ما-هي-المذاهب-الأربعة-في-الإسلام
الفقه الإسلامي
الفقه في اللغة هو : الفهم، أمّا في الاصطلاح فهو: "العلم بالأحكام الشرعية الفرعية العملية، المستمدّة من الأدلّة التفصيلية"،[١] وأُطلقت كلمة الفقه في بداية الإسلام على النصوص الشرعية واستُعملت للدلالة على الفهم والإدراك؛ وكان الفقه مُقتصرًا في هذه الفترة على القرآن والسنّة المطهرّة ولم يكن معروفًا بالعلم المخصوص، وفي عصر الخلافة الراشدة ظهر الإجماع والقياس، ونتيجةً لازدياد عدد المسلمين وتطور الحوادث أقبل الناس على العلم الشرعي، وظهر الكثير من العلماء الذين اختلفوا عن بعضهم في فهم بعض النصوص من الناحية اللغوية، واختلفوا في حُجيّة بعض الأدلّة؛ كحجيّة العمل بالحديث الضعيف، وهذا ما أدّى إلى نشوء المذاهب الأربعة، وفي هذا المقال سيتم بيان مفهوم المذهب وسيتم بيان المذاهب الأربعة في الإسلام.[٢]
مفهوم المذهب
إنّ الإجابة عن سؤال: ما هي المذاهب الأربعة في الإسلام مرتبطٌ بمعرفة مفهوم المذهب، والذي يُعرّف لغةً بأنّه: "محل الذّهاب وزمانه، والمصدر، والاعتقاد، والطريقة المتسعة"، ثمّ تطور استعمال هذا اللفظ فأصبح يُطلقُ على: "ما يُصار إليه من الأحكام"، فالمذهب الفقهي هو الطريقة المُتبعة في استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها،[٣] كما أنّ النصوص الشرعية لم تتعرّض لكلمة المذهب بالمعنى المخصوص، والسبب في ذلك أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- كان موجودًا بين المسلمين، وكان يوضّح الأحكام ويُجيب عن الأسئلة دون الحاجة إلى الاستنباط والتحليل، ولكنّ النصوص الشرعية قد أمرت بسؤال أهل العلم، نحوَ قوله -تعالى- في بالحديث الضعيف في بعض المسائل، أمّا الآخرون فتمّسكّوا بالحديث وإن كان ضعيفًا، أمّا مصادر الأحكام فمنها ما هو متفقٌ عليه كالقرآن والسنّة، ومنها ما هو مُختلَفٌ في حجيّته وإمكانية استنباط الأحكام من خلاله كالاستحسان.[٦]
إنّ الأسباب السابقة أدّت إلى اختلاف الأحكام وظهور المذاهب الأربعة في الإسلام؛ وهي: المذهب الحنفي ومؤسسه أبو حنيفة النعمان، والمذهب المالكي وهو مذهب مالك بن أنس، والمذهب الشافعي نسبةً إلى الشافعي، والمذهب الحنبلي ومؤسسه أحمد بن حنبل، ولكنّ وجود هذه المذاهب لا يعني أنّه لم يكن هناك غيرها، فإنّ بعض المذاهب اندثرت ولم تلقَ الاهتمام الذي لاقته هذه المذاهب الأربعة؛ مثل مذهب الثوري والأوزاعي وغيرهما، والسبب الذي أدّى إلى انتشار وبقاء المذاهب الأربعة هو التفاف تلاميذ كلّ عالم من الأئمة الأربعة حوله، وحرصهم على تدوين أصول المذهب وأحكامه، كما أنّ الرأي المعتمد في مذهب معيّن قد لا يوافق رأي مؤسس المذهب في بعض الأحيان، والانتساب إلى مذهب معيّن لا يعني حرمة الأخذ بأحكام مذهب آخر، فإنّ مصدر جميع هذه المذاهب واحد وهو القرآن والسنّة وجميعهم علماء مجتهدون أقوالهم معتبرة ومأخوذٌ بها.[٥]
ولتمام الإجابة عن سؤال ما هي المذاهب الأربعة في الإسلام لا بدّ من توضيح بعض النقاط المتعلّقة بهذه المذاهب، فمن الواجب على المسلم العلم بأنّ المذاهب الأربعة قد اتفقت في كثيرٍ من الأحكام، فكثير من المسائل يكون الرأي والحكم فيها واحدًا، وقد يكون الحكم في مذهب معيّن مختلفًا عن الحكم في المذاهب الثلاثة الباقية، ولكنّ مثل هذا الاختلاف لا يطعن في صحّة المذهب، فإنّ مؤسسي هذه المذاهب لم يبنوا أحكامهم على الرأي والهوى، وإنّما على نظرٍ وتمحيص واستنادٍ إلى النصوص المُحكمة،[٥] وفي الاختلاف الحاصل بين المذاهب الأربعة رحمةً وسَعة ودليل على صلاحية الشريعة الإسلامية للتطبيق في كلّ زمانٍ ومكان.[٦]
المراجع[+]
- ↑ "تعريف الشريعة، والفقه، وأصول الفقه ."، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "الفقه الإسلامي تعريفه وتطوره ومكانته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "كتاب: معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية"، www.al-eman.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 83.
- ^ أ ب ت "تعريف بمذاهب أهل السنة الفقهية الأربعة"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "قصة الفقه"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 09-01-2020. بتصرّف.