خلفاء-الدولة-الأموية-وأهم-أعمالهم

عام الجماعة

يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما أخرجه البخاري: "إنَّ ابْنِي هذا سَيِّدٌ ولَعَلَّ اللَّهَ أنْ يُصْلِحَ به بيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ"،^[١] وقد صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو الصادق المصدوق، فبعد الحروب الطاحنة التي خاضها المسلمون بين بعضهم بعضًا -بعد مقتل الحجاج بن يوسف الثقفي، أو مُبيرُ ثقيف كما في الحديث،^[٣] حين حاصر أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير في الحرم المكي وقتله هناك وحمل رأسه إلى دمشق إبّان حكم عبد الملك بن مروان، وكذلك فقد ظهر على العلن فرقتين حاربتا هذه الدولة منذ نشأتها وإلى نهايتها هما الشيعة والخوارج، وستقف الفقرة القادمة مع بيان خلفاء الدولة الأموية وأهمّ أعمالهم.^[٤]

فتوحات الدولة الأموية

قبل الحديث عن خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم ينبغي الحديث عن الفتوحات في العصر الأموي، فقد وصلت الفتوحات شرقًا إلى حدود الصين، وغربًا إلى الأندلس، ووصلت الفتوحات إلى حدّ لم يكن يتوقعه المسلمون أنفسهم، فقد غزا المسلمون بلاد سجستان وطخارستان وقوهستان وبخاري وجبال الغور، وعمومًا فقد فتح المسلمون بلاد السند وما وراء النهر ووصلوا إلى تخوم الصين^[٥]، أمّا غربًا فقد كانت المهمة أصعب لتركيز خلفاء الدولة الأموية أنظارهم إلى المشرق والفتن التي حدثت فيه، فكانت الفتوحات بين كرّ وفرّ إلى أن نجح المسلمون في توطيد الأمن في كامل أفريقيا عام 82هـ، وبعد أن استلم موسى بن نصير حكم المغرب عمل على نشر الإسلام بين البربر ونجح في مهمته فدان البربر بالإسلام، وبعدها توجهت أنظار المسلمين إلى الأندلس فتمّ الفتح في عهد الوليد بن عبد الملك، وتاليًا حديث عن خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم.^[٦]

خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم

قبل الحديث عن خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم لا بدّ من توضيح مسألة أنّ أيّ خلافة في العالم أو أيّ أسرة تحكم العالم لا بدّ من أن يكون لها عصر قوة وازدهار يتمثّل ببعض القادة العظماء، ثمّ عصر ضعف وانحلال وخروج للدولة عن سيطرة هذا الحكم، وكذلك كانت الدولة الأموية التي عُمِّرَت زهاء قرن من الزّمن، فقد بدأت مع قادة أقوياء، وبلغت المجد في عصر بعضهم، ثم انحطّت بسبب الخلافات والشقاقات الداخلية لتؤول إلى الزوال، وفيما يأتي أسماء خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم:^[٧]

• معاوية بن أبي سفيان: جعل مقرّ عاصمة الخلافة دمشق، وقد أرسل السرايا والجيوش لاستكمال مسيرة الفتح، وأرسل ابنه يزيدًا وأبا أيّوب الأنصاريّ إلى أسوار القسطنطينيّة لفتحها اقتداءً بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الذي بشّر فيه بفتح القسطنطينيّة.
• يزيد بن معاوية: أرسل الجيوش إلى خراسان وسجستان شرقًا، وإلى شمال إفريقيا غربًا، وفي عهده حدثت معركة كربلاء التي استشهد فيها الحسين بن علي عليهما السلام.
• معاوية بن يزيد أو معاوية الثاني: كان ورعًا تقيًّا محبًّا للعلم، تنازل عن الخلافة وأمر أهل الحلّ والعقد أن يولّوا من يرونه مناسبًا لهذا الأمر.
• عبد الله بن الزّبير: يعتقد كثير أنّ الخلافة بعد معاوية الثاني آلت إلى مروان بن الحكم، ولكنّ الذي عليه رأي أكثر أهل العلم إن لم يكن جمهورهم أنّ مروان باغٍ قد خرج على حكم أمير المؤمنين عبد الله بن الزّبير بعد أن دانت له وبايعته أقطار العالم الإسلامي آنذاك، واستمرّ حكم ابن الزّبير -رضي الله عنهما- إلى أن قتله الحجّاج بن يوسف.^[٨]
• عبد الملك بن مروان: لم تصحّ خلافته إلّا بعد مقتل الخليفة الفعليّ عبد الله بن الزّبير -رضي الله عنهما- في مكة،^[٨] غزا الهند ووصل إلى مشارف الصين، وأخضع المتمرّدين من الخوارج في عصره، ويُعدّ أوّل من كسا الكعبة الشريفة بالحرير والديباج، وأول من أبطل النقود الفارسية وسكّ النقود الإسلاميّة، وقد ازدهرت في عصره العلوم الشرعية والعمران.
• الوليد بن عبد الملك: بلغت في عهده الدولة الأموية ذروة ازدهارها، فقد أعاد بناء الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى، وجدّد الجامع الأموي في دمشق، ووبنى المكتبات ودور العلم، وأرسل الجيوش لفتح الأندلس، ودمّر القواعد البحريّة التي بنتها الإمبراطوريّة الرومانيّة.
• سليمان بن عبد الملك: شدّد الحصار على الرومان في القسطنطينيّة، وقطع عنهم الإمدادات، واهتم. بنشر العلم، وقرّبَ منه عمر بن عبد العزيز.
• عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: بلغت الأمّة في عهده من الرّخاء ما لم تبلغه في عهد غيره، أعاد سيرة جدّه لأمّه الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فأعاد الأموال التي كانت عند الأسرة الحاكمة إلى بيت مال المسلمين، وهو أوّل من أمر بتدوين سنّة النبي -عليه الصلاة والسلام-، وساد العدل في زمنه حتّى فاض المال ولم يعد في دولته فقيرًا واحدًا يقبل الصدقة.^[٩]
• يزيد بن عبد الملك: ليس في سيرته ما يذكر كثيرًا، ولم تدم خلافته طويلًا.
• هشام بن عبد الملك: في عهده حدثت معركة بلاط الشهداء التي كان قائدها عبد الرحمن الغافقي.
• الوليد بن يزيد بن عبد الملك: لم تدم خلافته طويلًا بسبب نشوب الاضطرابات التي أدّت فيما بعد إلى سقوط الدولة الأموية.
• يزيد بن الوليد: مثل سلفه لم يمكث طويلًا.
• مروان بن محمد بن مروان بن الحكم: كان آخر خلفاء الدولة الأموية وقد خلعه العباسيون سنة 132هـ، وبذلك يكون قد ذكر خلفاء الدولة الأموية وأهم أعمالهم.

سقوط الدولة الأموية

المراجع[+]

1. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي بكرة نفيع بن الحارث، الصفحة أو الرقم: 2704، حديث صحيح.
2. ↑ "عام الجماعة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
3. ↑ رواه البيهقي، في دلائل النبوة، عن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، الصفحة أو الرقم: 6/481، حديث صحيح.
4. ↑ "أمويون"، www.m.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
5. ↑ "فتوحات الجبهة الشرقية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
6. ↑ "فتوحات إفريقية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
7. ↑ "خلفاء الدولة الأموية بإيجاز"، www.majles.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
8. ^ ^{أ ب} "سبب الصراع بين ابن الزبير والحسين رضي الله عنهما وبين يزيد بن معاوية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
9. ↑ "أثر عمر بن عبد العزيز.. أخرج للناس أعطياتهم..."، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
10. ↑ "سقوط الدولة الأموية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
11. ↑ "معركة الزاب"، www.m.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.