سؤال وجواب

لماذا-سمي-مسجد-نمرة-بهذا-الاسم


دور المساجد في الإسلام

إنّ للمساجد في الإسلام أهمية عظيمة، فهي أشرف بقاع الأرض، ففيها يُذكر الله -تعالى- صباحًا ومساءً، حيث قال الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}،[١] وهي أفضل الأماكن لتربية المسلمين، فهي تُربِّي المجتمع تربيةً إيمانية، ولا يقتصر دور المساجد على أداء الصلوات؛ بل تتعدّاها إلى جمع قلوب المسلمين، ولمِّ شمل الأمة الإسلامية،[٢] ومن المساجد ذات الأهمية في الإسلام مسجد نمرة، فلماذا سُمي مسجد نمرة بهذا الاسم، هذا ما سيتناوله هذا المقال بإذن الله.

مسجد نمرة

بعد التعرف على سبب تسمية مسجد نمرة بهذا الاسم لا بد من ذكر بعض المعلومات عنه، حيث يقع مسجد نمرة غرب مشعر عرفات، وفيه جزء يقع في وادي عرنة، وهو وادي من أودية مكة المكرمة، نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- المسلمين عن الوقوف فيه، فقال في الحديث النبوي: "رَفةَ كلَّها مَوقِفٌ إلَّا بَطنَ عُرَنةَ، وأنَّ المُزدَلِفةَ كلَّها مَوقِفٌ إلَّا بَطنَ مُحَسِّرٍ"،[٣] يؤدي فيه أكثر من أربعمائة ألف مصل صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا يوم التاسع من شهر ذي الحجة، أُطلق على مسجد نمرة عدة أسماء، مثل مسجد إبراهيم الخليل، ومسجد عرنة، ومسجد عرفة.[٤] تمّ تشييد مسجد نمرة أول مرة في منتصف القرن الثاني الهجري، وقد اهتم الخلفاء والأمراء والسلاطين ببنائه فعمّره الجواد الأصفهاني عام 559هـ، وعمّره الملك المُظفَّر سيف الدين قطز عام 843هـ، والسلطان قايتباي عام 884هـ، ثم جددت عمارته في العهد العثماني عام1272هـ، وقد شهد المسجد أكبر توسعة له في العهد السعودي، فقد بلغت تكلفة بناءه 237 مليون ريال سعودي، فأصبح طوله من الشرق إلى الغرب 340متر، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 متر، لتصبح مساحته أكثر من 110 آلاف متر، ويستوعب مسجد نمرة نحو 350 ألف مصلّ، وللمسجد ست مآذن يبلغ ارتفاع كلٍ منها ستون مترًا، وله ثلاث قباب، وعشرة من المداخل الرئيسة، والتي فيها أربعة وستون بابًا.[٤]

لماذا سمي مسجد نمرة بهذا الاسم

يحتلُّ مسجد نمرة إحدى أهمِّ معالم الحج ومعالم عرفات، إذ يرتاده جموع الحجيج في كل عامٍ هجري، حيث يُصلي فيه الحجّاج صلاتي الظهر والعصر مجموعتين مقصورتين، ويبلغ عدد الذين يُصلون فيه في ذلك الوقت عشرات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام، أمّا موضع ومكان مسجد نمرة فهو ذات الموضع الذي خطب فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- خطبة عرفة في حجة الوداع، وقد تمَّ بناء مسجد نمرة في ذلك الموضع في بداية عهد الدولة العباسية، وتحديدًا بعد انتصاف القرن الثاني للهجرة،[٥] ويعود تسمية مسجد نمرة بهذا الاسم إلى قرية نمرة الواقعة خارج عرفات، وهي الحدّ الفاصل بين الحرم والحل.[٦]

المراجع[+]

  1. سورة النور، آية: 36-37.
  2. "أهمية المساجد ودورها في الإسلام"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  3. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن -، الصفحة أو الرقم: 17/229، حديث إسناده صحيح.
  4. ^ أ ب "تعرف على الوادي المفسد للحج"، www.aldiwan.org، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  5. "مسجد نمرة وجبل الرحمة أهم مشاعر عرفات"، www.spa.gov.sa، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.
  6. "خطبة عرفة عام 1439هـ"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-1-2020. بتصرّف.