أغراض-الشعر-الجاهلي
الشعر الجاهلي
يُعرّف الشعر بأنه كلام موزون مقفى قصدًا، أو هو قَوْل يَتكون من أمور خيالية يُقصد به الترغيب أو التنفير[١]، أما بالنسبة للشعر الجاهلي فأنه يُعتبر فنًا قائما بذاته؛ إذ يعبّر عن شعور الأفراد والأمة وكان الشعر في ذلك العصر هو الوسيلة الوحيدة للإنسان التي تُبقيه حيًا بالذاكرة لأنهم آمنوا بحتمية الموت ولا وجود للخلود على هذه الأرض، وعليه كان الشعر في ذلك العصر مظهرا من مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية ومظهرًا من مظاهر التنافس بين القبائل العربية، بالتالي أنتج شعراء ذلك العصر شعرًا عال الجودة والنظم وتنوعت أغراض الشعر الجاهلي بتنوّع معطياته.[٢]
أغراض الشعر الجاهلي
عند الحديث عن الشعر الجاهلي يُؤخذ بعَيْن الاعتبار أنه لا يمكن تحديد فترة زمنية له بالتالي نشأته وبدايته مجهولة لكن ما وصل من شعر هذه الحقبة ينّم عن عقلية عبقرية، إذ دخل الشعر جميع مناحي الحياة وتنوعت أغراض الشعر الجاهلي بتنوع البيئة.[٣]
- الحماسة والفخر: ويعدّ هذا الشعرمن أصدق أشعار العاطفة وتظهر الحماسة في الدعوة إلى القتال بينما يظهر الفخر بالنصر.[٣]
- الغزل: يُعدّ الغزل من أغراض الشعر الجاهلي الذي يتصل اتصالًا وثيقًا بالمرأة المحبوبة ويكون الشعر هنا صادق العاطفة.[٣]
- الرثاء: يتصل هذا الشعر بالميت على وجه الخصوص فيذكر الشاعر مناقبه وحسناته وقد اشتهرت الخنساء بهذا الغرض من أغراض الشعر الجاهلي.[٣]
- الوصف: لقد تأثر الشاعر الجاهلي بمظاهر البيئة من حوله فذهب يصف هذه المظاهر؛ فوصف الطبيعة بما تحتويه من حيوانات ونباتات مع الإشارة إلى أن هذا الغرض من أغراض الشعر الجاهلي لم يُفرد بقصيدة مستقلة.[٣]
- الهجاء: هو نقيض المديح فيُكتب عندما يريد الشاعر أن يعبر عن سخطه واشمئزازه من شخص ما فيذكر مثالبه، ولم يقتصر الهجاء على شخص بل تعداه إلى هجاء القبيلة.[٣]
- الحكمة: كانت تأتي الحكمة في ثنايا الشعرالجاهلي وكانت تعبّرعن عن تجاربهم في الحياة وتقوم على استخلاص العبرة المستافدة منها.[٣]
- المدح: وهو ذكر المحاسن والمناقب التي اختص بها العظماء وأرباب السلطان وعليه كان الشاعر يصف الكرم والجود والسخاء الذي تتصف به هذه الطبقة من الناس.[٤]
شواهد شعرية
تتميّز أغراض الشعر الجاهلي بالألفاظ الخشنة والخالية من الكلمات العجمية الدخيلة، بالإضافة إلى أنها تخلو من التكلف والتصنع والمحسنات اللفظية المصطنعة، وتقوم القصيدة الجاهلية على وحدة البيت الواحد، وتتميّز بالاستطراد.[٤]
- الفخر والحماسة:[٥]
هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم
- أم هلْ عرفتَ الدارَ بعدَ توهمِ
يا دارَ عَبلَةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمي
- وَعَمي صَباحاً دارَ عَبلَةَ وَاِسلَمي
فَوَقَفتُ فيها ناقَتي وَكَأَنَّها
- فَدَنٌ لِأَقضِيَ حاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَواءِ وَأَهلُنا
- بِالحَزنِ فَالصَمّانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيتَ مِن طَلَلٍ تَقادَمَ عَهدُهُ
- أَقوى وَأَقفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيثَمِ
- الغزل:[٦]
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها
- إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
تَبيتُ بُعَيدَ النَومِ تُهدي غَبوقَها
- لِجارَتِها إِذا الهَدِيَّةُ قَلَّتِ
تَحُلُّ بِمَنجاةٍ مِنَ اللَومِ بَيتَها
- إِذا ما بُيوتٌ بِالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
كَأَنَّ لَها في الأَرضِ نِسياً تَقُصُّهُ
- عَلى أَمَّها وَإِن تُكَلَّمكَ تَبلَتِ
أُمَيمَةُ لا يُخزى نَثاها حَليلَها
- إِذا ذُكَرِ النِسوانُ عَفَّت وَجَلَّتِ
- الرثاء:[٧]
قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ
- امْ ذرَّفتْ اذْخلتْ منْ اهلهَا الدَّارُ
كأنّ عيني لذكراهُ إذا خَطَرَتْ
- فيضٌ يسيلُ علَى الخدَّينِ مدرارُ
تبكي لصخرٍ هي العبرَى وَقدْ ولهتْ
- وَدونهُ منْ جديدِ التُّربِ استارُ
تبكي خناسٌ فما تنفكُّ مَا عمرتْ
- لها علَيْهِ رَنينٌ وهيَ مِفْتارُ
تبكي خناسٌ علَى صخرٍ وحقَّ لهَا
- اذْ رابهَا الدَّهرُ انَّ الدَّهرَ ضرَّارُ
- المدح:[٨]
إلى هَوْذَة َ الوَهّابِ أهْدَيْتُ مِدحتي
- أرجّي نوالاً فاضلاً منْ عطائكا
تَجانَفُ عَنْ جُلّ اليَمَامَة ِ نَاقَتي،
- وما قصدتْ منْ أهلها لسوائكا
ألَمّتْ بِأقْوَامٍ فَعَافَتْ حِيَاضَهُمْ قلوصي،
- وكانَ الشَّربُ منها بمائكا
فَلَمّا أتَتْ آطَامَ جَوٍّ وَأهْلَهُ، أنيختْ،
- وألقتْ رحلها بفنائكما
ولمْ يسعَ في الأقوامِ سعيكَ واحدٌ،
- وَلَيْسَ إنَاءٌ للنّدَى كَإنَائِكَا
- الهجاء:[٩]
فإن يأتكُمْ منِّي هجاءٌ فإنّما
- حَبَاكُمْ بهِ مني جميلُ بنُ أرْقما
تجلّلَ غدراً حرملاءَ وأقلعتْ
- سحائبُهُ لمّا رأى أهلَ ملهَمَا
فهلْ لكُمُ فيهَا أليّ فإنّني
- طبيبٌ بما أعيَا النّطاسيُّ حذيمَا
فَأُخرِجَكُم من ثوْبِ شَمطاءَ عارِكٍ
- مُشَهَّرَة ٍ بَلّتْ أسافِلَهُ دَما
وَلَوْ كانَ جارٌ مِنْكُمُ في عَشيرتي
- إذا لرَأوا للجار حقّاً ومحرمَا
- الحكمة:[١٠]
وكل قريبٍ لي بعيدُ مودة ٍ
- وكلّ صديقٍ بين أضلعهِ حقدُ
فللهَ قلبٌ لا يبلُّ عليلهُ وِصالٌ
- ولا يُلْهِيهِ من حَلّهِ عَقْدُ
يكلّفني أن أطْلُبَ العِزِّ بالقنا
- وأيْنَ العُلا إنْ لم يُسَاعِدنيَ الجدُّ
أُحِبُّ كما يَهْواهُ رُمحي وَصارمي
- وَسابغة ٌ زغْفٌ وسابغة ٌ نَهْدُ
فيالكَ منْ قلبٍ توقدَ في الحشا
- ويالكَ منْ دمعٍ غزيرٍ له مدُّ
المراجع[+]
- ↑ "تعريف و معنى شعر في معجم المعاني الجامع "، "www.almaany.com"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-19. بتصرّف.
- ↑ "مدخل لقراءة الشعر الجاهلي: الفن وعناصر التبليغ"، "www.alukah.net"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ نعيم مجاهد عودة (2011)، أدب المرأة العربية الشعر والنثر والحوار (الطبعة الأولى)، الأردن-عمان: دار الغيداء للنشر والتوزيع، صفحة 33,34. بتصرّف.
- ^ أ ب "أدب جاهلي"، "www.marefa.org"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-21. بتصرّف.
- ↑ "هلْ غادرَ الشُّعراءُ منْ متردَّم ( معلقة )"، "www.adab.com"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22.a
- ↑ "ألا أم عمرو أجمعت فاستقلت"، "www.aldiwan.net"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22.
- ↑ "قذى بعينكِ امْ بالعينِ عوَّارُ"، "www.adab.com"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22.
- ↑ "أتشفيكَ "تيّا" أمْ تركتَ بدائكا"، "www.adab.com"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22.
- ↑ "فإن يأتكُمْ منِّي هجاءٌ فإنّما"، "www.adab.com"، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22.
- ↑ "لأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الرَّأْيُ والوُدُّلأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الرَّأْيُ والوُدُّ"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22.