سؤال وجواب

التوبة-في-الإسلام


التوبة في الإسلام

التوبة في الإسلام تعني الرجوع عن معصية الله -تعالى- إلى طاعته، وقد أمر الله -تعالى- عباده بالتوبة، فقد قال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[١] ومهما ارتكب الإنسان من كبائر الذنوب والخطايا فإنّ بإمكانه الرجوع والتوبة إلى الله تعالى، والتوبة هي الطريق إلى الجنة والنجاة من النار، ومما يؤكد على أهمية التوبة أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يتوب إلى الله -تعالى- وهو قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فعن الأغر المزني رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلى اللهِ، فإنِّي أَتُوبُ في اليَومِ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ".[٢][٣]

شروط التوبة في الإسلام

بعد الحديث عن التوبة في الإسلام، لا بُدّ من الحديث عن شروط التوبة، فكلّ من يريد أنّ يتوب إلى الله -تعالى- فعليه الالتزام بشروط التوبة جميعها، وأول الشروط الندم على فعل الذنب، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "النَّدمُ توبةٌ"،[٤] كما أنّ من الشروط الإقلاع عن الذنب، فلا يكون العبد تائبًا من الذنوب وهو ما زال مرتكبًا لها، ومن الشروط أيضًا العزم على عدم العودة إلى الذنب، ويجب تحقيق شروط التوبة مجتمعة، والإخلال بواحدٍ منها يُخل بالتوبة، ويُضاف إلى هذه الشروط الثلاث شرطٌ رابع إذا تعلق ذلك بحقوق العباد، فمن كان عليه حقّ لأحدٍ من الناس؛ فعليه المبادرة بإعطائه حقّه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن كَانَتْ له مَظْلَمَةٌ لأخِيهِ مِن عِرْضِهِ أَوْ شيءٍ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليَومَ، قَبْلَ أَنْ لا يَكونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ، إنْ كانَ له عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ منه بقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وإنْ لَمْ تَكُنْ له حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عليه".[٥][٦]

فضل التوبة في الإسلام

بعد الحديث عن التوبة في الإسلام وشروطها، فمن الجدير الحديث عن فضل التوبة، ففضائل التوبة كثيرة ومتعددة، ومن يعلم هذه الفضائل سيحرص على أنّ يكون من التوابين، ومن هذه الفضائل:[٧]

  • محبة الله تعالى: فقد قال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.[٨]
  • الفلاح في الدنيا والآخرة: فقد قال سبحانه: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}.[١]
  • تبديل السيئات إلى حسنات: فقد قال سبحانه: {إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[٩]
  • المغفرة والرحمة من الله تعالى: فقد قال سبحانه: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}.[١٠]
  • نزول البركات وانتشارها: فقد قال سبحانه: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ}.[١١]
  • استغفار الملائكة: فقد قال سبحانه: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ}.[١٢]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب سورة النور، آية: 31.
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن الأغر المزني أبو مالك، الصفحة أو الرقم: 2702، حديث صحيح.
  3. "التوبة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  4. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 614، أخرجه في صحيحه.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2449، حديث صحيح.
  6. "باب التوبة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  7. "فضائل التوبة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
  8. سورة البقرة، آية: 222.
  9. سورة الفرقان، آية: 70.
  10. سورة النحل، آية: 119.
  11. سورة هود، آية: 52.
  12. سورة غافر، آية: 7.