سؤال وجواب

ما-هو-كتاب-الزبور


المقصود بكتب الله تعالى

جعل الإسلام الإيمان بكتب الله ركنًا رئيسًا من أركان الإٍيمان، والمقصود بكتب الله -عزّ وجلّ- هي: الكتب التي نزلت على رسله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والتي شملت الدّيانات المختلفة التي نزلت على بني آدم، فقد قال الله تعالى في سورة البقرة: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}،[١] وتأكيدًا على ضرورة الإيمان والتّصديق بوجود كتب الله قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}،[٢] والمقال يحكي بعض الحقائق عن كتاب الزبور.[٣]

التعريف بداوود عليه السلام

داوود -عليه السّلام- هو نبيٌّ من طالوت وجالوت، وقد خرج نبيّ الله داوود -عليه السّلام- في جيش طالوت عندما كان شابًّا وقبل أن ينزل عليه أمين الوحي جبريل عليه السّلام، فأراد الله تعالى أن يعزّه في قومه فأعانه على عدوّه ومكّنه من قتل جالوت بيديه، لتنتهي المعركة بفوز القلّة التي مع طالوت على جيوش جالوت بفضل داوود عليه السّلام، وبعد أن عرف قومه منزلته وقوّته وحكمته في العالمين جعلوه ملكًا عليهم بعد موت طالوت، قال الله تعالى في سورة البقرة: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.[٤][٥]

وبعد أن أصبح حاكمًا وملكًا عظيمًا آتاه الله النبوّة، فكان له من خير الدّنيا والآخرة في الحكم والنبوّة، وعلى الرّغم من كونه ملكًا عظيمًا إلّا أنّه حرص على كسب مال قوت يومه بيده، فقد كان يعمل في صناعة الدّروع العسكريّة، وقد روي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في داوود -عليه السّلام- في الصّحيح من الحديث أنّه قال: "ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ عليه السَّلامُ، كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ[٦] وقد حكم داوود في بني إسرائيل بشريعة الله التي أنزلها الله عليه، فقد أنزل الله تعالى على نبيّه داوود كتاب الزبور، وعلى الرّغم من كونه نبيًّا معصومًا إلّا أنّه عُرف بكثرة العبادة والرجوع والإنابة إلى الله تعالى، وفي ذلك قال -تعالى- في سورة ص: {اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ}.[٧][٥]

ما هو كتاب الزبور؟

كتاب الزبور هو أحد الكتب السّماويّة التي نزلت على الأنبياء والرّسل عليهم الصّلاة والسّلام، وقد خصّ الله -عزّ وجلّ- كتاب الزبور بنبيّه داوود عليه السّلام، وقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة الإسراء: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}،[٨] وقد أوضح الإمام القرطبيّ أنّ كتاب الزبور لم يكن يقتضي بنزوله التحليل والتّحريم، وقد شملت المائة وخمسين سورة في الكتاب على كمٍّ هائلٍ من الدّروس والعبر والحكم والمواعظ، وقد كان نبيّ الله داوود -عليه السّلام- طريّ اللسان وحسن الصّوت يُسرّ السامعين أثناء قراءته لسور الزبور، وقد كانت المخلوقات كلّها من الإنس والجنّ والطيور وغيرها تجتمع حوله أثناء تلاوته.[٩]

يُعدُّ كتاب الزبور واحدًا من أهمّ المعجزات والأفضال التي تكرّم بها البارئ -عزّ وجلّ- على نبيّه داوود، فإضافةً للفضل العظيم الذي ناله لنزول هذا الكتاب فقد ألان الله له الحديد وسخّر له الطير والعلم والحكمة والنبوّة وغيرها من الآيات والمعجزات التي رافقت نزول الزبور على نبيّ الله داوود، وقد قال تعالى في سورة سبأ: {وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}،[١٠] ولقد كتب الزبور على أوراق البرديّ وبعض الأوراق النفيسة التي عرفت في غابر الزّمان، إضافةً إلى كتابته على بعض أسعف النّخل بنظام كتابةٍ اتّبعه الكاتبون في اليمن القديم.[٩]

سبب تسمية كتاب داوود بالزبور

يرجع الأصل في تسمية كتاب الزبور الذي نزل على نبيّ الله داوود -عليه السّلام- إلى المعنى الذي يحمله هذا الإسم، فالزبور في المعاجم العربيّة يعني الكتاب، وهو اسمٌ مشتّقٌ من كلمة زبر التي تدلّ بدورها على الكتابة، وجمع زبور هي الزُّبر، وقد جاء في القرآن الكريم ذكر هذه الكلمة بجمعها ومفردها في مواطن عديدة، فقد قال الله تعالى في سورة القمر: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ}،[١١] أي كلّ ما فعلوه في كتابٍ محفوظ، وفي موطن آخر قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}،[١٢] وقد أشارت الآية الكريمة إلى الكتاب الذي نزل على داوود عليه السّلام، هذا والله ورسوله أعلم.[١٣]

القرآن خاتم الكتب السماوية

إنّ نزول القرآن الكريم على خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- جعل منه خاتم الكتب السّماويّة التي أنزلها الله تعالى رحمةًً وهدايةً لبني البشر، وجعل من أمّة الإسلام هي خير أمّةٍ أُخرجت للنّاس، قال الله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}،[١٤] فلم تقتصر رسالة الإسلام بقرآنها وسنّتها على القوم التي كان منهم النبيّ محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم، بل تعدّت ذلك لتكون رحمةً لجميع أصناف البشر، وكونها لم تختلف بجوهرها عن الدّيانات السّابقة فقد هيمن القرآن الكريم على باقي الكتب السّماويّة لكونه كتابٌ محفوظ، فقد وعد الله بحفظه حتّى قيام السّاعة، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.[١٥][١٦]

المراجع[+]

  1. سورة البقرة، آية: 285.
  2. سورة النساء، آية: 136.
  3. "المقصود بكتب الله"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  4. سورة البقرة، آية: 251.
  5. ^ أ ب "نبي الله داود عليه السلام: سيرة وعبرة (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المقدام بن معدي كرب، الصفحة أو الرقم: 2072، حديث صحيح.
  7. سورة ص، آية: 17.
  8. سورة الإسراء، آية: 55.
  9. ^ أ ب "زبور"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  10. سورة سبأ، آية: 10.
  11. سورة القمر، آية: 52.
  12. سورة الأنبياء، آية: 105.
  13. "سبب تسمية كتاب داود عليه السلام بالزبور"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.
  14. سورة المائدة، آية: 3.
  15. سورة الحجر، آية: 9.
  16. "أنه آخر الكتب المنزلة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 09-12-2019. بتصرّف.