سبب-نزول-سورة-الحشر
محتويات
سورة الحشر
سورة الحشر أو سورة بني النضير واحدةٌ من السور المدنيّة، ونزلت بعد سورة البيّنة، وتقع في الجزء الثامن والعشرين وفي الرّبعيْن الثاني والثالث من الحزب الخامس والخمسين، ويبلغ عدد آياتها أربعًا وعشرين آيةً، وترتيبها التاسع والخمسون في المصحف الشريف، وهي من ضِمن السور التي يُطلق عليها اسم المُسبِحات أي التي تبدأ بالفعل سَبَّحَ وهو أحد أساليب مديح الله -سبحانه وتعالى- وتمجيده والثناء عليه، والحشر اسمٌ من أسماء يوم القيامة أيضًا، وفي هذا المقال سيتم التعرف على سبب نزول سورة الحشر.
سبب نزول سورة الحشر
سبب نزول سورة الحشر هو أحداث غزوة بني النضير وهي قبيلةٌ يهوديةٌ كانت تقطن المدينة المنورة وما دار في تلك الغزوة وقبلها وبعدها من أحداثٍ، وقد جاء في سبب نزولها ما يأتي:
- نكث يهود بني النضير العهد والميثاق بينهم وبين رسول الله بألّا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، وذلك بعد هزيمة المسلمين في معركة اُحد، وأظهروا العِداء للرسول وأصحابه؛ فغزاهم في عُقر دارهم وأجلاهم عن المدينة.
- أنّ قريشًا بعد هزيمتها في بدرٍ أرسلت إلى بني النضير تحرضهم على نكث العهد مع المسلمين وتهددهم وترغبهم في ذلك؛ فقرر بنو النضير الغدر؛ فأرسلوا إلى النبيّ طلبًا لاجتماعٍ بين الطرفين لسماع ما جاء به الرسول من أمر الدِّين بحيث يأتي معهم ثلاثون حَبرًا من أحبارهم فإن آمنوا وصدقوا بما يقول سيؤمنون جميعهم ويأتي مع الرسول ثلاثون رجلًا، وعندما التقى الطرفان في منتصف المسافة بين مساكنهما، رأى بنو النضير أن يخرج ثلاثةٌ من أحبارهم لنقاش الرسول وهم حاملون السلاحَ ثم ينقضّوا عليه ويقتلوه، فأرسلت امرأةٌ منهم إلى أخيها وهو مسلمٌ من الأنصار تخبره بنيتهم الغادرة، فأسرع إلى النبي يُخبره خبرهم ومكيدتهم؛ فرجع النبيّ ومن معه إلى المدينة وخرج من الغد إليهم؛ فحاصرهم وأجلاهم عنها.
- عندما بدأ حصار رسول الله وأصحابه لبني النضير تحصّنوا في حصونهم وقلاعهم لأكثر من عشرين يومًا؛ فأمر رسول الله بقطع أشجار النخيل وحرّقها؛ فقال اليهود: "زعمت يا محمد أنك تريد الصلاح أفمن الصلاح عقر الشجر المثمر وقطع النخيل"؛ فأحزن ذلك النبي وشقّ عليه مما قالوا؛ فأنزل الله تعالى: "مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّـهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ"[١]. [٢]
سبب تسمية سورة الحشر
سُمّيت هذه السورة باسمٍ آخر وهو سورة بني النضير؛ لأنها نزلت بعد أحداث غزوة بني النضير وكيف أمكن الله منهم ونصر المسلمون عليهم وأجلاهم عن المدينة بعد أن أظهروا الغدر والخداع لرسول الله والمسلمين، كما سُمّيت بسورة الحشر كما جاء اسمُها في المصحف الشريف؛ لأنّ الله -سبحانه وتعالى- هو من حشر بني النضير في حصونهم المنيعة ثم دبّ في قلوبهم الرعب والخوف من المسلمين، وأن الله قادرٌ على حشر الناس يوم القيامة للحساب. [٣]
مضمون سورة الحشر
محور الحديث في سورة الحشر حول يهود بني النضير وما اقترفوه بحق النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ فكانوا هم سبب نزول سورة الحشر إلى جانب ذلك تطرقت السورة إلى عدة مواضيع بعد حمد الله والثناء عليه وتسبيحه، ومن تلك المضامين ما يأتي:
- الفيء والحكمة منه في تحقيق العدالة والمساواة بين الأغنياء والفقراء.
- الثناء على أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار.
- الإتيان على ذِكر المنافقين الذين تواطؤا وتآمروا مع يهود بني النضير ضد الرسول الكريم وأصحابه، وما اتصفوا به من صفاتٍ خبيثةٍ وغدرٍ، ثم حذّرت الآيات المسلمين من التعامل معهم بعد افتضاح أمرهم.
- اختتام السورة بذِكر أسماء الله الحسنى. [٣][٤]
فضل سورة الحشر
سور وآيات القرآن الكريم جميعها تحمل في ثناياها الفضل والخير العميم لقارئ القرآن؛ لكن هناك بعض الآيات والسُّور الكريمة خُصّصت بفضلٍ دون سواها كآية الكرسي وسور الإخلاص والكهف والفلق والناس وغيرها عدا ذلك لا أصل له في الدِّين وهو من الأمور المبتدعة التي راجت بين الناس من أجل طلب الرزق أو الزواج أو الذرية أو غفران الذنوب إلى آخره، ومن تلك السُّور سورة الحشر فلم ترد أي أحاديث صحيحة حول فضلٍ مخصصٍّ لهذه السورة أو لآياتٍ منها كالحديث الآتي: "من قال حين يصبح ثلاثَ مراتٍ: أعوذُ بالله السميعِ العليمِ من الشيطانِ الرجيمِ، وقرأ ثلاثَ آياتٍ من آخرِ سورةِ الحشرِ، وكَّل اللهُ به سبعين ألفَ ملَكٍ يصلُّون عليه حتى يُمسي، وإن مات في ذلك اليوم مات شهيدًا، ومن قالها: حين يُمسي كان بتلك المنزلةِ" [٥]، ومن الأحاديث الضعيفة أيضًا في فضل سورة الحشر: "مَنْ قرأَ خواتيمَ سورةِ الحشرِ في ليلٍ أوْ نهارٍ فماتَ من يومِهِ أوْ ليلتِه فقد أوْجَبَ اللهُ لهُ الجنةَ" [٦]، وأيضًا:"إذا أخذْتَ مضجعَكَ فاقرأْ سورةَ الحشرِ، إِنْ مِتَّ مِتَّ شهيدًا" [٧][٨][٩]
الدروس المستفادة من سورة الحشر
بعدَ التعريف بسورة الحشر وسبب نزول سورة الحشر والمضامين التي اشتملت عليها وفضلها وسبب تسميتها لا بُد من تحديد بعضٍ من الدروس والعِبر المستفادة من هذه السورة الكريمة كغيرها من سور القرآن التي تشتمل على العلم والفائدة والمنفعة والحكمة، ومن تلك الدروس:
- أنّ جميع ما في الكون من الكائنات والجمادات ومما يدركه أو لا يدركه الإنسان يُسبح الله تعالى بطريقته الخاصة.
- أن الجزاء من جنس العمل حين أخرج الرسول يهود بني النضير من المدينة من غير مالٍ ولا سلاحٍ بسبب تآمرهم ونقضهم العهد.
- أنّ قطع النخيل والأشجار الخاصّ بيهود بني النضير كان أمرًا من الله ولا يُطبق في جميع حالات الحرب إلا في حالاتٍ محدودةٍ.
- التأكيد على كراهية وعداوة اليهود للمسلمين منذ فجر التاريخ.
- التذكير بفضل المهاجرين والأنصار.
- العلاقة بين أبناء المجتمع المسلم تقوم على التكافل والتعاون والمساعدة.
- التأكيد بالدليل القاطع على صِدق القرآن الكريم وإعجازه بالإخبار عن نوايا اليهود والمنافقين.
- تنبيه المسلمين إلى صفات اليهود والمنافقين الخبيثة كالجبن والغدر والخيانة ووجوب الحذر منهم.
- تنزيه الله تعالى عن كل عيبٍ أو نقصٍ من خلال ذكر مجموعةٍ من أسماء الله الحسنى. [٤]
فيديو عن أسباب نزول سورة الحشر
في هذا الفيديو يوضّح فضيلة الدكتور عبد الرحمن إبداح أسباب نزول سورة الحشر. [١٠]
المراجع[+]
- ↑ {الحشر: الآية 5}
- ↑ سورة الحشر, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-09-2018، بتصرف
- ^ أ ب علوم سورة الحشر،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-09-2018، بتصرف
- ^ أ ب تفسير سورة الحشر كاملة،, "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-09-2018، بتصرف
- ↑ الراوي: معقل بن يسار، المحدث: الألباني، المصدر: ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 5732، خلاصة حكم المحدث : ضعيف
- ↑ الراوي: أبو أمامة الباهلي، المحدث: العراقي، المصدر: تخريج الإحياء، الصفحة أو الرقم: 1/442، خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف
- ↑ الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني | المصدر : ضعيف الجامع، الصفحة أو الرقم: 307، خلاصة حكم المحدث: ضعيف
- ↑ فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -،, "www.saaid.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-09-2018، بتصرف
- ↑ رتبة الأحاديث الواردة في فضائل أواخر سورة الحشر،, "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-09-2018، بتصرف
- ↑ أسباب نزول سورة الحشر, ، "www.youtube.com"، اطُّلع عليه بتاريخ 17-09-2018