أسباب-قلة-الرزق-وكثرة-الديون
الرزق
قبل الحديث عن أسباب قلة الرزق وكثرة الديون، يجب الحديث عن الرزق، فالرزق من أكثر الأمور التي تشغل بال الكثير من الناس، وعلى المرء أنّ يُدرك أنّه لن ينال إلّا ما قد قسمه الله -تعالى- له، فعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ رُوحَ القُدُسِ نفثَ في رُوعِي، أنَّ نفسًا لَن تموتَ حتَّى تستكمِلَ أجلَها، وتستوعِبَ رزقَها، فاتَّقوا اللهَ، وأجمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحمِلَنَّ أحدَكم استبطاءُ الرِّزقِ أن يطلُبَه بمَعصيةِ اللهِ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُنالُ ما عندَه إلَّا بِطاعَتِه"،[١] فالإنسان عليه أنّ يسعى في طلب الرزق، وأنّ يأخذ بالأسباب، لكن مع الابتعاد عن المال الحرام.[٢]
أسباب قلة الرزق وكثرة الديون
أسباب قلة الرزق وكثرة الديون كثيرة، فمنها تواكل الشخص وتركه الأخذ بالأسباب، فلا بُدّ من الاجتهاد في طلب الرزق والسعي في تحصيله، ومن الأسباب أيضاً أكل الربا، فالمال الحرام لا بركة فيه، والله -تعالى- توعد بمحقه، فقد قال سبحانه: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}،[٣] والمال الحلال القليل خير من المال الحرام الكثير،[٤] ومن الأسباب كذلك الذنوب والمعاصي، فعن ثوبان رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ الرَّجُلَ لَيُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ الَّذي يُصيبُه ولا يُرَدُّ القدَرُ إلَّا بالدُّعاءِ ولا يَزيدُ في العُمُرِ إلَّا البِرُّ"،[٥] ومن أسباب قلة الرزق وكثرة الديون ترك الفرائض والعبادات لطلب الرزق، فتراه قد يترك الصلاة من أجل العمل، والله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.[٦][٧]
أسباب سعة الرزق
الرزّاق اسم من أسماء الله الحسنى، فسبحانه هو الذي يبسط الرزق كيفما يشاء، فقد قال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}،[٨] ومن أسباب سعة الرزق تقوى الله تعالى، فقد قال سبحانه: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}،[٩] ومن الأسباب أيضاً التوكل على الله تعالى، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لو أنكم تتوكلونَ على اللهِ حقَّ توكلِهِ لرزقكم كما يرزقُ الطيرُ تغدو خِمَاصًا وتروحُ بِطَانًا"،[١٠] ومن الأسباب كذلك صلة الرحم، ودليل ذلك الحديث المروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"،[١١] ومن أسباب سعة الرزق المتابعة بين الحج والعمرة، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "تابِعوا بين الحجِّ و العمرةِ؛ فإنَّهما يَنفيانِ الفقرَ والذُّنوبَ، كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضةِ، وليس لِلْحَجَّةِ المبرورةِ ثوابٌ إلا الجنةُ".[١٢][١٣]
المراجع[+]
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 2085، حديث صحيح.
- ↑ "هل يتبع الرزق الإنسان أينما كان"، islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 276.
- ↑ "موانع استدرار الرزق العشرة (1)"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن ثوبان، الصفحة أو الرقم: 872، حديث صحيح.
- ↑ سورة المنافقون، آية: 9.
- ↑ "موانع استدرار الرزق العشرة (2)"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الزمر، آية: 52.
- ↑ سورة الطلاق، آية: 2،3.
- ↑ رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 402، حديث صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 2067، حديث صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 2901، حديث صحيح.
- ↑ "أسباب الرزق من الكتاب والسنة"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 7-1-2020. بتصرّف.