سؤال وجواب

تاريخ-تأسيس-الدولة-البيزنطية


ييزنطة

جاء مصطلح "بيزنطي" من كلمة "بيزنطة" التي كانت تدلّ على موقع لمستعمرة يونانية قديمة، تقع في الجهة الأوروبية لمضيق البوسفور[١]، وقد أُطلق مصطلح بيزنطي عام 1557م على الفترة الأخيرة، حيث كان المؤرخ الألماني هيرونيموس وولف من استخدمه في وصف مجموعة أعماله كوربوس هيستوريو بيزنطة، جعل الإمبراطور قسطنطين من بيزنطة عاصمة له في الشرق والتي سُمّيت قسطنطينية بعد أن تم بناؤها، ولم يتم استخدام اسم بيرنطة للمدينة بعد ذلك إلا في السرد التاريخي أو بعض الأعمال الشعرية، ورغم أن المصطلح شاع استخدامه بين المؤلفين الفرنسيين مثل مونتسكيو، إلا أنه لم يُتَداول قبل نصف القرن التاسع عشر، أما بالنسبة لسكان الإمبراطورية البيزنطية، فقد كان اسمها ما يزال الإمبراطورية الرومانية أو إمبراطورية الرومان، وسمى السكان أنفسهم بالرومايوي، وسيتناول هذا المقال تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية بالتفصيل.[٢]

تاريخ تأسيس الدولة البيزنطة

تم اختيار بيزنطة كموقع لبناء روما الجديدة عام 330 ميلاديًا، حيث اختارها الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول، وعاصمتها مدينة القسطنطينية وقبلها بخمس سنوات، أسس قسطنطين االديانة المسيحية وحدد تقاليد في مجلس نيقية لتصبح الدين الرسمي لإمبراطورية روما، والتي كانت من قبل طائفة يهودية غامضة، وعُدّ مواطنو مدينة القسطنطينية والإمبراطورية الرومانية في الشرق أنهم من الرومان والمسيحيين، على الرّغم من أن كثيرًا منهم كانوا يتحدثون اللغة اليونانية، وليس اللاتينية التي كان يتكلمها الرومان.[١]

تزامَنَ تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية مع الفترة نفسها التي سقطت فيها الإمبراطورية الرومانية الغربية، وذلك حين بدأت قوة الإمبراطورية الرومانية ونفوذها بالتراجع في القرن الثالث الميلادي، حيث عانت هذه الإمبراطورية من التنافس الكبير على السلطة مما أدى لنشوب الحروب الأهلية وانهيار المؤسسات الأدارية، ثم تولى الإمبراطور قسطنطين الأول الحكم وذلك في أوائل القرن الرابع، ثم قام بتأسيس العاصمة الجديدة عام 330 م في الشرق، والذي يعدّ فعليًا تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية، وبعد موته واصل الأباطرة من بعده التوسع في حدود الإمبراطورية والتي أصبح اسمها الإمبراطورية البيزنطية، خاصة أنّها قد استقلت عن الإمبراطورية الرومانية الغربية، والتي كانت قد بدأت بالانهيار، وقد شملت هذه الإمبراطورية معظم الاراضي المسماة بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ​​وتشمل هذه المنطقة أرض مصر وصقلية وإيطاليا واليونان وأخيرًا روما.[٣]

الحضارة البيزنطية

القسطنطينية -والتي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية- كانت أيضًا مركزًا للتجارة، فقد كانت الضرائب التي تفرض على التجار من خارج الإمبراطورية هي القيمة نفسها للتجار المُقيمين، فساعد ذلك كان في نشاط التبادل التجاري مع مناطق كثيرة في البحر الأبيض المتوسط ​​وفي الشرق والغرب أيضًا، مثل مناطق البحر الأسود والبحر الأحمر والمحيط الهندي، أمّا التنوع الذي كانت تزدحم به القسطنطينية فسببُه أن السكان كانوا منحدرين من أعراق وديانات مختلفة، رغم أن سكان الإمبراطورية البيزنطية في بداية تاريخ تأسيس الدول البيزنطية يعدّون أنفسهم رومان، إلا أن ثقافتهم لم تلبث أن تغيّرت بمرور الوقت، ​حيث خليط من الثقافة اليونانية والمسيحية نتج عنه ثقافة بيزنطية مميزة.[٤]

كما كان لبعض الثقافات تأثير كبير مثل: اللاتينية والقبطية والأرمنية والفارسية، كما تأثرت ثقافة بيزنطة في وقت متأخّر بالثقافة الإسلامية، فعزز هذا كله الثقافة البيزنطية وأغناها، حيث خلّفت إرثًا ثقافيًّا مهمًّا جدًا، ساعد كل الإرث الذي أنتجته هذه الحضارة منذ تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية في إحياء العلوم اليونانية والرومانية، كما أثر هذا الإرث على الكنيسة الأرثوذكسية، ونتيجة لانفصال الأمبراطورية الرومانية في الشرق عن الغرب انقسَمَ الدين المسيحي إلى طائفتين رئيسَيْن هما الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، وهذا كله كان له مساهمة في عصر النهضة وما شهدته من تغيير، وقد تركت الحضارة البيزنطية الكثير من مظاهر العمارة البيزنطية، أشهرها الكنائس في مناطق كثيرة بَدْءًا من مصر حتى روسيا، كما ازدهر الفن والأدب في عصر النهضة حتى أنه أثرّ بشكل كبير على الفنانيين الإيطاليين.[٤]

ما قبل سقوط الدولة للبيزنطية

يمكن تشبية وضع الإمبراطورية البيزنطية في القرن الحادي عشر بحال الإمبراطورية الرومانية في القرن الثالث، حيث سببت الضغوط من الخارج كثيرًا من التوتر في المجتمع بعد عهد طويل من الهدوء والأمن منذ تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية، فظهرت الانقسامات في ابين أفراد طبقة الحكم، كما زاد الصراع بين الطبقة العسكرية والطبقة النبيلة أو المدنية، حيث كانت العائلات العسكرية تفضّل الحكام الذين كانوا جنودًا في الجيش وليس من موظفي الدولة المدنين، حيث سيفضّل الحاكم العسكري العائلات العسكرية وسيمنحها امتيازات وثروات تشمل الأراضي خارج العاصمة، خاصةً أنه توضح جليًا في الجزء الأخير من القرن الحادي عشر أن القوة العسكرية وحدها لم تعد تكفي لصد قوة الأعداء، وقد كان ملاك الأراضي في مقاطعات كثيرة يتحدون الدولة ويتوسعون متحدّين القوانين المعمول بها منذ القرن العاشر، وقد سرّع هذا في انهيار النظام والذي كان الأساس في قوة الإمبراطورية في وقت كان أعداء الدولة الجدد يحشدون قوتهم.[٥]

سقوط الدولة البيزنطية

منذ تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية، وهي تتعرض لكثير من التهديدات التي كان آخرها سببًا رئيسًا في سقوطها، حيث تعرضت لعدة غزوات من القوط والألانز ثم جاء الإسلام ليفتح مصر والتي كانت مركزًا مهمًا لاستيراد الحبوب والبضائع ثم سقوط الشام، وآسيا الصغرى وصقلية وكريت وقبرص، مما أدى لتطويق الإمبراطورية البيزنطية وتقييد توسعها ونفوذها، ثم هُزمت الإمبراطورية البيزنطية على يد الدولة السلجوقية في معركة مانزيكرت عام 1071 فخسرت أراضيها في أرمينيا والأناضول، وفي القرن الثاني عشر تعرّضت لغزو النورمان وخسروا أمامهم، ثم جاء طاعون جستنيان والذي كان سببًا في هلاك سكان الإمبراطورية والذي أهلك بمعدل 5000 شخص يوميًا في فترة اشتداد المرض، ومنذ تاريخ تأسيس الدولة البيزنطية لم تتعرض لحدث جلل تسبب في وفيات مثل ما تسببه ظهور مرض الطاعون.[٣]

ورغم أن الحملات الصليبية جاءت لتساعد دولة بيزنطة لتسترد أراضيها المفقودة، إلا أنها أصبحت مصدر تهديد للإمبراطورية، خاصة الحملة الرابعة عام 1204م، والتي قام جنودها بالتمرد وغزو القسطنطينية، وأحدثوا عمليات سلب وتخريب ودمار واسع، أجتمعت كل هذه الظروف مما سبب ضعف عسكري وانهيار اقتصادي في جسد الإمبراطورية، لتأتي في النهاية القوة العثمانية، والتي قضت على الدولة البيزنطية في القرن الثالث عشر والرابع عشر.[٣]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "Byzantine Empire", www.history.com, Retrieved 13-12-2019. Edited.
  2. "Byzantine Empire", www.wikiwand.com, Retrieved 14-12-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت "When Did the Byzantine Empire Fall?", www.worldatlas.com, Retrieved 14-12-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Byzantine culture and society", www.khanacademy.org, Retrieved 14-12-2019. Edited.
  5. "Byzantine decline and subjection to Western influences: 1025–1260", www.britannica.com, Retrieved 14-12-2019. Edited.