كلمة-إذاعة-عن-مولد-الرسول-عليه-الص
مولد الرسول عليه الصلاة
في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وُلد الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، وكان مولده إيذانًا بولادة تاريخٍ جديد غيّر وجه العالم والإنسانية، فولادته -عليه الصلاة والسلام- كانت بمثابة النور المنتظر الذي جاء ليخلص البشرية من ظلام الجاهلية التي كانت غارقةً فيه، وكانت ولادتُه فأل خيرٍ كبير، لأنه رسولُ الله المنتظر الذي ختم الله به الأنبياء والمرسلين، وقد تعهد الله تعالى نبيّه محمدًا بالعطف والعناية والرعاية، فعلى الرغم من أنه ولد يتيمًا، إلا أن الله يسّر له من يرعاه ويحرسه ويربيه.
ولد -عليه الصلاة والسلام- في مكة، وقد ولد يتيم الأب، ثمّ ماتت أمه وهو في عمر ستّة أعوام، فعاش يتيم الأبويْن، لكنه كان كريم الأخلاق عزيز النفس والصادق الأمين، وتولّى رعايته جدّه ثم عمه أبو طالب إلى أن كبر وأصبح شابًا، ومن القصص الكثيرة التي تُبهج النفس في ولادة الرسول الكريم، أنه كان حين يدخل بيتًا يعمه الخير والسرور، وظهر هذا واضحًا في بيت حليمة السعدية مرضعته، التي قالت أن البركة حلّت في بيتها منذ أن دخله محمد.
تحتفل الأمة الإسلامية في كل عامٍ بذكرى مولد رسول البشرية، ويُحيي المسلمون هذه الذكرى العطرة بمشاعر الفخر والحبّ لخير الخلق والمرسلين، ولا يكون الاحتفال بمولده بالكلمات فقط، بل يكون بإحياء سنته وطاعة أوامره واجتناب كل ما نهى عنه، وعبادة الله تعالى حقّ العبادة، والالتزام برسالة الإسلام السمحة التي جاء بها، فولادة المصطفى عليه السلام بمثابة النور الذي يهتدي به المسلمون.
في مولد سيد الخلق والمرسلين، تُصبح المشاعر الإيمانية أكثر قرباً من الله، ولا بدّ من استذكار مناقبه وأخلاقه وصفاته الكريمة في كل وقت، وليست في ذكرى مولده فقط، كما يجب الإكثار من الصلاة عليه لنيل شفاعته يوم القيامة، ولهذا سيظلّ يوم مولد الرسول الكريم ذكرى باقية وخالدة في نفس كلّ مسلمٍ ومسلمة؛ لأنه جاء بدين الحق والخير، وكانت دعوته دعوةً خالصةً لله، مليئةً بالخير والمحبة.
سيظلّ يوم مولد الرسول محمّد أفضل الأيام، وستظلّ هذه الذكرى العطرة مناسبة جليلة تجمع المسلمين على حب نبيهم، وقد قيلت الآلاف من القصائد في ذكرى مولد سيد الخلق، فالشعر إن لم يكن في مدح الرسول الكريم لا يكونُ شعرًا، وفي هذا يقول الشاعر: وُلِدَ الهدى فالكائناتُ ضياءُ وفمُ الزمانِ تبسُّمٌ وثناءُ بك بشّرَ اللهُ السماءَ فزُيِّنَتْ وتضوَّعَتْ مِسكًا به الغَبراء