دعاء-الصبر-عند-الموت
الصبر
قبل الحديث عن دعاء الصبر عند الموت، لا بُدّ من بيان أنّ الحياة الدنيا مليئة بالابتلاءات، فقد قال سبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}،[١] وعلى العبد أنّ يبقى دائما صابراً أمام هذه الابتلاءات، وقد أمر الله -تعالى- عباده بالصبر، فقد قال سبحانه: {وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}،[٢] وينبغي على العبد إذا علم أنّ الله -تعالى- هو الحكيم العليم، أنّ يبقى دائما مطمئناً ومحتسباً في كل ما يصيبه.[٣]
الموت
بعد الحديث عن مفهوم الصبر، يجب التذكير بأنّ الموت سنة من سنن الله في خلقه، ولن يبقى مخلوق إلا وسوف يأتيه الموت، فقد قال سبحانه: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}،[٤] فإذا كان العبد عالماً بقدوم أجله، فعليه أنّ يبقَ مستعداً للقاء الله تعالى، ولا يكون من الذين إذا جاءهم الموت تمنى البقاء في الدنيا لكي يعمل العمل الصالح؛ لأن الله -تعالى- لن يؤخر نفساً إذا جاء أجلها، فقد قال سبحانه: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.[٥][٦]
دعاء الصبر عند الموت
ورد دعاء الصبر عند الموت في فالمؤمن يقول عند المصيبة: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وقد وعد الله –تعالى- عباده الصابرين عند المصائب بالمغفرة والرحمة، ووصفهم سبحانه بالمهتدين، وأما في السنة النبوية فعن أم سلمة رضي الله عنها، حيث قالت: "سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: ما مِن عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ: إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لي خَيْرًا منها، إلَّا أَجَرَهُ اللَّهُ في مُصِيبَتِهِ، وَأَخْلَفَ له خَيْرًا منها. قالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلتُ: كما أَمَرَنِي رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأخْلَفَ اللَّهُ لي خَيْرًا منه، رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ"،[٨] وهنا وعد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- الصابرين عند المصائب بالأجر العظيم، وأنّ يخلف الله -تعالى- له خيراً من مصيبته، فعلى المؤمن أنّ يبقى صابراً عند المصائب والكُرب؛ لكي ينال الأجر من الله تعالى، وإنّ المرء إذا سخط ولم يصبر ولم يرضى يكون قد حَرَمَ نفسه من الأجر، ولم ينجو من مصيبته، فيكون قد اجتمع عليه مصيبتين: مصيبة في دينه ومصيبة في دنياه.[٩]المراجع[+]
- ↑ سورة البقرة، آية: 155.
- ↑ سورة الأنفال، آية: 46.
- ↑ "مراتب الصبر وفضله"، binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية: 185.
- ↑ سورة المؤمنون، آية: 99،100.
- ↑ "الموت عبر وعظات"، alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 155،156،157.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 918، حديث صحيح.
- ↑ "الصبر عند فقد الأحبة"، islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.