سؤال وجواب

كيفية-حسن-الظن-بالله


حسن الظن بالله

إنّ الله -سبحانه وتعالى- خلق عباده وأحبّهم ورزقهم من رزقه الواسع وعمّهم برحمته، ولطف بهم وتجاوز عنهم أخطاؤهم، وحلم عنهم فهو اللّطيف الحليم، لذلك يجب على المُسلم أن يرفع يديْه وصوته له ليشكره على النّعم التي أنعمها عليه، وأن يتضرّع له ويحمده إن أصابه ضرّاء، وأن يشكره إن أصابه سرّاء، فإن غفل العبد عن الدّعاء وابتعد عن التّقرّب إلى الله ابتلاه ليعود إليه مرّة أخرى بروح متضرّعة وبقلبٍ باكٍ يدعوه ويرتجيه، ولا شكّ أنّ الله تعالى رحيم حكيم في ابتلائه لعباده، فعلى صاحب الابتلاء أن يُباشر بالدّعاء مع حسن الظنّ بالله، وفي هذا المقال سيتمّ التّعرُّف على كيفيّة حسن الظّن بالله، بالإضافة إلى مواضعه في القرآن والسنّة.[١]

كيفية حسن الظن بالله

لا يوجد أحد لا يمرّ بظروف صعبة وأيّام عقيمة، لكن عندما يظنّ الإنسان بالله خيرًا ويعمل عملاً يتقرّب به إلى الله سيلقى منه الخير أضعافًا مضاعفة، وإذا أيقن أنّ الله تعالى سيقذف في قلبه السّعادة والطّمأنينة أيًّا كانت الظروف سيعطيه إيّاها؛ لأنّه هو الوحيد القادر على أن يُسعد عباده، وذلك واضح في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ}،[٢]لذلك لا بُدّ أن يتصوّر الإنسان هذا الموقف الثّمين؛ أنّه لو أُحضرت له هديّة وما بداخلها قيّم، ومًغلّفة بغلاف جميل المنظر، وهديّة أخرى أيضًا ما بداخلها قيّم لكنها مغلّفة بغلاف قبيح جدًّا، فهل سيهمّه شكل الغلاف إذا علم أنّ الهدايا التي بداخله عظيمة وثمينة؟ بالطّبع لا، وقياسًا على ذلك؛ يستطيع الإنسان أن يجعل كلّ شيء لصالحه بصرف النّظر عن الظروف، كونه يعلم أنّ الله تعالى سيسعده وأنّ كلّ شيء من عنده خير.[١]

إنّ كيفية حسن الظنّ بالله تقتصر على الشّعور بالرّضا، والرّضا يأتي غالبًا بعد وقوع الحدث؛ لذلك يجب على الإنسان أن يعوّد نفسه على الرّضا، وأنّ الخير آتٍ لا محال، فكلما جاء للإنسان هاجس الخوف والقلق من المُستقبل يُجدد العهد مع الله، ويُوطِّن نفسه على الرّضا التّام، وبهذه الحالة تكون كيفيّة حسن الظّنّ بالله مُعتمدة على ذات الإنسان، فبيده يستطيع أن يتّخذ قرار الرّضا واليقين بأنّ كلّ ما سيحدث له مُستقبلاً هو لخيره، فقد قال الرّسول -عليه السّلام-: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له".[٣][١]

حسن الظن بالله في القرآن والسنة

ذُكر في القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة مواضع كثيرة عن حسن الظّنّ بالله فمن القرآن: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[٤]ومثاله أيضًا عندما أحسنَ يعقوب -عليه السّلام- الظنّ بربّه، وبذل الأسباب لرجوع أولاده الثلاثة: {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}،[٥]أمّا بالنّسبة للسنّة، قول الرسّول -عليه السّلام- قبل وفاته بثلاثة أيّام: "لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسنُ الظنَّ بالله عز وجل".[٦][٧]

فيديو عن ما هو حسن الظن بالله؟

وبعد أن تم الحديث عن كيفيّة حسن الظّن بالله ومواضعه في القرآن والسّنّة، من الجدير بالذّكر أنّ حسن الظنّ بالله متعلّق بالإيمان بالله تعالى فهو أساس الرّضا، ولمزيد من التّفاصيل تمّ إدراج هذا الفيديو الذي يُقدّمه فضيلة الدّكتور عبدالرحمن إبداح للحديث عن أنّ حسن الظّنّ بالله أساسه الإيمان.[٨]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت "حسن الظن بالله"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  2. سورة النجم، آية: 43.
  3. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم: 2999، صحيح.
  4. سورة البقرة، آية: 218.
  5. سورة يوسف، آية: 87.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 2877، صحيح.
  7. "حسن الظن بالله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
  8. "ما هو حسن الظن بالله؟"، www.youtube.com، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020.