سؤال وجواب

أسباب-سقوط-الدولة-الأموية


الدولة الاموية

الخلافة الأمويّة هي الخلافة الثانية في التاريخ الإسلامي، وإحدى أكبر الدول الحاكمة في التاريخ العربيّ، كما يعدّ بنو أميّة أول الأسَر المسلمة الحاكمة، وقد استلموا الحكم في سنة 41 هجريّة، وكانت عاصمة دولتِهم هي مدينة دمشق، ويعود نسب بني أمية الى أمية بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دورٌ بارزٌ في عهد الجاهلية وفي العهد الاسلامي، ويعدّ معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي الأول ومؤسس الدولة الأموية، وكان خلفاء بني أميّة يقيمون حكم خلافتهم على مبدأ توريث الخلافة بينهم، وقد استمر حكم الامويين واحدًا وتسعين عامًا، واتسعت رقعة حكمهم حتى وصلت الى أوروبا وأطراف آسيا، وسيتحدث هذا المقال عن أسباب سقوط الدولة الأموية.[١]

نظام الحكم في الدولة الأموية

قبل الحديث عن أسباب سقوط الدولة الأموية لا بدّ من التعرّف على نظام الحكم الذي سار عليه الأمويون، وقبل ذلك فقد عاش الخلفاء الراشدون حياة خالية من الترف فلم يكن الخليفة أبو بكر الصديق يتقاضى راتبًا في خلافته، وكان عمر بن الخطاب يستعين من ربحه بالتجارة على الانفاق على نفسه، وبعد مقتل علي بن ابي طالب، وعندما أعلن معاوية بن أبي سفيان نفسه خليفةً للمسلمين تأثّر بنظام الحكم البيزنطي فاتخذ عرشًا للملك وعاش حياة الملوك وأقام نظام الشرطة لحمايته، وبنى مقصورة خاصّة في المسجد ليصلي بها خوفًا من المصير الذي كان للخلفاء الراشدين الثلاثة من قبله، وحين أمر بولاية العهد إلى ابنه يزيد استحدث معاوية تقليدًا جديدًا للدولة الاسلامية، فأصبحت الخلافة في عهده مُلكًا وراثيًا، بعد أن كانت شورى بين المسلمين، وقد عارض أهل الحجاز وخاصة في المدينة المنورة بما فيهم أبناء الصحابة جعل الخلافة الاسلامية وراثيّة، ومنهم عبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر بن الخطاب وغيرهم.[١]

وقبل الشروع في أسباب سقوط الدولة الأموية أيضًا لا بُدّ من الحديث عن صلاحيّات الخليفة الأموي، فقد كان الخليفة الأموي طوال عهد الحكم الأموي ملكًا مطلقًا لا يتقيّد بدستور معين في حكم البلاد، كما كانت السلطات تجتمع في شخص الخليفة، فهو رئيس الدولة الأعلى، وكلّ الذين يحكمون الولايات ينوبون عنه ومسؤولون أمامه، واعتمد نظام الحكم في الدولة الاموية على تقسيم البلاد الى عدة ولايات ذات حدود متغيره بين الحين والآخر وفق توسع حدود الدولة، واختار الأمويون عمالهم من العرب، وكان من أشهر عمال الامويين عمرو بن العاص وزياد بن ابيه والحجاج بن يوسف الثقفي، وكانت سلطتهم مطلقة في ولاياتهم، حيث كانت مَهمّة الوالي تتمثّل في إقامة الصلاة وجباية الخراج وقيادة الجيش وإدارة البريد والأعمال الإدارية كلها، وكانت مصاريف الولاية تأتي من الضرائب المحلية والفائض منها يرسل إلى دمشق ليوضع في بيت المال، كما استعان الخلفاء الامويين في حكمهم ببعض المساعدين، وكان كلّ خليفة يعتمد على كاتبه لإرسال الرسائل إلى القادة والولاة، فكان الكتاب يمتازون بسعة العلم وصواب الفكر.[١]

أسباب سقوط الدولة الأموية

توسّعت الدولة الاموية لتصبح من اكبر الامبراطوريات في التاريخ حيث عاش في حكمها ثلث سكان العالم في ذلك الوقت، وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولة الاموية، إلا أنَّها لم تستمر إلّا تسعين عامًا تقريبًا ومن أهم أسباب سقوط الدولة الأموية:[٢]

  • والخوارج: الذين حاربوا كل حاكم أموي تقريبًا، وكان لهم مناصريهم من الشعراء ومن عامّة الناس، مما أسهم في إضعاف الأمويين، فكانت ثورتهم إحدى أسباب أهم أسباب سقوط الدولة الأموية.
  • الخلافات القبلية: وانتشار العداء بين القبائل بسبب دعم الدولة الأموية لبعض القبائل بما يناسب مصالحها.
  • الحكومة المتسلسلة: وتوريث الحكم في الدولة على عكس ما يرغب به المسلمون.
  • معارك الخزر: وقد كانت المعارك بين الدولة والخزر في بلاد القوقاز كبيرة مما اضطر الأمويين إلى إرسال معظم جيوشهم بعيد عن الشام، وقد استغلّ العباسيون هذه الظروف كلّها، واستطاعوا في نهاية المطاف من إسقاط الدولة الاموية وقتل الأسرة الأموية كلّها، ولم ينجُ منهم سوى حفيد هشام عبد الرحمن الأول الذي هرب إلى الأندلس، وأقام دولة إسلامية فيها، وأعلنها تتمة لخلافة الامويين.

معركة الزاب

بعد معرفة أسباب سقوط الدولة الأموية، لا بدّ من الحديث عن معركة الزاب الكبرى أو معركة الزاب الأعلى التي دارت رحاها قرب نهر الزاب الكبير أحد روافد دجلة الذي يقع في شمال العراق بين الموصل وأربيل، وجرت أحداث هذه المعركة في تاريخ الحادي عشر من جمادى الاخرة عام 132هجرية، وقد قامت هذه المعركة بين الخليفة الأموي الأخير مروان بن محمد وبين عبد الله بن علي بن عبد الله وهو أمير عباسي، وقد أرسل عبد الله قوة من جيشه بقيادة عيينة اشتبكت مع جيش مروان بن محمد، لكنها هزمت ثم عبر مروان بجيشه النهر والتقى الجيشان في معركة استمرت تسعة أيام، كان القتال شديدًا مات فيه عدد كبير من الجيشين وانتصر العباسيين وفر جيش مروان بن محمد الاموي وقتل فيما بعد في مصر في مدينة أبي صير وبموت مروان بن محمد كانت نهاية الدولة الأموية، وقيام الدولة العباسية، ولم ينجُ من الامويين إلا عبد الرحمن بن معاوية الذي فرّ إلى الأندلس وأقام فيها الدولة الأموية الثانية، كانت معركة الزاب إحدى المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي.[٣]

نتائج سقوط الدولة الأموية

بعد معرفة أسباب سقوط الدولة الأموية لا بدّ من الحديث عن نتائج سقوطها، وقد ضعفت الدولة الاموية في زمن الخليفة الاموي مروان بن محمد، وكثرت الثورات في جميع أنحاء الدولة الاموية ظهرت ثورة العباسيين في منطقة خراسان، زحف الخليفة لإخماد ثورة العباسيين في جيش كبير إلى منطقة الزاب التي تقع في شمال العراق والتقى بجيش العباسيين بقيادة عبد الله بن علي بن عبد الله وهو عم أبو العباس عبدالله السفاح، انتصر جيش العباسيين وهرب مروان بن محمد وتبعه العباسيون الى مصر وقتلوه في سنة 132هجريّة، 750 ميلاديّة، وكان من نتائج هذه المعركة ظهور الدولة العباسية وقوتها التي بدأت تلاحق الامويين وتقتلهم حيثما وجدوا، ولم ينجُ من الأمويين إلّا الأمير عبد الرحمن الداخل الذي تمكن من الهروب الى الأندلس وأعلن استقلاله بها بذلك تمكّن الأمويون من البقاء فأسّسوا دولة جديدة في الأندلس التي بقيت تحت الحكم الأموي زهاء ثلاثة قرون، وقد أقام عبد الرحمن حكمه في الأندلس على أسس بعيدة عن القبلية والعنصرية فحجّم نفوذ القبائل وجعل سلطة الدولة ممثلة بالأمير فقط، وبدأت الأندلس بمسيرة الحضارة والرقي.[٤]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "الدولة الأموية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  2. "سقوط الدولة الاموية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  3. "معركة الزاب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.
  4. "الدولة العباسية"، www.wikiwand.com، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2019. بتصرّف.