فن-العمارة-الإسلامية
محتويات
الحضارة الإسلامية
كان للدولة الإسلاميّة تاريخٌ عريق، واهتمام بجميع نواحي الحياة، وكان لأشكال الحضارة المختلفة وجود كبير في العصر الأموي من حيث إظهارهم فن العمارة الإسلامية، على أنه من الشعوب المتحضّرة الكبرى، فقد احترموا تراث الماضين، واهتموا بفن العمارة، وأحاطوا رجال الفن والصناعة في البلاد المفتوحة بالرعاية، ولعلّ لاختيار دمشق مركزًا للخلافة الأموية أثره الكبير في تأثرهم ببعض الطرز الفنية التي كانت تسود بلاد الشام، حيث كانت تزدهر مدارس الفن الهلنستي والبيزنطي المتأثّر ببعض أساليب الفن الساساني، وذلك بحكم طبيعة الجوار بين الدولة الإسلامية وتلك الدول صاحبة التاريخ العريق، ولذلك فإنه من الطبيعي أن يتأثر المسلمون بأساليب البناء والفن تلك عندما بدؤوا يقيمون لأنفسهم منشآت دينية ومدنية وحربية تضاهي في عظمتها منشآت البيزنطيين، لذا، كان عصر الدولة الأموية عصرًا زاخرًا بفن العمارة الإسلامية البديع.[٢]
الفن العمراني في العصر العباسي
شكّل العصر العباسي فارقًا كبيرًا في تاريخ فن العمارة الإسلامية، وتوسعت أشكال الفن في ذلك الوقت، فظهرت عدة مساجد خالدة الذكر إلى الآن، وتطورت البيمارستانات بشكل كبير، وهذا يدل على مدى اهتمام بني العباس بالعلوم الطبية، وتشجيعهم للأطباء وتشييدهم للمدارس الطبية التابعة للبيمارستانات، ودعوا إلى عقد المؤتمرات الطبية التي حضر إليها الأطباء من كافة البلاد والأقاليم التابعة للدولة العباسية، وبدأت هذه البيمارستانات تأخذ شكلًا حضاريًا فائق العظمة، انتظمت بها مهنة الطب، وأصبحت مهنة مرموقة لا يعبث بها المحتالون والسحرة وأنصاف الأطباء[٣]، أما عن تطور فن العمارة الإسلامية في العصر العباسي، فيذكر تاليًا أهم مميزاته:[٤]
- الاهتمام بالعمران وتأسيس المدن الجديدة.
- الاهتمام بعمارة المساجد والقصور والمدارس وغيرها.
- التأثّر بالعمارة الساسانية.
- تَجَلّي أهمية الإيوان.
- استخدام الطوب والآجر بأنواعه في المباني العباسية وزخرفتها.
- ظاهرة الامتداد الأفقي للمدن العباسية ومبانيها.
- تبني العقود المدببة والاهتمام بعمارة القباب الجميلة المختلفة.
- ظهور المئذنة المنعزلة عن كتلة مبنى الجامع في سامراء والقطائع.
- غنى مباني العمارة العباسية بالزخارف الجصية والرسوم الجدارية.
- جمالية المباني العباسية من طابق واحد بوجه عام.
- وصول تأثير العمارة العباسية إلى أقطار شمالي إفريقيا بواسطة أحمد بن طولون والأغالبة.
الفن العمراني في الأندلس
لم يَكَد المسلمون يتمّون تحرير كقصر الحمراء، وقصر قرطبة.[٥]
الفن العمراني في الدولة العثمانية
كان العثمانيون قد ورثوا إمبراطورية السلاجقة في نهاية القرن الثالث عشر، ثم ورثوا الإمبراطورية البيزنطية في منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، وأفادوا من التجربتين الفنيَّتين الفارسيَّة والبيزنطيَّة، فاهتموا بالعمارة، وقاموا برعاية الفنون التطبيقية كالخزف والزجاج والمصنوعات الخشبية والمعدنية والنسيجية، بالإضافة إلى فن الخط والمنمنمات والتجليد وغيره، التي وصلت إلى الأسواق المحلِّيَّة والعالميَّة، واستعمل البلاط الجداري التزييني بشكليه المربع أو المستطيل، وكانت اللوحات الخزفية الكبيرة مؤلَّفة من أربع بلاطات أو أكثر، وتمثل سطوحها الورود والأزهار الجميلة، وتبدو بألوان جذابة كاللون الأزرق والأخضر المرجاني والباذنجاني والأحمر الأرجواني، وذلك فوق أرضية بيضاء جميلة، وأحيانًا لازوردية، وكانت هذه الألوان مغطَّاة بتزجيج شفَّاف.[٦]
وكان ذلك على يد أمهر الفنِّيِّين من بلاد فارس، والذين جاء بهم السلطان سليم الأول، بعد فتحه لتبريز، ولا تزال بعض العمائر شاهدة على فن العمارة الإسلامية في الدولة العثمانية، ومن القصور المطلة على البوسفور: قصر بيكلر بيك، وطولمه بغجة، وجراغان سراي، وقصر يلدز، وغيرها، وفي سوريا عدد كبير من المباني المعمارية التي تعود إلى الدولة العثمانية، منها: التكية السليمانية، جامع درويش باشا، جامع السنانية، وجامع مراد باشا المشهور باسم جامع النقشبندي في حي السويقة بدمشق، وفي سوريا عددٌ من القصور العثمانية البديعة، من أهمها: قصر العظم في دمشق وقصر العظم في حماة، وهناك مباني الخانات العثمانية التي من أهمها خان أسعد باشا العظم في دمشق وخان مراد باشا في معرَّة النعمان.[٦]المراجع[+]
- ↑ "الحضارة الإسلامية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "النشاط العمراني والحضاري في الدولة الأموية "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "تطور البيمارستانات الإسلامية في العصر العباسي"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
- ↑ "العمارة العباسية"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الحضارة العربيّة في الأندلس وأثرها في أوربا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "الفن العثماني .. تاريخ من الإبداع والتميز "، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 28-09-2019. بتصرّف.