٌ البنسلين واستخداماته :^[٣]

الاستخدام الأمثل للبنسلين

يوصى بتناول البنسلين على معدةٍ فارغةٍ أي قبل الوجبات بساعة أو بعدها بساعتين مع شرب كوبٍ من الماء، ويستثنى من ذلك البنسلين V وبيفميسيلينام والبيفامبيسيلين والأموكسيسيلين يمكن تناولها على معدةٍ فارغة أو ممتلئة، كما يُفضّل عدم شرب المشروبات الحمضيّة كعصير الفاكهة الحامضة إلا بعد مرور ساعة على تناول البنسلين G وذلك بسبب تأثيرها على عمل الدواء، وعندما يكون الدواء سائل يجب استخدام أداة تقيس الجرعة بشكلٍ دقيق فاستخدام ملعقة الشاي المنزليّة قد لا تحتوي على الجرعة المناسبة منه، كما يُمنع استخدام هذه المضادات الحيوية بعد تاريخ انتهاء صلاحيتها المسجّل عليها، فبعد هذا التاريخ قد لا يؤدي الدواء عمله المرجوّ، وعند استخدام أقراص مضغ من دواء الأموكسيسيلين تمضغ أو تسحق قبل ابتلاعها، ويُوصى باستمرار أخذ هذه الأدوية طوال فترة المعالجة، وذلك لإزالة العدوى بشكلٍ كامل وتجنّبًا لحدوث تطوّر في العدوى إلى مشاكلٍ أكثر خطورة كالمشاكل القلبيّة، ويُترك بين الجرعات فارق زمنيّ متساوٍ فعند أخذ أربع جرعاتٍ من الدواء كل يوم يُترك بين كل جرعةٍ والأخرى 6 ساعات، ويعتمد تحديد كمية الجرعة الموصوفة على قوة الدواء، وحسب المشكلة الطبية التي أدت لاستخدام هذا الدواء تُحسب عدد الجرع المتناولة كل يوم، والفارق الزمنيّ بين الجرع^[٤]، ويوجد بعض الأدوية التي تتداخل مع البنسلين، ولكن بشكلٍ عام التداخلات الدوائية للبنسلين قليلة ومنها:^[٢]

• البروبنسيد: الذي يرفع مستوى البنسلين في الجسم، وذلك عن طريق منعه لإفراز البنسلين من الكلى.
• الألوبورينول: يمكن أن يسبّب أخذ الألوبورينول والأمبيسلين معًا إلى زيادة في ظهور طفح جلدي الذي يترافق ظهوره مع الأدوية.
• لقاح التيفوئيد ولقاح السل: يمكن أن يسبّب البنسلين انخفاض في تأثير لقاح التيفوئيد ولقاح السل.

الحالات التي تتطلب العلاج بالبنسلين

استخرج البنسلين الطبيعي من العفن، وتم لاحقًا التعديل على هيكل البنسلين الطبيعي لتصنيع البنسلينات شبه الاصطناعية، ولهذا التعديل دور في زيادة فعاليتها، وسمح بتناول البنسلين عن طريق الفم، وزاد من مقاومة هذه المضادات الحيوية للبنسليناز، وهو الإنزيم الذي تنتجه عدة جراثيم لتعطيل البنسلين^[٣]، ومن أنواع البكتيريا التي ينشط ضدها البنسلين؛ الليستريا، المكوّرات العقدية ومنها المكورات العقدية الرئوية، كلوستريديوم، الهضمونيَّة العقدية، النيسرية البنية، المستدمية النزلية، والإشريكية القولونية، الشيغيلا، السلمونيلا، وعدة أنواع أخرى من البكتيريا، وما تزال أكثر المكورات العنقودية مقاومة للبنسلين^[٢]، يستخدم البنسلين لعلاج العديد من الالتهابات المتسببة بواسطة البكتيريا ومنها:^[٣]

• التهابات الأذن كالتهاب الأذن الوسطى.
• خراج الأسنان.
• التهابات الجهاز التنفسي.
• التهاب الرئة.
• السيلان.
• حمى قرمزية.
• حمى روماتيزمية.
• التهابات المسالك البولية.
• التهابات جلدية.

الآثار الجانبية لاستخدام البنسلين

بعد الحديث عن البنسلين واستخداماته سيشار إلى آثاره الجانبية، حيثُ تعدّ المضادات الحيوية من البنسلين آمنة الاستخدام خلال فترة الحمل، وفي فترة الإرضاع أيضًا رغم عبور كمياتٍ قليلةٍ منه إلى حليب الأم المرضع، وقد يترافق استخدام البنسلين مع مجموعة من الآثار الجانبية، وفي ما يلي أشيع هذه الآثار:^[٢]

• دوار.
• إسهال.
• غثيان.
• تقيؤ.
• حرقة في المعدة.
• الأرق.
• الحكة.
• آلام بطنية.
• الارتباك.
• نزيف.
• كدمات سهلة.
• طفح جلدي.

وفي الحديث عن البنسلين واستخداماته لا بدَّ من الإشارة إلى أنه يجب مراجعة الطبيب بأسرع ما يمكن عند حدوث آثار جانبية أكثر خطورة، حيث من الممكن أن يعاني بعض الأشخاص من الأعراض التالية نتيجة لاستخدام البنسلين:^[٥]

• رد فعل تحسسي: حيث يتميّز رد الفعل التحسّسي الناتج عن استخدام البنسلين ما يلي؛ أعراض شبيهة بالإنفلونزا مثل الشعور بالمرض أو ألم المفاصل أو الحمى، تورم الفم أو الحلق أو اللسان، طفح جلدي قد يترافق مع بثور^[٥].
• إسهال: فمن الممكن أن يكون إسهال مائي أو دموي وقد يترافق مع حمى وتقلصات معدية^[٥].
• مشاكل كلوية^[٢].
• تأثير على الدم: من الأعراض النادرة والخطيرة لاستخدام البنسلين انخفاض تعداد خلايا الدم الحمراء أو مستوى الصفائح الدموية^[٢].
• تأثير على البكتيريا الطبيعية الموجودة في القولون: حيث من الممكن أن يسبّب استخدام البنسلين إلى زيادة في نمو بعض أنواع البكتيريا الطبيعية الموجودة في القولون مثل جراثيم المطثيّة العسرة، ويؤدي هذا إلى التهاب القولون الغشائي الكاذب الذي يتميّز بالأعراض التالية؛ آلام في البطن، الإسهال، الحمى وقد تحدث صدمة^[٢].

المراجع[+]

1. ↑ "How do penicillins work?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ} "Penicillin (Antibiotics)", www.medicinenet.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت} "Penicillins", www.drugs.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.
4. ↑ "Penicillin (Oral Route, Injection Route, Intravenous Route, Intramuscular Route)", www.mayoclinic.org, Retrieved 05-05-2020. Edited.
5. ^ ^{أ ب ت} "Penicillin V, Oral Tablet", www.healthline.com, Retrieved 05-05-2020. Edited.