خصائص-شعر-النقائض
محتويات
تعريف شعر النقائض
تنوّعت فنون الأدب وتعدّدت في العصور القديمة، ومن ضمن هذه الفنون فن النقائض، ويُعدّ هذا الفن لونًا من ألوان الأدب والمُناظرة الأدبيّة، ومن الجدير بالذكر أنّه يمكن اعتبار هذا الفن سجلًا تاريخيًّا أسهم في معرفة أنساب العرب وأيامهم، كما أنّه أمَدَّ اللغة وأكسبها بثروة من الألفاظ، والنقائض لُغةً جمع مفردها نقيضة، والنقض إفساد ما تمَّ من عقد أو بناء، ونقض البناء هدمه والنقض ضدّ الإبرام لذلك قيل نقائض جرير والفرزدق، أمّا اصطلاحًا فهو اتّجاه الشاعر إلى شاعرٍ آخر بقصيدةٍ هاجيًا مُفتخرًا، مع التزامه البحر الشعري الذي اختاره الأول والقافية وحركة الروي، فلا بُدّ من وحدة البحر والقافية والروي، وتاليًا سيتمّ الحديث حول خصائص شعر النقائض.[١]
نشأة شعر النقائض
لقد عُدّت النقائض الشعرية من الفنون القديمة، كونها عُرفت منذ العصر الجاهلي وامتدت إلى عصر بني أُميّة، فقد كان الشعراء يتراشقون بالشعر كما لو أنّهم يتراشقون بالسّهام، وكان يهجون بعضهم بعضًا، فينتصر الشاعر بقومه على القبيلة المُعادية، وعندما جاء الإسلام دارت النقائض بين شعراء المسلمين الذين دافعوا عن الإسلام، وبين شعراء المشركين الذين دافعوا عن دينهم الوثني، وعلى الرغم من أنّ النقائض في عصر صدر الإسلام امتدت للنقائض في الجاهلية إلّا أنّ تغيّرًا قد أصابها من حيث الغاية، إذ أصبح هدفها الأساسي الدفاع عن عقيدة الإسلام ومبادئ الدين بعد أن كان هدفها الدفاع عن أعراض القبيلة، كما أنّ نقائض الإسلام لم تشتمل على الفحش وانتهاك للحرمات كما نلمسها في نقائض جرير والفرزدق والأخطل، وفيما بعد ازدهر هذا الفنّ واتسع اتساعًا واضحًا في الرثاء بالإضافة إلى الدولة العباسية، حيث نشأ على المسيحية من أب تغلبي، وهو أحد الشعراء الأمويين الثلاثة المتفق على جدارتهم بالشعر، وقد راعى في شعره الشكل العربي المعروف بتقاليده البدوية القديمة، وقد اتجه منذ صباه إلى شعر الهجاء، فأطلق لسانه في هجاء الأنصار، توفي الأخطل وهو في السبعين من عمره عام 710 م، في خلافة الوليد بن عبد الملك، ومات بين قومه في على ديانته المسيحية.[٤]
أبيات من شعر النقائض
وبعد الحديث عن خصائص شعر النقائض وأهم رواده، لا بد من تذوق جماليات هذا الشعر، من خلال عرض مجموعة من الأبيات الشعرية التي تجسد ذلك، وفيما يلي بعض النماذج لأهم نقائض الفرزدق وجرير والأخطل:
- من نقائض الشاعر جرير:[٥]
زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مَرْبَعاً؛
- أبْشِرْ بطُولِ سَلامَة ٍ يا مَرْبَعُ
إنَّ الفرزدقَ قدْ تبينَ لؤمهُ
- حيثُ التقتْ حشاؤهُ والأخدع
حوقَ الحمارِ أبوكَ فاعلمْ علمهُ
- ونفاكَ صعصعة الدعيُّ المسبعُ
وزعمتَ أمكمُ حصانًا حرةً
- كَذِبًا، قُفَيرَة ُ أُمُّكُمْ وَالقَوْبَعُ
وَبَنُو قُفَيرَة َ قَدْ أجَابُوا نَهْشَلًا
- باسمِ العبودة ِ قبلَ أنْ يتصعصعوا
- من نقائض الشاعر الفرزدق:[٦]
إنّ الذي سَمَكَ السّماءَ بَنى لَنَا
- بَيْتاً، دَعَائِمُهُ أعَزُّ وَأطْوَلُ
بَيْتاً بَنَاهُ لَنَا المَلِيكُ، ومَا بَنى
- حَكَمُ السّمَاءِ، فإنّهُ لا يُنْقَلُ
بَيْتاً زُرَارَةُ مُحْتَبٍ بِفِنَائِهِ،
- وَمُجاشِعٌ وَأبُو الفَوَارِسِ نَهْشَلُ
يَلِجُونَ بَيتَ مُجاشعٍ، وَإذا احتبوْا
- بزُوا كَأنّهُمُ الجِبَالُ المُثّلُ
لا يَحْتَبي بِفِنَاءِ بَيْتِكَ مثْلُهُمْ
- أبدًا، إذا عُدّ الفَعَالُ الأفْضَلُ
- من نقائض الشاعر الأخطل:[٧]
ألا يا اسْلمي يا هِندُ هِندَ بني بَدْرِ
- وإنْ كان حيّانا عِدًى، آخِرَ الدَّهْرِ
وإن كنتِ قدْ أقصدتني إذ رَميتني
- بسَهْمكِ، والرَّمي يُصيبُ، وما يدري
أسيلَة ُ مجرَى الدَّمعِ، أمّا وشاحُها
- فجارٍ، وأمّا الحِجْلُ منها فما يجري
تموتُ وتحيا بالضجيعِ وتلتوي
- بمطردِ المتمينِ منتبرِ الخصرِ
وكُنْتُمْ إذا تنأَون مِنّا، تَعَرَّضَتْ
- خيالاتكمْ أو بتَّ منكمْ على ذكرِ
المراجع[+]
- ^ أ ب ت "فن النقائض"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 01-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "خصائص فن النقائض"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 02-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما لا تعرفه عن جرير"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ما لا تعرفه عن الأخطل التغلبي"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "بَانَ الخَليطُ بَرَامَتَينِ فَوَدّعُوا"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
- ↑ "إن الذي سمك السماء"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.
- ↑ "ألا يا اسْلمي يا هِندُ هِندَ بني بَدْرِ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-12-2019.