سؤال وجواب

خصائص-الشريعة-الإسلامية


مفهوم الشريعة الإسلامية

إنّ الشريعة في اللغة تعني مورد الماء، ولا تُسمّي العرب مورد الماء شريعةً إلّا إذا كان دائمًا لا ينقطع،[١] ثمّ استعملته العرب للدلالة على الطريق المستقيمة، وكأنّهم جمعوا بين المعنيين بجامع السلامة؛ ففي الماء سلامة الإنسان من الهلاك، وفي الطريق المستقيمة سلامة الإنسان من الضياع والضلال،[٢] وأمّا اصطلاحًا فأصبحت الكلمة تدلّ على الطريق الذي اختاره الله -سبحانه- لعباده المسلمين المؤمنين به ليُخرجهم به من الظلمات إلى النور، فالشريعة هي الدين الذي ارتضاه الله -تعالى- للمسلمين، فشرّع لهم من خلاله الحلال والحرام، وبيّن لهم الأوامر والنواهي وغير ذلك، يقول -تعالى- في الإمام البخاريّ في صحيحه: "إنّ الدين يسر"،[١٠] فمن ذلك أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جوّز الصلاة قاعدًا للمريض، فإن لم يستطع فعلى جنب، حيث قال -صلى الله عليه وسلم- مخاطبًا مريضًا: "صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ"،[١١] وكذلك قصر الصلاة وجمعها للمسافر؛ إذ إنّ الله -تعالى- يُحبّ أن تُؤتى رخصه كما يُحبّ أن تؤتى عزائمه، وهكذا كانت شريعة الإسلام ترفع عن الأمّة الإسلاميّة الإصر والأغلال التي كانت على الأمم السابقة ولا سيّما بني إسرائيل الذين ظلموا وطَغَوا فجزاهم الله -عزّ وجلّ- ما يستحقّون جزاءً لظلمهم، فحرّم عليهم كثيرًا من الطّيّبات، وضيّق عليهم في أمور دينهم جزاءً عادلًا من عنده تعالى، فيقول الله -تعالى- في سورة النساء: {فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا* وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}،[١٢] وكذلك قال -تعالى- في سورة الأنعام: {وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ ۖ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ۚ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُم بِبَغْيِهِمْ ۖ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ}،[١٣] فتبارك الله -عزّ شأنه- وتقدّست أسماؤه، وصلّى الله على نبيّه المبعوث بالشّريعة الغرّاء ليظهرها على الدين كلّه ولو كره الكافرون والمشركون والملحدون.

مقاصد الشريعة الإسلامية

بعد الوقوف على خصائص الشريعة الإسلامية بقي أن يُعرف شيء من مقاصدها، والمقاصد تَعني الأهداف، فجملة مقاصد الشريعة الإسلامية تعني أهدافها، وستتوقّف الفقرة الآتية مع أهمّ مقاصد الشريعة الإسلامية وهي ما يُعرف بالكلّيّات الخمس، وهي موجودة في كلّ الشّرائع السابقة، ولكنّ الإسلام قد نظّمها وجعل لها أهدافًا واضحةً تُمكّن الإنسان من تنظيمها بهدف ولهدف، ومن مقاصد الشريعة الإسلامية ما يأتي:[١٤]

  • حفظ الدين.
  • حفظ النفس.
  • حفظ العقل.
  • حفظ النسل.
  • حفظ المال.

المراجع[+]

  1. ^ أ ب "تعريف الشريعة، والفقه، وأصول الفقه."، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  2. "مفهوم الشريعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة الجاثية، آية: 18.
  4. "خصائص الشريعة الإسلامية"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.
  5. سورة الحجر، آية: 9.
  6. سورة الفرقان، آية: 1.
  7. سورة الأعراف، آية: 158.
  8. سورة المائدة، آية: 3.
  9. سورة الحج، آية: 78.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 39، حديث صحيح.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمران بن الحصين، الصفحة أو الرقم: 1117، حديث صحيح.
  12. سورة النساء، آية: 160-161.
  13. سورة الأنعام، آية: 146.
  14. "مقاصد الشريعة الإسلامية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-01-2020. بتصرّف.