أدعية-جميلة-للأصدقاء
الصداقة في الإسلام
إنّ الصداقة والصحبة الصالحة ذات شأنٍ عظيم في الدين الإسلامي، وقد تمّ الحديث عن الكثير من الأمور التي تخصُّ الصداقة وآداب الصحبة وصفات الصديق الصالح في كتب التراث الإسلامي، أمّا عن معنى الصداقة فهي: "صِدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره"، فالإنسان مجبول على محبة تكوين الصداقات، فالصديق الصالح هو عونٌ لصديقه في الضرّاء ومؤنسٌ له في السرّاء، وقد حفلت كتب الآداب بنصائح لإحسان انتقاء الأصحاب واختيارهم، كما أوصى -سبحانه- عباده بجعل التقوى ميزانًا للصداقة، وذلك في قوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}،[١] وسيّوضّح هذا المقال هل هناك أدعية جميلة للأصدقاء، ويذكر بعضًا من آداب الصداقة.[٢]
آداب الصداقة
إنّ الالتزام بآداب الصداقة وضوابطها هو سبيل استمرارها ودوامها، إذ إنّ هذه الضوابط ما وضعت إلّا لتكون الصحبة ضمن الإطار الشرعي، وبالتالي فإنّها تعود بالنفع الدنيوي والأُخروي على الإنسان، أمّا فقدان الصداقات للضوابط والآداب فيؤدي إلى انتهاء هذه العلاقات، وحصول الفراق والبغض، بدلًا من الوفاق والمحبة، وفيما يأتي بعضٌ من آداب الصداقة:[٣]
- من آداب الصداقة في الإسلام أن تكون هذه الصداقة والمحبة في الله -عزّ وجلّ- ولا تكون بسبب أغراض الدنيا ومطامعها.
- الصبر على الصديق ونصيحته وإحسان الظن به وعدم الإكثار من لومه وقبول عذره من لوازم الصحبة وواجباتها.
- المشاركة في الفرح والحزن وعيادة الصاحب عندما يمرض وبذل المال له عندما يحتاج هي من صفات الصديق الصالح.
- الوفاء والتواضع وإنزال الصديق منزلة النْفس من الرغبة بالخير والنفع في الدنيا والآخرة من مكارم الأخلاق التي تقوّي رابطة الصداقة وتزيد المحبة.
أدعية جميلة للأصدقاء
الدعاء عبادة ذات منزلة عظيمة في الإسلام ودعاء الصديق لصديقه بظهر الغيب هو أحد آداب الصداقة،[٣] ولكن لم ترد صيَغ مخصوصة تحمل أدعية جميلة للأصدقاء إلّا أنّ دعاء الصديق لصديقه بنفعي الدنيا والآخرة وبما يحبه ويرضاه في نفسه وماله وولده هو من حقوق الصديق على صديقه، كما أنّ لدعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب أجرٌ عظيم وفائدة كبرى وممّا دلّ على ذلك، قوله صلّى الله عليه وسلّم: "ما مِن عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لأَخِيهِ بظَهْرِ الغَيْبِ، إلَّا قالَ المَلَكُ: وَلَكَ بمِثْلٍ"،[٤][٢] ولا بأس بأن يدعو المسلم لصاحبه الكافر غير المحارب؛ كأهل الكتاب والذمييّن وغيرهم، وكأن يدعو لهم بصحة البدن وتكثير المال والولد وطلب الهداية لهم فمستحب، أمّا الدعاء بالمغفرة فلا تجوز في حقّهم،[٥] وفيما يأتي جملة من الأقوال والآثار التي تبيّن حال السلف مع الدعاء للأصدقاء:[٢]
- كان أبو الدرداء -رضي الله عنه- يقول: "إنّي لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي، أسمِّيهم بأسمائهم".
- كان محمد بن يوسف الأصفهاني يقول: "وأين مثل الأخ الصالح؟ أهلك يقتسمون ميراثك ويتنعَّمون بما خلّفت، وهو منفرد بحزنك، مهتمٌ بما قدمت، وما صِرت إليه، يدعو لك في ظلمة الليل وأنت تحت أطباق الثرى".
- قال بعض السلف: "الدعاء للأموات بمنزلة الهدايا للأحياء".
المراجع[+]
- ↑ سورة الزخرف، آية: 67.
- ^ أ ب ت "الصداقة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
- ^ أ ب "آداب الصداقة والصديق"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-02-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي الدرداء، الصفحة أو الرقم: 2732، حديث صحيح.
- ↑ "الدعاء لغير المسلمين في الصلاة وغيرها بمنافع الدنيا"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 17-02-2020. بتصرّف.