كلمة-إذاعة-مدرسية-عن-الصلاة
الصلاة
الصلاةُ زينة العبادات وجوهرُها، وهي العمودُ الذي يقوم عليه الدّين وتستند عليه جميع العبادات، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، فمَن أقامَها فقد أقام ركنًا مهمًا من أركان الإسلام، ومَن تكاسل أو تقاعس عنها فقد هدم ركنًا من أركان الدين، وخسر خسارةً فادحة في دينه وقربه من الله تعالى، ولهذا تُعدّ الصلاة من أهم العبادات التي ربطها الله بأوقاتٍ معينة، إذ يقولُ -جلّ وعلا- في مُحكم التنزيل: "إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا"، فمن لم يُؤدِّها في وقتها فقد خسرَ الكثيرَ من الأجر والثواب.
من أهمِّ ما يجبُ فعله في الصلاة هو الخشوع التامّ في أثنائها، وحضور القلب والعقل في كل ركنٍ فيها، خصوصًا أن الصلاة إن لم تكن بخشوع لم يستلّ الإنسان بروحانيتها أبدًا، لهذا يجبُ الالتزام بأركانها وسُننها وفرائضها وأدائها على أكمل وجه دون أيّ زيادة أو نقصان، وإنْ أدّاها المسلم بالوجه الذي يليقُ بها وجدَ الكثير من المنافع التي وعد الله تعالى بها في الدنيا والآخرة، ومن رحمة الله تعالى بعباده أنْ جعلَ عددَ الفروض خمسةً، لكنَّها بأجرِ خمسين صلاة.
في الصلاة طهارةُ في البدن أيضًا، إذ إنّها لا تجوزُ إن لم يكن المؤمن محافظًا على وضوئه وطهارته، لذلك فإنها تحافظ على نظافة الجسد وطهارته من كلِّ شيء، بالإضافة إلى أنها تنقي سريرة الإنسان وتجعله أكثر قربًا من الله تعالى وتنور قلبه وبصيرته، وكي يكون المسلم من الفائزين عليه أن يكون ملتزمًا بالصلاة، وكما يقولون دومًا أن على الإنسان أن يصلي ويحرص على صلاته قبل أن يأتي اليوم الذي يُصلي الناس عليه وهو لم يكن من المصلين الذين أعدّ الله لهم الويل والعذاب الشديد.
تعودُ مسؤولية تعليم الصلاة على الآباء والأمّهات والمعلمين، إذ يجبُ على الأهل أن يحبّبوا أبناءهم بالصلاةِ ويدعونهم غليها وهم في سنٍ صغيرة، وهي سنُّ السابعة كما أمرَ الرسول الكريم بهذا؛ لأن تعلُّمَ الصلاةِ في الصغر يُساعد على زيادة التعلّق بها وعدم تركها أبدًا والالتزام بها دائمًا، ومن رحمةِ الله تعالى بعباده أنّه أعطى رخصًا كثيرة للناس للتخفيفِ من صلاتهم إذا واجههم ظرفٌ ما أو مرّوا بمرضٍ معيّن، خصوصًا المرأة التي أعفاها الله تعالى من الصلاة بعذرٍ شرعيّ، وهذا يدلّ على أن الدين الإسلامي دين يُسر، وأن الأصلَ في الصلاة هو تهذيب النفس وتدريبها على الانضباط وزيادة الروحانية ونيل رضى الله تعالى.