سؤال وجواب

قصة-موت-سقراط


الفلسفة

تَعني كلمة فلسفة حرفيًّا حبّ الحكمة، حيث تبدأ التاريخ والعدالة العالم الطبيعي ولقيم كثيرة مثل: المعرفة والحب والصداقة، وكانت السمة العامة لهذة المجالات التفكير الفلسفي، سيستعرض هذا المقال قصة موت سقراط وكيف تسببت الفلسفة في ذلك.[١]

سقراط

سقراط هو فيلسوف يوناني كلاسيكي من أثينا وُلد عام 470 قبل الميلاد ومات 399 قبل الميلاد، يُعتبر سقراط من مؤسسي الفلسفة في العالم الغربي، كما يُعدّ أيضًا أول فيلسوف أخلاقي، كان شخصية سقراط غامضة، حيث لم تُعرف الكثير من جوانب شخصيته، وأعظم إنجازات سقراط أنه أسهم في مجال علم الأخلاق، ويُنسب إليه المنهج الذي يُسمّى بالسقراطي والذي يستخدم مفاهيم السخرية لوصف الأحداث أو انتقادها عادةً، إن كل ما يّعرف عن سقراط كتبه بعض الكتّاب والعلماء بعد موته خاصة طلابه أمثال أفلاطون وزينوفون الذين كتبوا حوارات مع سقراط سموها بحوارات أفلاطون واعتذار لسقراط ، كما وصف أفلاطون مشهد وقصة موت سقراط في كتاباته، كما يُذكر سقراط في مسرحيات الكاتب المسرحي المعاصر له أريستوفانيس، والذي تحدّث في مسرحياته عن حياة سقراط بإسلوب تهكمي وساخر، رغم أن أفلاطون يشكّك في صدق الوصف الذي استخدمه الكاتي للحديث عن شخصية سقراط.[٢]

حياة سقراط

ارتبطت قصة حياة وقصة موت سقراط بالفلسفة والتي يعدّ سقراط أباها، لكنه للأسف لم يكتب شيئًا أبدًا عن نفسه، بل أنه فضّل المعرفة الشفوية، وإن أغلب ما يعرف عن حياة سقراط، وكما سبق ذكره يأتي من كتابات اصدقائه وطلابه الذين تحدّثوا عنه بعد وفاته، يذكر أن والده كان بناء حجريًّا، وقد تابع عمل والده لفترة من الزمن، ويُذكر أنه خدم في الجيش الأثيني في مرحلة من شبابه، وفي حياته الأخيرة كان سقراط عضوًا في مجلس أثينا، والذي كان مهمّته التصويت على أمور مهمة تتعلق بالدولة كنوع من الديمقراطية التي مارستها أثينا مبكرًا، مما يدل على مكانة سقراط في ذلك الوقت والتي رشحته ليصل إلى هذا المنصب، وفي وقت ما غيرمحدد في حياته الحافلة أصبح سقراط شخصّا يهتم بالفلسفة، وبالرغم من أن الكثير من أفكاره لاقت إعجاب الكثير من أصدقائه والطلاب من نخبة المجتمع الأثيني وأكسبته صداقات عديدة، إلا أن سقراط وأفكاره أزعجوا الكثيرين أيضًا نتيجةً لإستفساراته الفلسفية الكثيرة، فوضعه ذلك في مأزق وسبب له مشكل عظيمة، وكانت الفلسفة السبب وراء قصة موت سقراط.[٣]

فكر سقراط

يُعدّ سقراط من أعظم معلّمي الأخلاق، لكنه لم يخبر طلابه ومستمعيه الطريق الصحيح للعيش أي أنه لم يضع قواعد لحياة الأفراد، على عكس الأشخاص الآخرين الذين كان الناس يعدّونهم قدوة أو مبجّلين أمثال بوذا أو كونفوشيوس، وقد كان سقراط يشكك بكل معتقَد موجود أو قاعدة تقليدية تعدّ من المسلمات في المجتمع الأثيني في ذلك الوقت، ويعد هذا النوع من التفكير في مجتمعه من الأساليب التي تهدد المعتقدات التقليدية الثابتة، لذلك اتهم سقراط بإفساد أفكار شباب أثينا وكان هذا الإتهام السبب في قصة موت سقراط فيما بعد، وقد كان هذا الفيلسوف يَعتبِر أن المعتقدات التي لا يمكن أن تقدم حجة وتتحمل النقد يجب نسّفها تمهيدًا للبحث عن فكر أكثر صحةً وصوابًا، وقد اختلف سقراط مع غيره من مفكّري عصره والمعلمين في فكرته عن الأخلاق؛ لأنه في النظر إلى الأخلاق يعدّ سقراط أن الفضيلة والأخلاق شيء يمكن معرفته، وكل من يستطيع معرفة الفضيلة هو شخص فاضل ويتصرف بحسب هذة الفضيلة، أمّا الأشخاص الذين يخطئون، فذلك لأنهم يجهلون الحقيقة والفضيلة، أي أنهم يخطئون دون قصد، ويتصرفون عن جهل.[٤]

قصة موت سقراط

حدثت قصة موت سقراط بسبب السياسة رغم أن سقراط لم يُرِد أن يشارك في الحياة السياسية وتَجَنّبَ ذلك، إلا أنّه تم تعيينه للمشاركة في جمعية اثينا للتصويت على القرارات المهمة للدولة في 406 قبل الميلاد، وسرعان ما أصبح سقراط معارضًا لأحد القرارات التي تقترح محاكمة مجموعة من الجنرالات الذين فشلوا في استرداد الجنود الموتى في معركة مع سبارطة، والذين تم إعدامهم لاحقًا، ثم رفض سقراط المشاركة في إلقاء القبض على شخص -يُدعى ليون- من جزيرة سالاميس وإعدامه، ويسمى هذا عادةً بالعصيان المدني، أثارت تصرفات سقراط غضب البعض من المتنفذين وسعَوا للإطاحة به، وتم ذلك في 399قبل الميلاد حين وُجّه له الأتهام بعدم احترام آلهة أثينا وأيضًا تهمة إفساد الشباب الأثيني، ورغم أن المحاكمة كانت على أساس فكري إلا أنه يُعتقد أنها مغلّفة بإنتقام سياسي، ورغم أن سقراط دافع عن نفسه بحماسة أمام هيئة المُحلفين، لكنه حٌكم عليه بالموت عن طريق تناول سم الشوكران.[٥]

تقبّل سقراط الحكم بكلّ هدوء، وقال جملته الشهيرة الحياة دون ابتلاء لا تستحق العيش، وحينما تأخر إعدام سقراط شهرًا بسبب احتفال ديني، وقد عرض عليه البعض أن يهرب إلا أنه رفض اقتراح أصدقائه بالهروب من أثينا، مفضّلًا مواجهة مصيرة بكل شجاعة، وقد انتهت قصة موت سقراط بشرب كأس من السم ليسقط على السرير، حيث إن هذا السم يُفقد عضلات الأطراف القدرة على الحركة، ثم وصل السم لقلبه ليموت وسط أصدقائه ومحبّيه الحزينين لفراقه، هذة هي قصة موت سقراط والذي تسببت أفكاره غير التقليدية في موته، ليصبح سقراط أول إنسان يُعدم بسبب أفكاره في التاريخ.[٥]

المراجع[+]

  1. "What Is Philosophy?", www.thoughtco.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  2. "Socrates", www.wikiwand.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  3. "Socrates: Life, Death and Philosophy", study.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.
  4. "Socrates", www.britannica.com, Retrieved 15-12-2019.
  5. ^ أ ب "Socrates", www.history.com, Retrieved 15-12-2019. Edited.