تعريف-الفنون-الأدبية
محتويات
الأدب والفن
يعدّ الفن الوسيلة التي يعبّر المَرء من خلالها عن جميع احتياجاته ورغباته، وهو بمثابة تصوّر لهذا العالم، وإثبات للهويّة، كما يمكن تعريف الفنّ بالإبداع والابتكار، إضافة إلى ذلك البساطة التي تنبع من النفس، ومن خلال ذلك يُلخّص الفنّ بأنّه الإتقان والإحسان؛ فكلُّ عمل يقوم به الإنسان ولا يتفنّن فيه، يكون عمله آليًّا لا إتقان فيه ولا إحسان، أمّا الأدب فهو أحد أشكال التعبير النابعة عن حاجات الإنسان وتُلخّص مجمل عواطفه وأفكاره، مستخدمًا بذلك أرقى الأساليب المُتّبعة في الكتابة، سواء في اللغة العربية، ومن الطبيعيّ أن تختلف هذه الفنون من لُغةٍ إلى أُخرى؛ وذلك يعود إلى اختلاف خصائص كل لغةٍ عن الأخرى، وتأثير الثقافات المختلفة على هذه الفنون الأدبيّة، وهذا ما يجعل تعريف الفنون الأدبية يختلف من لغة إلى أُخرى، ومن شعب إلى آخر، ومن ناحية أخرى تقوم هذه الفنون على تشكيل الجمل من خلال استخدام الألفاظ والمفردات بشكل جمالي محدّد، كما أنّ هذه الفنون تحاكي الواقع الشعبي الذي يعيشه الناس، وتخاطب الحسّ العالي في الإنسان، بالإضافة إلى تميّز كلّ عنصر أدبي بعناصر جماليّة وأدبيّة تجعله مختلفًا عن باقي الفنون الأدبية الأخرى، إضافة إلى ذلك اشتراك هذه الفنون الأدبية في بعض الصفات والجماليات الأدبيّة؛ كالحرص على استخدام اللغة العربية الفصحى.[٢]
أنواع الفنون الأدبية
بعد الحديث حول تعريف الفنون الأدبية، لا بدّ من الإشارة إلى أنَّ اللغة العربية تزخر بالعديد من الفنون الأدبية، وكل نوعٍ من هذه الفنون يمتلك صفاتًا تميّزه عن غيره من الفنون الأخرى، وهذه الفنون الأدبية مجتمعة تشكّل جزءًا مهمًّا من ثقافتنا العربية، وذلك بسبب تأثير هذه الفنون على حياة الناس وعلى واقعهم الذي ينتمون إليه، إذن، لا بدّ عند ذكر تعريف الفنون الأدبية أن نتطرّق أيضًا إلى ذكر بعضًا من هذه الفنون الأدبية، ومن أهمّها:[٣]
- القصة: تُعدُّ القصة إحدى الفنون الأدبية الحديثة، ظهرت في القرن التاسع عشر، وهي عبارة عن سرد لأحداث مرويّة أو مكتوبة، مستوحاة من الحياة المعيشية، والقصد من ورائها الفائدة والمتعة، وعرفت في تاريخ الأدب العربي بالحكاية والخبر والخرافة، إلى جانب أنّ القصّة تتخذ عناصر محددة، كالشخصيات والمكان والزمان والأحداث والحبكة والحل.[٤]
- المقامة: تعدُّ المقامة أحد أهم الفنون الأدبية، وتندرج تحت عنوان تعريف الفنون الأدبية، وهي عبارة عن قصة تتميز بالقصر، من صنع خيال الكاتب، وتكتب بلغةٍ إيقاعية، يحكيها الراوي، الذي يعتبر شخصية ثابتة في جميع المقامات عند كل كاتب ويكون هذا الراوي منتمٍ للطبقة الاجتماعية المتوسطة، وهدف هذه المقامات نقد التقاليد والعادات السلبية في المجتمع.[٥]
- المقالة: تعدّ المقالة إحدى فنون الأدب، وهي عبارة عن قطعة إنشائية، طولها معتدل، وتُكتب نثرًا وتقوم بمعالجة موضوع ما من وجهة نظر الكاتب، وقد نشأت المقالة بنشأة الصحافة، وازدهرت بازدهارها، وكلمة من وجهة نظر الكاتب أي أنَّ المقالة تعبّر عن ذات صاحبها، أكثر من تعبيرها عن الموضوع الذي كتبت لأجله؛ وذلك لأنَّ الكاتب يرى الأشياء من خلال ذاته، وما يدور فيها من انفعالات ومشاعر.[٦]
- الرواية: تعدُّ الرواية نوعًا من الفنون الأدبية، وهي عبارة عن عمل قصصيّ طويل، يروي أحداثًا من حياة الناس وواقعهم، وقد يكون هذا العمل واقعيًّا أو متخيّلًا، بالإضافة إلى أنّ الروايات تعكس نظرة الكاتب تجاه الحياة، ومن أشهر الروايات التي يمكن الحديث عنها: رواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيّب صالح، والرواية نوع جديد من الأنماط الأدبيّة وسماتها مستمدة من الشعر الملحمي، كما استقت الرواية سمات أخرى من القصص الخياليّة.[٧]
خصائص الفنون الأدبية
من الأمور التي لا بدّ من الحديث عنها ضمن تعريف الفنون الأدبية، هي خصائص هذه الفنون الأدبية، فالأدب العربي يتميز إضافة إلى فنونه بالعديد من المميّزات، حيث لا بدّ أن يحظى كلّ نوع من الفنون الأدبيّة بسمات تميزه عن باقي الفنون،وتجعله معروفًا من ناحية الشكل ونواحٍ أخرى عن غيره، ويمكن تلخيص هذه المميزات التي تشترك بها الفنون جميعها بما يأتي:[٣]
- استخدام أنماط معيّنة في التعبير عن مواضيع النصوص الأدبيّة
- الاهتمام والحرص على المحافظة على اللغة العربية الفصحى وعدم استخدام اللغة العاميّة في أيّ عملٍ أدبيٍّ
- الحرص على تطبيق الشروط المميِّزة لشكل الفن الأدبي عن غيره من الفنون الأدبية
نظرية الأجناس الأدبية
فيما تقدّم كان حديثًا موجزًا حول تعريف الفنون الأدبيّة، ومن الضروري في هذا السياق التطرّق لنظرية الأجناس الأدبية؛ فالجنس الأدبي يعدّ من المبادئ التنظيمية للعديد من الخطابات الأدبية، كما يعتبر أيضًا من ضمن المعايير التصنيفية للنصوص الأدبية، ويساهم الجنس الأدبي في الحفاظ على الأنواع الأدبية المُنتجة، إضافة إلى رصد تغيُّراته الجمالية، ويعتبر كذلك من أهم المواضيع التي تندرج تحت نظريات الأدب، إضافة إلى أنه يعتبر من أهم النظريات التي انشغل بها الأدب؛ لما لها من أهمية معيارية ووصفية وتفسيرية في تحليل الكثير من النصوص الأدبية، إضافةً إلى تصنيفها وتحقيبها وتقويمها، كما تساعدنا معرفة قواعد الجنس أيضًا على إدراك التطوّر الجمالي للنص، وتطوُّر التاريخ الأدبي كذلك، ومن المهم الإشارة إلى أنّ كان أرسطو أوّل المُنظّرين للأجناس الأدبية؛ فقد قام بتصنيفها بطريقة علمية قامت على الوصف، وتحديد سمات الأدب ومكوناته، وقد عرفت عملت تجنيس النص الأدبي أبعادًا تاريخيّة وجماليّة وفنيّة.[٨]المراجع[+]
- ↑ "الفن والأدب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 15-10-2019. بتصرّف.
- ↑ د. محمد مندور (2006)، الأدب وفنونه (الطبعة الخامسة)، الجيزة: نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ^ أ ب "الأدب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "فن القصة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "فن المقامات من فنون الأدب العربي المنسية"، www.arageek.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "فن المقالة عناصرها وأنواعها"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "الأدب"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 16-10-2019. بتصرّف.
- ↑ جميل حمداوي (2015)، نظرية الأجناس الأدبية (الطبعة الأولى)، المغرب: أفريقيا الشرق للنشر والتوزيع، صفحة 6-7. بتصرّف.