سؤال وجواب

معلومات-عن-فدية-الصيام


ما هي أركان الإسلام

مصطلح أركان الإسلام مصطلح إسلامي يُطلق على القواعد أو الأسس الخمسة التي بُني عليها الدين الإسلامي، وقد ذُكرت هذه الأركان الخمسة في حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- وهي: الشهادتان، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، حجّ البيت، صوم رمضان، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم: "بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ"،[١]وهذا المقال سيسلِّط الضوء على تعريف الصيام لغة وشرعًا، كما سيذكر بعض ما ورد من معلومات عن فدية الصيام في الإسلام.[٢]

تعريف الصيام لغة وشرعًا

قبل تسليط الضوء على فدية الصيام وما جاء من معلومات عنها، لا بدَّ من تعريف الصيام لغة وشرعًا، والصيام لغة من الفعل صام، وهو الإمساك عن الشيء والامتناع عنه، وإذا قيل صام النهار أي توقَّف سير الشمس فيه، وإذا قيل صام فلان عن الكلام أي توقَّف عن الكلام تمامًا، قال تعالى في سورة مريم: {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا}،[٣]أمَّا تعريف الصيام شرعًا، فقد عُرِّف الصيام في الشرع بأنَّه عبادة من العبادات المفروضة على المسلمين، يؤديها العبد المسلم بإمساكه أو امتناعه عن الأكل والشرب والشهوات المُحرَّمة منذ طلوع الفجر إلى غروب الشمس في وقت مخصوص وشروط محددة، وقِيل أيضًا: إنَّ الصيام هو امتناع المسلم عن الأكل والشراب والجِماع، إضافة إلى امتناعه عن الكلام المحرم وامتناعه عن الذنوب والمعاصي، والله تعالى أعلم.[٤]

فدية الصيام

بداية إنَّ فدية الصيام هي ما يجب دفعه على الإنسان الذي يعجز عن الصيام في الإسلام، فمن عجز عن الصيام بسبب مرض لا يرجى شفاؤه منه تجب عليه الفدية، قال تعالى في سورة البقرة: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ}،[٥]وقد جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- إنَّ هذه الآية التي تتحدَّث عن الفدية نزلت في كبار السن الذين لا يستطيعون الصيام لأسباب صحية، عن عطاء بن أبي رباح -رضي الله عنه- إنَّ ابن عباس قال عن الآية السابقة: "ليسَتْ بمَنْسُوخَةٍ هو الشَّيْخُ الكَبِيرُ، والمَرْأَةُ الكَبِيرَةُ لا يَسْتَطِيعانِ أنْ يَصُوما، فيُطْعِمانِ مَكانَ كُلِّ يَومٍ مِسْكِينًا"،[٦]وهؤلاء تجب عليهم الفدية، والفدية في الإسلام هي إطعام مسكين مقابل كلِّ يوم يفطر به الإنسان التي وجبت عليه الفدية بسبب عجزه عن الصيام.[٧]

وجدير بالذكر إنَّ مقدار فدية الصيام هو نصف صاع من قوت البلد التي يعيش فيها الإنسان التي وجبت عليه الفدية، سواء كان هذا القوت من الأرز أو الحنطة أو ما شابههما، وهو ما يعادل حوالي 750 غرامًا، وهذا المقدار الذي اتّفق عليه علماء المذهب المالكي والشافعي، وقد اتَّفق الجمهور على وجوب إخراج فدية الصِّيام طعامًا لما نصَّت عليه الآية، بينما ذهب الحنفية إلى جوازإخراج قيمة فدية الصيام نقدًا، وقد حدَّد أهل العلم وقت إخراج فدية الصيام؛ فأباحوا إخراجها في أول الشهر كاملة، وأباحوا إخراجها في آخر الشهر مجتمعة، وأباحوا إخراج فدية كلِّ يوم في نفس اليوم، والله أعلم.[٧]

هل تزيد فدية الصيام بالتأخير

بعد ما جاء من حديث عن فدية الصيام، إنَّه لجدير بالذكر إنَّ من كان معذورًا في الصيام ووجبت عليه فدية الصيام وأخَّر هذه الفدية، فعليه أن يقوم بقضاء ما عليه من فدية، حيث يقوم بجمع الأيام التي أفطرها كاملة ويؤدّي عن كلِّ يوم مقدار 750 غرامًا من قوت أهل البلد، سواء كان من الأرز أو من الحنطة، ولا بدَّ من الإشارة إلى أنَّ فدية الصيام في الإسلام لا تتضاعف ولا تزيد بتأخير أدائها، فمن أخَّر أداء فدية الصيام لأعوام فليس عليه أداء أكثر من الفدية التي أوصى بها الشرع، بل يجب عليه أن يؤدِّي فدية واحدة مهما تأخر في أداء هذه الفدية، قال ابن قدامة في كتابه المغني: "فإنْ أخَّره لغير عذر حتَّى أدركه رمضان أو أكثر لم يكنْ عليه أكثر من فديةٍ مع القضاء؛ لأنَّ كثرة التَّأخير لا يزداد بها الواجب، كما لو أخر الحج الواجب سنين لم يكن عليه أكثر من فعله"، والله أعلم.[٨]

حكم ترك الصيام تهاونًا

في ختام ما ورد من حديث عن فدية الصيام، إنَّ فدية الصيام تكون على من ترك الصيام لعذر شرعي كالمرض أو السفر أو غير ذلك، وتعذَّر عليه قضاء هذه الأيام صومًا، عندها تجب عليه الفدية بالمقدار الشرعي المحدد، أمّا من ترك صيام رمضان عمدًا أو تهاونًا فقد أتى كبيرة من الكبائر بإجماع أهل العلم، فالصيام ركن رئيس من أركان الإسلام الخمسة، فمن فرَّط بالصيام عمدًا فعليه أن يتوب إلى الله تعالى توبة صادقة بقلب صادق، وعليه أن يقضي الأيام التي ترك صيامها وهذا إجماع أهل العلم، يقول ابن عبد البر في هذا الحكم: "وأجمعتِ الأمةُ، ونقلتْ الكافةُ، في من لم يصمْ رمضان عامدًا وهو مؤمن بفرضهِ، وإنما تركه أشرًا وبطرًا، تعمَّد ذلك ثم تاب عنه أن عليه قضاءَه".[٩]

وفي هذا الحكم يقول ابن قدامة المقدسي أيضًا: "لَا نَعْلَمُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا؛ لِأَنَّ الصَّوْمَ كَانَ ثَابِتًا فِي الذِّمَّةِ، فَلَا تَبْرَأُ مِنْهُ إلَّا بِأَدَائِهِ، وَلَمْ يُؤَدِّهِ، فَبَقِيَ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ"، بينما جاء في فتاوى اللجنة الشرعية الدائمة في مسألة ترك الصيام عمدًا ما يأتي: "من ترك الصَّوم جحدًا لوجوبه فهو كافر إجماعًا، ومن تركه كسلًا وتهاونًا: فلا يكفر، لكنَّه على خطرٍ كبيرٍ بتركهِ ركنًا من أركان الإسلام، مُجْمَعًا على وجوبهِ، ويستحقُ العقوبةَ والتأديبَ من ولي الأمرِ، بما يردعه وأمثاله، بل ذهب بعض أهل العلم إلى تكفيره، وعليه قضاءُ ما تركهُ، مع التَّوبة إلى الله سبحانه"، والله تعالى أعلم.[٩]

المراجع[+]

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 8، صحيح.
  2. "أركان الإسلام"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.
  3. سورة مريم، آية: 26.
  4. "مفهوم الصيام: لغة وشرعاً"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.
  5. سورة البقرة، آية: 184.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عطاء بن أبي رباح، الصفحة أو الرقم: 4505، صحيح.
  7. ^ أ ب "الفدية.. مقدارها.. وهل تخرج طعاما أم نقوداً"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.
  8. "هل تتضاعف فدية الصيام بالتأخير"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.
  9. ^ أ ب "هل يجب القضاء على من لم يصم رمضان لغير عذر أو أفطر أثناءه متعمدا ؟"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.